إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

أسرة عراقية تنتقل من هول الوضع في سنجار إلى المجهول في أثينا

بيانات صحفية

أسرة عراقية تنتقل من هول الوضع في سنجار إلى المجهول في أثينا

أسرة عراقية تنتقل من هول الوضع في سنجار إلى المجهول في أثينا فرَّ فرايدون ونازدار من قريتهما عندما بدأ المقاتلون بالاعتداء على اليزيديين في منطقة سنجار العراقية. هما الآن في اليونان بعد أن تقطعت بهما السبل، إلا أنهما يتمنيان المضي قدماً.
9 سبتمبر 2014 متوفر أيضاً باللغات:
540f189a6.jpg
فرايدون مع ابنه بدر البالغ من العمر ثلاثة أعوام في شقة صغيرة في العاصمة اليونانية أثينا.

أثينا، اليونان، 9 سبتمبر/أيلول (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)- أثينا واحدة من أهم المدن الأوروبية، غير أنها بالنسبة إلى فرايدون وعائلته مجرد شقة صغيرة ومزدحمة في الطابق الأرضي، يشعر فيها بالأمان ولكن ليس بالسعادة. تحتضن الشقة المؤلفة من غرفتين 20 شخصاً من يزيديي العراق وهم يريدون جميعهم أن ينضموا إلى أقاربهم في مكان آخر في أوروبا.

قالت نازدار زوجة فرايدون، البالغة من العمر 28 عاماً، لموظفي المفوضية: "أريد لأطفالي أن يعيشوا في سلام وأمان بدون خوف، في عالم أفضل." ما زالت وطفلاها، وهما صبي وفتاة، تحت تأثير الصدمة التي تسببت بها محنتهم وعمليات القتل والخطف والاغتصاب التي تعرض لها اليزيديون داخل مدينة سنجار، في شمال العراق، ومحيطها.

فرَّ فرايدون ونازدار من قريتهما، زورابا، عندما بدأ المقاتلون يهددون منطقة سنجار بكاملها، وهي معقل اليزيديين في محافظة نينوى منذ قرون. يقول فرايدون: "لم يكن بإمكاني الانتظار حتى تتم مهاجمتنا؛ كنت متأكداً من أن ذلك سيحدث." وأضاف عامل البناء البالغ من العمر 32 عاماً: "لذا غادرنا إلى دهوك [محافظة في إقليم كردستان العراق المجاور] قبل ثلاثة أيام من الهجوم الكبير."

ولكن على الرغم من تمكن هؤلاء الأشخاص الضعفاء من الوصول إلى اليونان بعد رحلة شاقة، ما زالوا يواجهون عقبات كبيرة، كالمعاناة في تأمين احتياجاتهم الضرورية في العاصمة اليونانية وخطر الاعتقال والترحيل في حال تم توقيفهم من دون أوراق ثبوتية؛ الشيء الذي لا يحمله معظم أفراد المجموعة.

أخبر اليزيديون هنا المفوضية بأن أحد أفراد المجموعة أُعيد إلى العراق على الرغم من أنه يحتاج إلى إجراء الديال الدموي كل ثلاثة أيام. بحسب ما قيل، تنازل عن طلب اللجوء ووافق على العودة إلى الوطن بعد أن أبلغته شرطة الهجرة بأنه سيبقى رهن الاعتقال لمدة عام ونصف.

تسعى المفوضية إلى تسليط الضوء على محنة اليزيديين من خلال وسائل الإعلام اليونانية وإلى نشر التوعية بشأن احتياجاتهم. قال يورغوس تسابروبولوس، مدير مكتب المفوضية في اليونان، مشدداً: "يحتاج اليزيديون إلى الحماية والمساعدة، ولا يجب اعتقالهم. يجب أن تتم معاملتهم على قدم المساواة مع اللاجئين السوريين الذين يسمح لهم بإمضاء ستة أشهر قابلة للتمديد في البلاد."

لا يرغب أي من اليزيديين في مجموعة فرايدون في العودة إلى العراق أو إلى سوريا، حيث واجهوا الخطر. بالنسبة إلى فرايدون وعائلته، كانت رحلة العبور من جبل سنجار القاحل إلى دهوك شاقة، وذلك خصوصاً بالنسبة إلى حمويه العجوزين، اللذين ظلا في كردستان العراق بينما أكمل فرايدون ونازدار طريقهما.

أملا في بلوغ ألمانيا حيث تقيم إحدى شقيقات نازدار- خصوصاً بعد أن عرفوا بما يتعرض إليه اليزيديون المحاصرون في سنجار من إيذاء. تقول نازدار: "أفضل أن أُقتل على أن أُختطف وأُباع كعبدة أو أن أتعرض للاغتصاب."

في مطلع شهر أغسطس/آب، انضما إلى مجموعة مؤلفة من 80 شخصاً تقريباً، معظمهم من اليزيديين وبينهم بعض السوريين المسيحيين، عبرت نهر إيفروس إلى اليونان. أخذ المهربون مَن تمكنوا من الوصول إلى أثينا بمجموعات من عشرة أشخاص. أما أولئك الذين انتظروا دورهم، فاضطروا إلى البقاء في الغابة بدون غذاء أو مأوى.

ولكن، على الرغم من الجهود الرامية إلى ضمان حصول اليزيديين على إجراءات اللجوء والمساعدة، أعرب اليزيديون جميعهم الذين تحدثت إليهم المفوضية عن عدم رغبتهم في البقاء في اليونان. يريدون جميعهم الذهاب إلى بلدان أخرى من الاتحاد الأوروبي حيث يقيم أقاربهم.

في هذه الأثناء، ينتظر أفراد مجموعة اليزيديين، ومع تناقص مواردهم المالية الضئيلة، تحويلات مالية من أقاربهم. تم تجميد التحويلات المالية من كردستان العراق.

تساعد العائلات في الشقة بعضها بعضاً وتتلقى أحياناً المساعدة من اليزيديين المقيمين في اليونان. الجميع قلقون بشأن المستقبل وبشأن عائلاتهم التي تركوها. قالت نازدار: "أشكر الله على سلامة طفلينا وأسأله أن ينقذ أهلي."