إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

سكان الموصل يواجهون معركة البقاء على قيد الحياة

قصص

سكان الموصل يواجهون معركة البقاء على قيد الحياة

في حين أن العديد من السكان فروا من المعارك المستمرة لاستعادة ثاني مدن العراق، تعاني آلاف العائلات في الموصل من مصاعب كثيرة للحصول على الطعام والمياه والحماية.
30 ديسمبر 2016 متوفر أيضاً باللغات:
586277253.jpg
أشخاص تلقوا البطانيات من المفوضية يعودون إلى منازلهم بعد توزيع المساعدات في إحدى المناطق المحررة في شرق الموصل، العراق.

 

الموصل، العراق – عندما اقترب القتال من حيّه في الموصل، تلقى نشوان تحذيراً من شقيقه وهو والد لثلاثة أطفال، بأن الوقت قد حان للمغادرة. وبعد ساعات، تدمر منزل العائلة جزئياً.

وقال نشوان: "لقد أنقذني شقيقي"، وكان يقف خارج البيت المؤقت في المدينة التي دمرتها الحرب، حيث يقيم مع 40 فرداً من عائلته الكبيرة – معظمهم من الشباب الذين احتشدوا حوله.

يتجمّع أفراد العائلة في ثلاث غرف فقط من بيت يملكه أحد الأقارب الذي فر من ضغط القوات العراقية لاستعادة ثاني أكبر مدينة من المتطرفين. ومنذ ذلك الوقت، عاد نشوان مرتين إلى منزله السابق لتفقد الضرر وجمع بعض الأغراض.

"عندما فررنا، لم أستطع أن آخذ حتى ثيابنا، لكن بالنسبة لنا فإن الطعام والمياه هما الأكثر أهمية".

وقال: "عندما دخلت إلى المنزل شعرت بالحزن. ولكن بعد لحظة فكرت: ’الحمد لله أنني تمكنت من الهرب، فلو بقينا هناك، فمن المؤكد أننا كنا قد قُتلنا".

ولا تزال العائلة في مرمى نيران المدفعية مع احتدام المعركة في المدينة. ومع انخفاض درجات الحرارة في الموصل إلى ما دون الصفر، فإنها تعيش دون مياه نظيفة أو طعام كافٍ أو أي مصدر للطاقة.

وأضاف قائلاً: "عندما فررنا، لم أستطع أن آخذ حتى ثيابنا، لكن بالنسبة لنا فإن الطعام والمياه هما الأكثر أهمية". قبل المعارك، كان يعمل كسائق سيارة أجرة لإعالة أقاربه العاطلين عن العمل.

وحتى الآن، فرّ أكثر من 108,000 عراقي من الموصل منذ بدء القتال لاستعادة المدينة في 17 أكتوبر وسعى الكثيرون للجوء إلى المخيمات التي تديرها الحكومة والمفوضية.

لكن آلاف العائلات، كعائلة نشوان، لا تزال نازحةً داخل الموصل أو عادت إلى المدينة على الرغم من المعارك المستمرة، وهي مجبرةٌ على إيجاد أي مأوى في المناطق الخارجية للمدينة، البعيدة قدر الإمكان عن القتال.

"إذا بقوا، فهم معرضون لخطر الجوع والمحاصرة في مرمى النيران. وإذا فروا، فهم معرضون للقتل".

يواجه الكثيرون خطر الموت بالقذائف الطائشة، وهم يقيمون في منازل غادرتها عائلات أخرى، متضررة بسبب الرصاص. لا يستطيعون العودة إلى منازلهم التي دُمرت أو التي تقع في مناطق يحتدم فيها القتال بشكل كبير.

5862925a3.jpg
نشوان -في الوسط يضع النظارات- هو نازح مقيم في الموصل، مع أفراد آخرين من عائلته الكبيرة في بيت بعيد عن جبهة معركة استعادة المدينة.

وصرّح ممثل المفوضية في العراق برونو غيدو، قائلاً: "مع استمرار تدهور الوضع الأمني، من الضروري ألا يُمنع المدنيون الذين لا يزالون في الموصل من مغادرة المدينة وأن يُسمح لهم بالوصول إلى بر الأمان. يواجه المدنيون في الموصل خياراً صعباً. إذا بقوا، فهم معرضون لخطر الجوع والحصار في مرمى النيران. وإذا فروا، فهم معرضون للقتل من قبل القناصين أو جراء الألغام".

ومع انخفاض درجات الحرارة ليلاً إلى ما دون الصفر تقريباً، يحتاج النازحون في الموصل بشكل يائس إلى الطعام والمياه النظيفة والبطانيات والملابس والكيروسين للتدفئة.

كثفت المفوضية عمليات التوزيع لفصل الشتاء في مناطق الموصل، وقدّمت 53,536 بطانية حرارية ولحافاً إلى المحتاجين في الأسابيع الأخيرة.

وقال نشوان بأنه يريد العودة إلى المنزل، لكن ذلك غير ممكن بسبب احتدام القتال. بالإضافة إلى ذلك، لا تتوفر اللوازم الأساسية كالأدوية لأفراد العائلة الذين يعانون من أمراض كالسكري وارتفاع ضغط الدم، بالقرب من خطوط الجبهة. وفي الأسبوع الماضي، تلقى حزمتين من البطانيات الحرارية والفرش من منظمة شريكة للمفوضية.

"نحن بحاجة إلى ذلك... فررنا بسرعة ولم نكن نملك الوقت لتوضيب أي شيء".

وقال: "نحن بحاجة إلى ذلك. وينقصنا الكثير من البطانيات والفرش – إذ أن ثلاثة أشخاص ينامون تحت بطانية واحدة. فررنا لإنقاذ أرواحنا عندما بدأت الانفجارات وإطلاق النار. فررنا بسرعة، ولم نكن نملك الوقت لتوضيب أي شيء. فررنا حتى دون أن نأخذ أحذيتنا".

سارت فائزة عبد، البالغة من العمر 30 عاماً، مدة ساعة لتصل من حيها في الموصل، حيث تعيش في مبنى مهجور، إلى الموقع الذي تنفذ فيه المفوضية عمليات التوزيع، وقالت: "أتيت للحصول على بطانيات، لدي ابن معوق ووضعنا صعبٌ ولا نملك شيئاً ليغطينا. أعيش في مبنى غير مكتمل لذا أحتاج إلى الأغطية". انتقلت عائلتها إلى شرق الموصل مع خرافها العشرين منذ عامين، بعد أن سيطرت الجماعات المسلحة على قريتها وتوقفت جميع الأعمال.

خلال القتال، حفرت حفرةً في أرض المنزل لتختبئ فيها مع ابنها. "شعرنا بالخوف الشديد. وحفرنا هذه الحفرة للاختباء".