إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

مسرحية للأطفال تحمل رسالة جدية للمراهقين في شرق الكونغو

قصص

مسرحية للأطفال تحمل رسالة جدية للمراهقين في شرق الكونغو

يعتمد برنامج تقوده المفوضية على المسرح والتعليم للوقاية من العنف الجنسي واستغلال الأطفال ولمساعدة الشباب الذين يواجهون الاعتداءات في شرق الكونغو.
12 نوفمبر 2014 متوفر أيضاً باللغات:
5464bafa6.jpg
في معهد بستاني في منطقة ماسيسي، يشارك عدد من الفتيان والفتيات في مسرحية ضد العنف الجنسي واستغلال الأطفال.

منطقة ماسيسي، جمهورية الكونغو الديمقراطية، 12 نوفمبر/تشرين الثاني (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - سمعت مجموعة مؤلفة من أكثر من 50 طالباً في المرحلة الثانوية في مدرسة واقعة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية أن أحد أساتذتهم جعل تلميذة تحمل منه، فأخذوا يضحكون ويصرخون. الخبر غير صحيح - فهؤلاء الطلاب كانوا يشاركون في حصة المسرح التشاركي في معهد البستاني حيث يدرسون- لكنّ هذا السيناريو ممكن جداً.

يقول موليرا موزي الذي يعمل في منظمة "البحث عن أرضية مشتركة"، وهي منظمة غير حكومية تُعنى بمنع الصراعات وحلّها: "حين ننظم حصص المسرح التشاركي، تكون دائماً مستوحاة من الواقع ومن مشكلة تحصل في المدرسة". ويضيف أن حمل الطالبة الوهمي في تمرين اليوم "سيؤدي إلى مشاكل بين زوجة الأستاذ والفتاة، وبين الفتاة وأهلها الذين سيرفضونها أيضاً وهي ستصبح وحيدة".

المثير للقلق هو أن هذا الوضع شائع في محافظة كيفو الشمالية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وتحديداً في منطقة ماسيسي التي كانت سابقاً خارجة عن القانون والتي نزح إليها عدد كبير من الشباب المشاركين في الماضي. يجد الطلاب بعض الصعوبة في تصور المعضلة، لكن ذلك يساعد في جعل هذا العمل المسرحي أكثر فائدة وفاعلية في بلوغ هدفه المتمثل في الوقاية من العنف الجنسي واستغلال الأطفال في منطقة يعتبر شبابها ضعيفاً على نحو خاص.

تقوم منظمة "البحث عن أرضية مشتركة" بتنظيم حصص المسرح التشاركي في مدارس منطقة ماسيسي كجزء من برنامج أوسع نطاقاً تقوده المفوضية في المنطقة يشمل أيضاً الوقاية من فيروس نقص المناعة المكتسبة/الإيدز ومعلومات شاملة عن الصحة الإنجابية، وكانت النتائج مشجعة.

تقول جيرماين ويتوابو، مديرة معهد البستاني، وهو مدرسة ثانوية لدراسة الطب البيطري والرياضيات والفيزياء: "لقد ساعدتنا الرسائل [ضد العنف والاستغلال] كثيراً. فقد كان أثرها إيجابياً على الطلاب والأساتذة معاً".

وأضافت ويتوابو مشددةً على أن التمرين ساعدهم على فهم العواقب المحتملة: "ازداد وعي الأساتذة والطلاب بأن مَن يتصرف بهذه الطريقة يستحق العقاب".

وضم موزي صوته إلى صوتها وأضاف قائلاً إن الطلاب، بعد المشاركة في المسرح التشاركي، "يدركون وجوب الامتناع عن الاستسلام للمعلمين. تترسخ هذه الفكرة في أذهانهم". تقول الطالبة كلاريس*، 15 عاماً، إن المسرح "يساعد الطلاب في حياتهم اليومية ويصبح بإمكانهم أيضاً تعليم الأولاد الآخرين الذين لم تُتح لهم فرصة مشاهدة هذه المسرحية".

وفي إطار البرنامج نفسه، تساعد المفوضية وشريكتها منظمة "بيلانفانس" (Belenfance) غير الحكومية، الأولاد الناجين من الاعتداءات أو الاستغلال والذين لم يتمكنوا من ارتياد المدرسة أو متابعة الدراسة. وتلقى أولاد العاملين في الجنس التجاري المساعدة أيضاً.

قال أحد كبار الموظفين في مدرسة ابتدائية مشارِكة في المشروع إن بعض الطلاب، ومعظمهم من اليتامى، سبق أن عملوا في عمليات تجارية غير مناسبة، مثل تسليم الكحول إلى الأسواق والحانات، وإنهم اضطروا للعمل لساعات طويلة وكانوا معرضين لخطر الاغتصاب، كما أنهم وجدوا صعوبة في العثور على الطعام.

تسعى منظمة "بيلانفانس" إلى إرجاع أكثر من 130 طفلاً إلى المدرسة في منطقة ماسيسي هذا العام. تعرّض ثلاثة وتسعون طفلاً منهم للاستغلال الجنسي والباقون هم أبناء يعملون في الجنس التجاري. ونظراً للتمويل الراهن، لم يتسجل حتى الآن سوى 48 طفلاً، ولكن المفوضية تسعى إلى الحصول على المزيد من الدعم ليتمكن مَن حددتهم المنظمة غير الحكومية من ارتياد المدرسة.

يقول المسؤول في المدرسة الابتدائية إن الأولاد أرادوا أن يتسجلوا حين شاهدوا أصدقاءهم يحضرون إلى المدرسة. وأضاف أن المدرسة وكبادرة حسن نية، ألغت الرسوم للطلاب الجدد في العام الماضي، علماً أن عدداً كبيراً منهم ما كان ليتمكن من تحمّل تلك التكاليف.

تدعم منظمة "بيلانفانس" أيضاً النشاطات المدرة للدخل لأهالي بعض الأولاد الذين تشملهم الخطة، لكي يتمكنوا من إعالة عائلاتهم ومن تمكين أولادهم من الذهاب إلى المدرسة. يشمل البرنامج دعم تربية المواشي والخياطة وتصفيف الشعر.

تقوم المنظمة غير الحكومية المحلية أيضاً بتنظيم نشاطات يومية تهدف إلى الوقاية من العنف الجنسي واستغلال الأولاد، بما في ذلك حملات التوعية في المواقع الأربعة المخصصة للنازحين داخلياً في ماسيسي. يزور أشيل روتبوكا، وهو عامل اجتماعي في منظمة "بيلانفانس"، مخيماً آخر ويطلق رسائل توعية عبر مكبّر الصوت.

يوضح روتبوكا الذي يضيف أن البرامج التي تشبه ذاك المطبّق في ماسيسي مفيدة، ويقول: "غالباً ما يُجبَر الفتيان والفتيات المقيمون في المواقع المخصصة للنازحين داخلياً على الانغماس في الجنس ليبقوا على قيد الحياة بكل بساطة. لا يستطيع أهلهم فعل أي شيء لتجنب الأمر لأنهم عاجزون عن إعالة أولادهم". والتغيير ملحوظ مع ما تؤمنه المفوضية من دعم. النتائج ملموسة".

ما زال أكثر من 900,000 شخص من عداد النازحين في أنحاء محافظة كيفو الشمالية.

* تم تغيير الأسماء لأغراض الحماية

بقلم سيلين شميت في منطقة ماسيسي، جمهورية الكونغو الديمقراطية