إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

حلم الأولمبياد يراود لاجئة سورية في المانيا

بيانات صحفية

حلم الأولمبياد يراود لاجئة سورية في المانيا

حلمت يسرى في المشاركة في الأولمبياد منذ أعوام. وبما أنها لاجئة في ألمانيا، تأمل في التأهل للمنافسة في الألعاب التي تقام في البرازيل هذا العام.
21 مارس 2016
56efa7726.jpg
تحلم يسرى مارديني، السباحة السورية، منذ طفولتها في المشاركة في الأولمبياد. وبصفتها لاجئة في ألمانيا، تأمل تحقيق حلمها.

وصل القارب الهش وعلى متنه حوالي 20 شخصاً إلى المياه المفتوحة قبالة الساحل التركي عندما توقف المحرك. تبع ذلك صمت رهيب. ورأت يسرى مارديني الرعب في عيون زملائها الركاب مع بدء غرق القارب القابل للنفخ في المياه، فمعظم الآخرين لا يجيدون السباحة على عكس يسرى التي تبلغ من العمر 17 عاماً.

بثبات، قفزت الرياضية المدربة وشقيقتها الكبرى، سارة، في البحر. وأخذتا تدفعان القارب في المياه المظلمة، محاولتان إيجاد ما يدلهما على أن المحرك لم يتعطل، ولكن لم تجدا شيئاً.

بعد ثلاث ساعات ونصف، كانت الشقيقتان لا تزالان تسبحان مع راكبين آخرين انضما إليهما في المياه وقلدا حركاتهما، دافعين القارب ببطء نحو السواحل الأوروبية. شعروا بالبرد والتعب لكنهم استمدوا القوة من عزيمتهم لتفادي موت أي شخص.

بعد حوالي تسعة أشهر من تلك الحادثة، تبتسم يسرى وهي تجلس على حافة حوض السباحة في الملعب الأولمبي في برلين. عيناها تلمعان كلما تتذكر العمل البطولي الذي قامت به مع شقيقتها.

وأخبرت المفوضية قائلةً: "كنت سأشعر بالخجل لو غرق الأشخاص على متن قاربنا. فثمة أشخاص لا يجيدون السباحة، ولم أكن لأجلس وأنتظر الغرق. وحتى لو غرقت، فعلى الأقل سأكون فخورةً بنفسي وبشقيقتي".

بأعجوبة، وصل القارب المعطّل إلى جزيرة ليسفوس اليونانية. وبفضل السباحين، نجا الجميع. ولكنهم فقدوا حتى أحذيتهم. وانطلقت الفتاتان على طريق غرب البلقان للتوجه إلى ألمانيا حيث تأملان التمكن من إعادة بناء حياتهما.

لم تدرك يسرى حينها بأنها ستستعد قريباً للقيام برحلة أخرى في ظل ظروف مختلفةً جداً. فما حلمت به منذ أكثر من عقد قد يتحقق قريباً. وهذا الصيف، تأمل السفر للمشاركة في الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو، كجزء من فريق يمثل ملايين اللاجئين الذين فروا من الحرب والاضطهاد في جميع أنحاء العالم.

وقالت يسرى: "سأجعلهم يفتخرون بي. أريد أن أمثل جميع اللاجئين لأنني أريد أن أظهر للجميع أنه بعد الألم وبعد العاصفة تأتي الأيام الجميلة، وأريد أن ألهمهم للقيام بشيء مفيد في حياتهم".

وأضافت: "أريد من الجميع ألا يتخلوا عن أحلامهم وأن يقوموا بما يشعرون به حتى وإن كان مستحيلاً، حتى إن لم تكن الظروف ملائمة، فلا أحد يعرف ما قد يحدث، فاستمر في المحاولة. ربما ستحصل على فرصة كما حدث معي، أو ربما ستخلق فرصتك".

56efa7f16.jpg
سبحت يسرى من جزيرة ليسفوس اليونانية بحثاً عن اللجوء.

ويقول مدربها سيفن سبانيكريبز بأن المثابرة هي التي ساعدتها على التغلب على الكثير من العقبات. التقى يسرا وشقيقتها سارة عندما أحالتهما إحدى الجميعات الخيرية المحلية إلى ناديه، واسيرفروند سباندو 04، بعد وقت قصير من وصولهما إلى برلين.

سرعان ما أصبحوا أصدقاء مقربين يتبادلون القصص حول حياتهم بعد التدريب مساء كل يوم. وقام سبانيكريبز بمساعدة يسرى وشقيقتها على تأمين الوثائق الألمانية الضرورية للحصول على وضع لاجئ بشكل رسمي، ويقول: "علاقتنا تتخطى علاقة المدرب برياضي. إنها علاقة صداقة قوية، فالثقة متبادلة. لكن خلال التدريب لا فرق بين يسرى والآخرين".

ذُهل سبانيكريبز بتقدم يسرى السريع، على الرغم من أنها توقفت عن التدريب بسبب الحرب. وأخبر المفوضية قائلاً: "إنها تتعلم بسرعة. وبعد أربعة أسابيع قلت لها بأن هدفنا هو المشاركة في الألعاب الأولمبية لعام 2020 التي ستقام في طوكيو".

كان ذلك قبل أن تحدد اللجنة الأولمبية الدولية يسرى و42 شخصاً آخراً للانضمام إلى فريق الرياضيين اللاجئين للمشاركة في الأولمبياد. وإن تأهلت لمرحلة التصفيات، ستكون يسرى من بين الخمسة أو العشرة متسابقين النهائيين الذين سيعلن عنهم في يونيو/حزيران.

لن يتمكن أي من هؤلاء الرياضيين من المشاركة في الأولمبياد بسبب وضعهم كلاجئين الذي حرمهم من تمثيل بلدهم. وتقول اللجنة الأولمبية الدولية بأن الفريق سيسير وراء علم الأولمبياد وأمام البرازيليين المضيفين، في حفل الافتتاح في 5 أغسطس/آب.

وقال توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي: "نحن نساعد [الرياضيين اللاجئين رفيعي المستوى] على تحقيق حلمهم في التفوق الرياضي حتى عندما يضطرون إلى الفرار من العنف والجوع.. وتعتبر هذه الخطوة رمزاً للأمل لجميع اللاجئين في عالمنا، وهي ستلفت نظر العالم بشكل أفضل إلى حجم الأزمة".

إن وصلت إلى ريو، تقول يسرى بأنها ستعتبر ذلك نقطة انطلاق نحو الألعاب الأولمبية لعام 2020 في طوكيو. ولكن، المستقبل المجهول لبلدها يصعب عليها وضع خطط ملموسة. وقالت: "بالتأكيد أشتاق لسوريا وأعتقد بأنني بعد توقف الحرب سأعود إلى سوريا حاملةً تجارب عن أمور مختلفة وسأعلّم الجميع ما تعلمته هنا في ألمانيا".