إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

استقبال حار للأوكرانيين النازحين في منطقة روستوف الروسية

قصص

استقبال حار للأوكرانيين النازحين في منطقة روستوف الروسية

الأرملة ليديا تتلقى مبلغاً بسيطاً من المال من الحكومة لتعويضها عما تقدمه لمساعدة عائلتين إلا أنها تتصرف قبل أي شيء بحس من التضامن والإنسانية.
31 أكتوبر 2014 متوفر أيضاً باللغات:
545216076.jpg
زوجان أوكرانيان يعبران الحدود إلى منطقة روستوف الروسية حيث يقيم حوالي 43,000 شخص من شرق أوكرانيا.

كراسني ديسانت، روسيا الاتحادية، 31 أكتوبر/تشرين الأول (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)-تشعر ليديا بوجود فريق التصوير خارج منزلها وتقول إنها قامت بما قد يقوم به أي شخص مكانها والأرقام تثبت ذلك.

كمئات الأشخاص الذين يعيشون في مدينة روستوف الروسية وضواحيها، استقبلت الأرملة عائلات نزحت بسبب القتال في شرق أوكرانيا الذي لا يزال مضطرباً على الرغم من وقف إطلاق النار والمطالبة بالاستقلال في سبتمبر/أيلول. فتحت ليديا أبواب منزلها في كراسني ديسانت أمام عائلتين من ثمانية أشخاص.

بحسب التقديرات الحكومية، لجأ حوالي 60,000 شخص من أوكرانيا إلى منطقة روستوف في منتصف شهر يوليو/تموز إلا أن هذا العدد تراجع إلى 43,000 تقريباً مع عودة البعض إلى بلادهم أو انتقالهم إلى مناطق أخرى من روسيا الاتحادية. يقيم حوالي 95 في المئة منهم مع الأصدقاء أو الأقارب أو العائلات السخية.

وبحسب الحكومة، الأمر سيان في مناطق مضيفة أخرى في روسيا حيث تعيش أعداد قليلة في المباني الحكومية أو مرافق الإسكان المؤقتة. أقام البعض في الخيام إلا أن الحكومة نقلتهم إلى مساكن أمتن على أبواب فصل الشتاء. ويشعر المقيمون في روسيا بالقلق بشأن الوضع المتقلب في أوكرانيا.

لم تتردد ليديا لحظة عندما بدأت العائلات النازحة بالوصول إلى منطقة روستوف. وشددت ليديا، وهي امرأة في العقد السادس وقد غادر أولادها البيت منذ وقت طويل: "قمت بأقل ما قد يقوم به أي شخص في هذا الوضع". تعيش ليديا بمفرها في منزل قروي كبير وهي تصنع النبيذ من الكرم الذي تعتني به، شأنها في ذلك شأن الكثيرين من جيرانها.

تمكنت من تقديم المسكن للعائلات التي يساعدها أفرادها، في المقابل، في العمل في الكرم وفي الأعمال المطبخية والمنزلية. رحبت ليديا أيضاً برفقتهم في المنزل الذي أصبح هادئاً جداً منذ أن غادره أولادها، وبين ضيوفها أربعة مراهقين.

تلقت ليديا مبلغاً صغيراً من المال من الحكومة لتعويضها عما تقدمه لمساعدة العائلات إلا أنها وقبل أي شيء تتصرف بحس من التضامن والإنسانية. وكما أشار ممثل المفوضية في روسيا الاتحادية، بايسا واك وويا "الحاجة ماسة لفاعلي الخير في الأزمات الاجتماعية."

تخطط العائلتان اللتان تستقبلهما ليديا للانتقال قريباً لبدء حياة جديدة في الشرق الأقصى الروسي ولكن الأوكرانيين المقيمين هنا يودون انتظار ما ستؤول إليه الحال في بلادهم وهم يستعدون للشتاء القارس. أغلقت السلطات الحكومية مخيمات عديدة وهي تنقل من لا يقيمون لدى عائلات مضيفة إلى مساكن أمتن ومحمية بشكل أفضل، بما في ذلك منازل العطل والمنتجعات الصحية ومراكز الترفيه في منطقة روستوف.

الأوكرانيون كلهم، المقيمون في مساكن خاصة والمقيمون في المرافق التي تؤمنها الحكومة، ممتنون للمساعدات والاستقبال الحار الذي لقوه. في مراكز الإسكان المؤقتة، تقدم ثلاث وجبات في اليوم وبياضات نظيفة وخدمات صحية ولوازم صحية مجانية.

وأمنت جمعية الصليب الأحمر الروسي المساعدات الإنسانية، بينما قدم السكان المحليون أيضاً مواد الإغاثة بما في ذلك البطانيات والأدوية والثياب واللوازم المطبخية والحفاضات والألعاب والطعام وما إلى ذلك. وساعد متطوعو المنظمات غير الحكومية من روستوف والمناطق الأخرى في جمع المساعدات وتقديمها وفي تسهيل اتصال النازحين بالمالكين وفي تنظيم الأنشطة للأطفال وفي تقديم المشورة للذين يعانون من الصدمة والضياع.

وتستعد ليديا في هذه الأثناء للعيش بمفردها بعد مغادرة العائلتين. ستفتقدهما، إلا أن الناس ما زالوا يغادرون منازلهم في شرق أوكرانيا وقد تفتح بيتها في يوم من الأيام أمام عائلات نازحة أخرى.

بقلم غالينا نيغروستويفا في كراسني ديسانت، روسيا الاتحادية