إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

"أنا سوري في لبنان".. صفحة على فيسبوك أسستها لاجئة لمساعدة الآخرين

قصص

"أنا سوري في لبنان".. صفحة على فيسبوك أسستها لاجئة لمساعدة الآخرين

أنشئت مجموعة "أنا سوري في لبنان" عام 2014، وقد انضم إليها حتى الآن 30,000 عضو من أجل الحصول على نصائح حول عملية التسجيل في المدارس والإبلاغ عن سوء المعاملة وغير ذلك.
13 يوليو 2016 متوفر أيضاً باللغات:
577e6fef4.jpg
"أنا سوري في لبنان".. صفحة على فيسبوك أسستها لاجئة لمساعدة الآخرين

 

صيدا، لبنان – عندما تعرّض ابنها للاعتداء، لم تعرف نور، وهي لاجئة سورية تعيش في لبنان، إلى أين تذهب للحصول على المساعدة- لذا لجأت إلى فيسبوك.

كانت نقطة اتصالها الأولى "أنا سوري في لبنان"، وهي مجموعة على فيسبوك تقدّم المساعدة من خلال الإجابة على أكبر عدد من الأسئلة التي يطرحها اللاجئون السوريون الذين يعيشون في لبنان، والذين انقلبت حياتهم رأساً على عقب بسبب الحرب.

وقالت نور: "هذه الصفحة على فيسبوك ساعدتني أنا وعائلتي إلى حد كبير. والمعلومات المقدّمة... دقيقة وصحيحة".

منذ إنشائها منذ عامين، أصبحت المجموعة محطة واحدة لتقديم المعلومات إلى اللاجئين الذين يطلبون المساعدة في مواضيع متعلقة بكيفية الإبلاغ عن سوء المعاملة وصولاً إلى كيفية الحصول على الخدمات والمساعدات المقدّمة من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وشركائها.

إنها فكرة أم نضال*، البالغة من العمر 45 عاماً، وهي سورية فرت من القصف في حمص مع زوجها وأولادها الأربعة عام 2012. وفي غالبية الأيام، تكرس 16 ساعةً لمساعدة الآخرين باستخدام هاتفها الذكي.

وقالت أم نضال خلال مقابلة في مكتب كاريتاس، وهي منظمة غير ربحية في صيدا، جنوب لبنان: "هدفي أن أصل إلى الأشخاص الذين هم بحاجة إلى المعلومات أو الدعم. وأريد أن يبقى المجتمع قوياً وموحداً".

وأضافت: "عندما نعود إلى سوريا، يجب أن نعيد البناء. ولا يمكننا تحقيق ذلك إذا كنا ضعفاء أو محبطين. أريد أن أتأكد من أن الناس لم يفقدوا الأمل".

لمساعدة مجتمعها بطريقة مباشرة، بدأت العمل التطوعي مع كاريتاس وقامت بزيارات توعوية للاجئين. وبعدما تبين لها أن هناك نقص في التوعية وأنه يتعين الوصول إلى المزيد من الأشخاص، اختارت إنشاء مجموعة على فيسبوك. وتضم المجموعة حالياً حوالي 30,000 عضو وتتلقى أكثر من 200 سؤال يومياً.

 

" أريد أن أتأكد من أن الناس لم يفقدوا الأمل"

 

وعلى الرغم من أن هذا العدد صغير مقارنةً بأكثر من مليون لاجئ سوري مسجل لدى المفوضية في لبنان، إلا أن تأثير مجتمع الإنترنت كبير. وقالت هناء بربر، المنسقة في كاريتاس، بأن شعبية المجموعة أظهرت "أهميتها بالنسبة إلى المجتمع السوري – باعتبارها فرصة للقاء في مكان واحد على الرغم من المسافات بين الأشخاص والحرب".

وقد ساعد الاستعمال المتزايد للهاتف الذكي أيضاً في إعطاء الصفحة أهمية. وأظهرت دراسة أخيرة أجرتها المفوضية على حوالي 2,000 لاجئ في لبنان بأن عدد الأشخاص الذين يستعملون الهاتف المحمول قد ارتفع إلى 92%، مقارنة بـ 54% عندما كانوا يعيشون في سوريا. وارتفع عدد الأشخاص الذين بإمكانهم الاتصال بشبكة الإنترنت من 10% إلى 75%.

تتلقى المجموعة على فيسبوك حالياً الكثير من المنشورات والتعليقات والأسئلة ما دفع بأم نضال إلى تخصيص وقت لموضوع محدد كل يوم سبت من أجل تنظيم التعليقات والأسئلة والإجابات. وكان لعمالة الأطفال أحد الأمثلة الأخيرة.

نظراً لهذه الإمكانات، قامت المفوضية بالترويج للمجموعة من خلال برنامج التواصل مع المجتمعات التابع لها والذي يطلع اللاجئين على الدعم والخدمات من خلال القنوات، بما في ذلك الواتساب وفيسبوك. وبالفعل، تستند تحليلات البرنامج الخاصة حالياً إلى البيانات المنشورة على صفحة أم نضال على فيسبوك. وتنشر أم نضال المعلومات من الموقع الإلكتروني للبرنامج على المجموعة على فيسبوك. وبدعم من المفوضية، تضاعف عدد أعضاء المجموعة.

وتعتبر الأسئلة الأكثر تكراراً هي حول تصاريح الإقامة ومن ثم إعادة التوطين والطعام والمساعدة النقدية والصحة والتعليم وسبل كسب العيش والمأوى. والإجابات مستمدة من المصادر الرسمية والتجارب السابقة. وقامت المفوضية بتدريب أم نضال في مجال الإرشاد والبرامج التابعة لها كالحماية.

وتبقى الطلبات الشخصية والحساسة - كادعاءات سوء المعاملة – سرية وتتم إحالتها إلى مرافق الدعم. وقالت أم نضال: "في الأمس، وصلتني رسالة من أحد الأشخاص يقول فيها بأنه تلقى تهديداً مباشراً بقتل ابنته. فأرسلت له رقم المفوضية الساخن الخاص بالحماية".

ومؤخراً، تم إبلاغ المجموعة على فيسبوك باختفاء أربعة أطفال خلال أسبوع. وقد تم إرسال كافة الحالات إلى مرافق الدعم؛ وحتى وقت إجراء المقابلة كان قد تم العثور على طفلين. وفي حالات اختفاء الأطفال، يتم نشر المعلومات والإنذارات فوراً. وتحاول المجموعة أيضاً تثقيف الأهل حول الرفاهية والمراقبة.

ونظراً لنقاط ضعف ومعاناة مجتمع اللاجئين، تم تخصيص مساحة صغيرة للفكاهة على الصفحة، لأسباب مفهومة. ولكن أحياناً، تمتد الفكاهة من خلال منشورات عن الرياضة، لا سيما كرة القدم.

تقول أم نضال: "يجب أن أكون حيادية في معظم الوقت. لكن غالبية المتابعين يشجعون فريق ريال مدريد في كرة القدم. وفي بعض الأحيان أمازحهم قائلة بأنني سأخرجهم من المجموعة – لأنني أشجع برشلونة!"

* تم تغيير الأسماء لأسباب تتعلق بالحماية