إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

الأوكرانيون في روسيا يعبرون عن قلقهم بشأن مستقبلهم

قصص

الأوكرانيون في روسيا يعبرون عن قلقهم بشأن مستقبلهم

لجأ حوالي 800 أوكراني إلى منطقة أوسيتيا الشمالية في روسيا بانتظار ما ستنجلي عنه الأمور خلف الحدود. قرار العودة يقلقهم.
14 أغسطس 2014 متوفر أيضاً باللغات:
53e8d96e6.jpg
زوجان شابان مع طفليهما في مخيم صيفي في اوسيتيا الشمالية.

فلاديكافكاز، روسيا الاتحادية، 11 آب/أغسطس (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)- اتخذ سيرغي* قراراً: يرغب في الانتقال مع زوجته وطفله إلى وظيفة وحياة جديدتين في سيبيريا عوضاً عن العودة إلى منزلهم في شرق أوكرانيا عند انتهاء الأزمة.

في مخيم صيفي للشباب بالقرب من فلاديكافكاز في جمهورية أوسيتيا الشمالية بروسيا الاتحادية، يقيم فيه حوالي 100 لاجئ من أوكرانيا، قال سيرغي للمفوضية: "أنا عامل منجم وسبق لي أن حصلت على عرض عمل في مدينة إيركوتسك [في صربيا]". سيرغي وعائلته هم من الأوكرانيين البالغ عددهم 800 شخص الذين لجأوا إلى أوسيتيا الشمالية بانتظار ما ستنجلي عنه الأمور خلف الحدود.

يفكر سيرغي في كيفية تسديد نفقات الرحلة الطويلة إلى مكان عمله المستقبلي. ولكن، وفي حين أن سيرغي وزوجته لاريسا* يخططان لمستقبلهما، ليس للعديدين من اللاجئين الآخرين في المخيم أي فكرة عما سيفعلونه.

لقد تركوا أقاربهم وممتلكاتهم وحاجياتهم في شرق أوكرانيا، ولكنهم خائفون من العودة إلى بلد أصبحت فيه جذور الانقسام عميقة جداً. ويلفت رجل عجوز قائلاً: "دُمر جزء كبير من البنية التحتية وسادت الكراهية بين الناس. لن تعود الحياة إلى ما كانت عليه يوماً".

لم يصحُ النازحون بعد من صدمة النزوح القسري، وجل ما يسر العديدين من الناس هو بلوغهم بر الأمان. وتقول أرملة عجوز واسمها ماريا*، وصلت مع ابنتها وحفيدها: "لقد هربنا لننجو بحياتنا ولم نفكر في المستقبل. لم يكن لدينا الوقت الكافي للاستعداد للسفر".

تشعر هذه العجوز، شأنها شأن الآخرين، بالقلق على مصير منزلها وممتلكاتها. تدرك ماريا أنه يتعين عليها العودة، لبضعة أيام على الأقل، إذا أرادت بيع منزلها. يريد آخرون استرجاع مستنداتهم الشخصية، بما في ذلك الشهادات المهنية أو التقارير المدرسية، ولكن عليهم استرجاعها في أسرع وقت ممكن؛ فبعد حصولهم على اللجوء المؤقت أو الدائم في روسيا، لن يتمكنوا من السفر إلى أوكرانيا من دون التخلي عن صفة اللاجئ. ويشعر آخرون بالقلق بشأن حصولهم في المستقبل على الحق بالتعليم والتقاعد المكتسب في أوكرانيا.

يبذل موظفو الفرع المحلي لدائرة الهجرة الاتحادية الروسية قصارى جهدهم لتقديم النصح للناس حول الخيارات المختلفة المتوفرة: اللجوء المؤقت أو صفة لجوء دائمة، وإجازات العمل وسندات الإقامة على اختلاف أنواعها والتجنيس وبرامج إعادة التوطين.

وبحسب إحصائيات روسية، عبر أكثر من 700,000 شخص الحدود مع أوكرانيا هذا العام، بينهم 180,000 شخص تقدّموا بطلب لدى دائرة الهجرة الاتحادية للحصول على صفة لاجئ أو للّجوء المؤقت أو الحصول على الجنسية أو الإقامة المؤقتة أو وسندات الإقامة أو إعادة التوطين.

واعتمدت الجمعية الاتحادية الروسية (البرلمان) مؤخراً تشريعاً جديداً لتسريع معالجة طلبات اللجوء المؤقت في ثلاثة أيام بعد أن كانت تستغرق ثلاثة أشهر، كما اتخذت تدابير أخرى بهدف التسريع.

وفي هذه الأثناء، بدأت وزارة الدفاع المدني والطوارئ وإزالة آثار الكوارث الطبيعية المعنية بالاستجابة في حالات الطوارئ الإنسانية، بإخلاء المناطق الحدودية من خلال نقل 24,000 لاجئ إلى مناطق داخلية. ونقلت السلطات المحلية عدداً كبيراً من الوافدين، كسيرغي ولاريسا، إلى مخيمات صيفية وهي تستعد حالياً لنقلهم إلى المدارس والجامعات مع تحول الطقس إلى البرودة ابتداءً من شهر أيلول/ سبتمبر.

نقلت أميركوم بعض الأوكرانيين البالغ عددهم 800 شخص والمتواجدين في أوسيتيا الشمالية، إلى مآوٍ، فيما يقيم آخرون لدى أقاربهم وأصدقائهم في المنطقة. لسكان أوسيتيا الشمالية خبرة في التعامل مع اللاجئين تفوق خبرة سكان أي منطقة روسية أخرى؛ فنظراً إلى وقوع أوسيتيا الشمالية في القوقاز، وهي منطقة معرضة للصراعات، سبق لهؤلاء أن استضافوا الفارين من الصراعات العرقية في الشيشان وإنغوشيتيا وجورجيا.

كانت استجابة السكان المتعاطفين بمنتهى الكرم. يحفظ موظفو مصحّة تاميسك التبرعات التي تقدمها الشركات الخاصة والأفراد في غرفة تخزين كبيرة؛ وهي تشمل الملابس ولوازم النظافة الشخصية والأغذية المعلبة والفواكه والخضار وغسّالة أيضاً.

وتلقّى الأطفال في مخيم أورسدن الصيفي هديّة مميزة الأسبوع الماضي: أحذية جديدة قدمتها منظمة "صندوق الأطفال"، وهي منظمة غير حكومية محلية. لم تصدق بعض الفتيات عيونهن عند رؤية الأحذية الذهبية والزهرية اللون. ساعد ذلك الأطفال في نسيان أمر الصراع والمستقبل ولو لبرهة.

*تم تغيير الأسماء لأغراض الحماية

بقلم ميليتا ه. سونيتش في فلاديكافكاز، روسيا الاتحادية