إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

غور ميكر

"كان هناك نزاع داخلي وحرب بين شمال وجنوب السودان. وقد أحرقت قريتنا وأضطرنا للفرار. اختفى أشقائي الثمانية كلهم ورأيت أخي يموت أمامي. وحرصاً على سلامتنا، اضطر والدانا لإرسالنا بعيداً. كنت في السابعة من عمري وقد أخذتني رحلتي إلى الخرطوم ثم القاهرة، وأخيراً إلى الولايات المتحدة حيث تم توطيني كلاجئ.

في 20 مايو 2013، عدت إلى وطني للمرة الأولى بعد 20 عاماً ليلتئم شملي مع عائلتي. ما من شيء أهم من الوطن. عندما عدت إلى جوبا، شعرت بشيء ينبض في قلبي وصدري. كانت هناك حرية. ولولا المفوضية لما كان ذلك ممكناً، وأنا ممتن لهذا الدعم ".

ولد ميكر في جنوب السودان عام 1984 أي بعد عام من اندلاع الحرب الأهلية السودانية الثانية، وقد واجه واقع النزاع القاسي في سن مبكرة. كذلك، فقدَ 28 فرداً من عائلته، بمن في ذلك 8 من أشقائه، خلال الحرب، وأمضى جزءاً كبيراً من أولى سنوات حياته وهو يفر من مكان إلى آخر. ولدى محاولته الفرار، تم إلقاء القبض عليه وأرغم على العمل الإجباري. وفي العام 1994، انضم إلى أقربائه في عاصة السودان، الخرطوم، حيث بقي فيها إلى أن انتقل إلى مصر وهو في الـ14 من عمره. بعدها بعامين، ذهب إلى الولايات المتحدة حيث منح صفة اللجوء.

استفاد الشاب بشكل كامل من الفرص التعليمية وسرعان ما برزت قدراته الرياضية للعلن. انضم إلى جامعة ولاية آيوا من خلال منحة دراسية، وتخرج منها حاملاً شهادة في الكيمياء في عام 2011. وفي العام نفسه أيضاً، ركض في الماراتون خلال التصفيات المؤهلة إلى الألعاب الأولمبية. ونظراً لأن جنوب السودان لم يتمكن من التسجيل في اللجنة الدولية الأولمبية لألعاب العام 2012، كان غور من بين الرياضيين الأربعة الذين سمح لهم بالمنافسة تحت علم اللجنة الدولية الأولمبية. واحتل المركز الـ47 بتسجيل زمن بلغ ساعتين و19 دقيقة.

في شهر يونيو/ حزيران من العام 2013، وللاحتفال بيوم اللاجئ العالمي - بعد مرور حوالي عشرين عاماً بعيداً عن الوطن - عاد ميكر إلى بلدته في جنوب السودان من مكان إقامته الجديد في أريزونا. وبمساعدة من المفوضية، التأم شمل ميكر مع أهله وأفراد آخرين من عائلته الذين كانوا قد رأوه للمرة الأخيرة في العام 1993 قبل أن يغادر إلى الخرطوم. كانت عودته مؤثرة وذكّرته بما كلّفته الحرب بما في ذلك وفاة أقربائه بسبب الأمراض ومعاناة أوبويه.

كانت رحلته استثنائية إلى الآن، ويأمل أن تلهم قصّته مواهب الجيل القادم لجنوب السودان. وكشخص عانى من آثار انعدام الجنسية، سيكون صوته مهماً أيضاً في نشر التوعية بشأن هذه القضية المهمة بينما تتابع المفوضية حملتها العالمية للحد من انعدام الجنسية.