إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

انعدام الأمن الغذائي يدفع بالمزيد من الجنوب سودانيين إلى السودان

قصص

انعدام الأمن الغذائي يدفع بالمزيد من الجنوب سودانيين إلى السودان

دفع الجوع والاضطرابات بحوالي 38,000 شخص إلى اللجوء إلى شرق دارفور وجنوبها منذ نهاية يناير/كانون الثاني.
29 مارس 2016 متوفر أيضاً باللغات:
56fa4c7b6.jpg
نازحة جنوب سودانية تمسك بأغصان من التمر. (صورة أرشيفية)

جنيف، 29 مارس/آذار (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)- حذرت المفوضية بأن زيادة انعدام الأمن الغذائي في جنوب السودان- الناجمة عن الصراع المستمر وتدهور الأوضاع الاقتصادية- تدفع بعدد متزايد من الناس إلى البحث عن ملجأ في السودان المجاور.

وقد أدى تزايد انعدام الأمن الغذائي والاضطرابات الداخلية في أجزاء من جنوب السودان، خصوصاً في ولايتي شمال بحر الغزال وواراب الواقعتين في شمال غرب البلاد، إلى فرار حوالي 38,000 شخص إلى شرق دارفور وجنوبها منذ نهاية يناير/كانون الثاني.

وقال المتحدث باسم المفوضية أدريان إدواردز للصحفيين في مؤتمر صحافي في جنيف يوم الثلاثاء (29 مارس/آذار): "تخشى المفوضية بأن يسوء الوضع بسرعة لأن الوضع الغذائي في أعالي النيل وواراب وشمال بحر الغزال يتأزم بشكلٍ خطير. إنهم بحاجة إلى المساعدة الإنسانية بما يشمل الغذاء والمياه ومواد الإغاثة الأساسية".

وقد ذكرت مفوضية العون الإنساني التابعة للحكومة السودانية وصول 2,328 جنوب سوداني في فبراير/شباط إلى الميرم و2,520 إلى خرسانة، في ولاية غرب كردفان. هؤلاء الوافدون الجدد، الذين لم يتم تحديد عددهم الفعلي، وصلوا إلى السودان بحالة صحية سيئة، وخاطر الكثيرون منهم بحياتهم في الطريق إليه.

وقادت المفوضية بعثة إلى الميرم في 20 و21 مارس/آذار لتقييم مستوى الاحتياجات وطبيعتها. ففي شرق دارفور، يصل يومياً ما معدله 500 جنوب سوداني، أو 100 أسرة، وارتفع العدد إلى أكثر من 150 أسرة الأسبوع الماضي، ليصل المجموع إلى 35,234 حتى 23 مارس/آذار. ويتوقع وصول المزيد في الأيام المقبلة.

وقد استقر معظمهم في مخيم خور عمر للنازحين داخلياً، فيما وصلت أعداد قليلة إلى قرى عديلة وبحر الارا وعسلاية وأبو كارينكا وأبو جابرة. ويعتبر الوضع مزرياً نظراً لأن الطريق بالنسبة لمعظم الوافدين استغرق أكثر من أربعة أسابيع للوصول إلى خور عمر، يحملون بعض المقتنيات الشخصية، وفي حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

وستنسق المفوضية الاستجابة الإنسانية الشاملة مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. وستركز على مجالات الصحة العامة والتغذية، والنظافة، ومواد الإغاثة الأساسية، ومنع العنف الجنسي والقائم على نوع الجنس والاستجابة له، وكذلك حماية الطفل. وتدعو المفوضية أيضاً إلى الوصول المباشر إلى شرق دارفور لدعم الاستجابة.

وفي جنوب دارفور، تم تسجيل أكثر من 2,000 وافد جديد في مخيم بليل. ووصل العديد منهم من دون وثائق هوية وهم بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، لا سيما المواد الغذائية ومستلزمات النظافة مثل الصابون وأوعية المياه. وقد فُصل العديد من الأطفال عن أُسرهم.

وقادت المفوضية بعثة تقييم مشتركة بين الوكالات الأسبوع الماضي لتحديد احتياجات كل من الوافدين الجدد والمجتمعات المضيفة التي تتعرض لضغوط تفوق طاقتها، حيث أن كل أسرة تستضيف ما يتراوح بين 25 و35 شخصاً إضافياً. وأشار التقييم إلى أن اللاجئين واجهوا انعدام الأمن في طريقهم إلى السودان ويعيشون اليوم في ظروف اكتظاظ، وعدد كبير منهم يعاني من المرض ويحتاج إلى عناية طبية.

وقد نجمت عن الصراع الذي اندلع في جنوب السودان في ديسمبر/كانون الأول 2013 إحدى أكبر الأزمات الإنسانية في العالم حيث أُجبر 2.3 ملايين شخص على الفرار من منازلهم، وعبَر 678,000 منهم الحدود كلاجئين، وظل 1.69 مليون شخص نازحاً داخلياً.

ويسبب تزايد انعدام الأمن الغذائي والصراع المستمر بفرار المزيد من الجنوب سودانيين، سواء عبر الحدود أو داخل البلاد. وهم من بين 2.8 ملايين شخص من كافة أنحاء جنوب السودان ممن يصنفون رسمياً بأنهم يواجهون "أزمة" أو "حالة طوارئ" من انعدام الأمن الغذائي، وفق "فيوزنت"، الهيئة العالمية المعنية برصد مثل هذه الحالات.

ومع التزايد السريع لعدد الجنوب سودانيين الذين يفرون من بلدهم، فإن المفوضية تشعر بقلق بالغ من أن خطة الاستجابة الإقليمية للاجئي جنوب السودان لعام 2016، والتي تغطي برامج اللاجئين في البلدان المجاورة وتديرها المفوضية مع 39 شريكاً، ليست ممولة بأكثر من اثنين في المئة. وبالتالي، ثمة نقص كبير في تمويل الأنشطة المنقذة للحياة مثل توفير المياه النظيفة وخدمات النظافة والصحة العامة والغذاء والمأوى.