إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

أم أفغانية وطفلتها في ضيافة أسرة نمساوية

قصص

أم أفغانية وطفلتها في ضيافة أسرة نمساوية

تأتي نورية البالغة من العمر 36 عاماً، من مزارع شريف وهي ثالث أكبر مدينة في أفغانستان. وصلت إلى النمسا في نوفمبر 2015 مع ابنتها أيسو التي تبلغ من العمر عامين.
19 سبتمبر 2016 متوفر أيضاً باللغات:
57b5b5ec4.jpg
سابين ودومينيك والطفلة نورا رحبوا بنوريا وأيسو في منزلهم.

 

لافنتال، النمسا- تتصف اللاجئة الأفغانية نورية يولداش، بالصبر والعطف، كما أن كلامها هادئ ولطيف. عندما يجري الحديث حول دراجتها الهوائية، تلمع عيناها بفرح كطفل صغير.

تقول: "تجعلني أشعر بأنني مميزة. أنا سعيدةٌ جداً بالدراجة الهوائية وبالحرية".

تأتي نورية البالغة من العمر 36 عاماً، من مزارع شريف وهي ثالث أكبر مدينة في أفغانستان. وصلت إلى النمسا في نوفمبر 2015 مع ابنتها أيسو التي تبلغ من العمر عامين.  

كانت نورية تعمل في مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريغ في أفغانستان، وتذهب إلى المناطق النائية في البلاد الخاضعة بشكل خاص لسيطرة طالبان لمساعدة النساء والأطفال بصفتها قابلة قانونية. تلقت دروساً تحضيرية للطب لمدة سبعة أعوام وتأمل متابعة تعليمها الجامعي في النمسا لتصبح أخصائية في التوليد وطبيبة نسائية.

عندما أصبحت نورية حاملاً، تركها زوجها. وقالت بأنها لو بقيت في أفغانستان فستُجبر على التخلي عن ابنتها لشقيقات زوجها. "لا تستطيع المرأة العيش وتربية أطفالها بمفردها في أفغانستان من دون رجل".

غادرت في أكتوبر 2015 ووصلت إلى النمسا في نوفمبر. بقيت في مركز استقبال لطالبي اللجوء في منطقة كارينثيا الخلابة، حتى عرّفها أحد الأشخاص من منظمة دياكوني، وهي واحدة من أكبر المنظمات المسيحية في النمسا، على سابين دايفد.

"كنا نشاهد الأخبار السيئة على التلفاز ونشعر بالعجز"

 

سابين، البالغة من العمر 34 عاماً، هي مهندسة ميكانيكية تعيش مع زوجها دومينيك، وعمره 36 عاماً، وابنتها نورا ذات العام الواحد، على قمة تلة خلابة في لافانتال، بالقرب من الحدود السلوفينية.

وقالت سابين: "كنا نشاهد الأخبار السيئة على التلفاز ونشعر بالعجز".

توجهوا إلى منظمة دياكوني وأبلغوها بوجود غرفة فارغة في منزلهم يرغبون في تقديمها إلى لاجئة معها طفل.

وأفاد سابين ودومينيك بأن سوء تفاهم بسيط حدث بسبب اللغة أو الثقافة، ولكن ذلك لم يكن مهماً.

ووصفا نورية على أنها منفتحة وتحب المساعدة، بما أنها تساعد دائماً في الطهي أو تنظيف المنزل.

وبما أن نورية لا تملك رخصة قيادة، توصلوا إلى فكرة توفير دراجة هوائية لها لتتمتع ببعض الحرية. هي لا تجيد قيادتها إلا أنها وافقت على التعلّم.

وقالت سابين: "بعد ظهر أحد الأيام، حاولنا نحن الثلاثة لكننا فشلنا. شعرنا بإحباط كبير. فمن الصعب جداً تعليم بالغ قيادة دراجة هوائية، لا سيما إذا لم يركب دراجة من قبل".

ولكن مع الإصرار وبعض المساعدة من عمة سابين، وهي معلمة رياضة، أتقنت نورية أخيراً فن ركوب الدراجة، بعد مرور ثلاثة أشهر والسقوط عدة مرات. وحالياً، تقود دراجتها إلى محل البقالة أو إلى صف اللغة مرتين في الأسبوع. وتحب أيضاً ركوب الدراجة بمفردها لوقت قصير كل صباح.

يعيش على التلة اثنان وستون شخصاً. وأظهر جميع الجيران دعمهم، فاشتروا لنورية وأيسو الملابس والألعاب وبدأوا يصطحبون الطفلة إلى الحضانة ويعيدونها إلى البيت. ووفقاً لسابين، لم يكن الأمر كذلك في البداية، وقد قالت: "الأمر مضحك، ففي البداية كان لبعض الأشخاص تحفظات ومخاوف وقالوا لنا بأننا لا نستطيع استقبال شخص غريب في البيت إذ من المحتمل أن يسرقنا. ولكن عندما تعرفوا على نورية غيروا رأيهم. ويقولون الآن: "إن الأمر مختلف عندما يتعلق الأمر بامرأة وطفل. فقد تغيرت نبرتهم وطريقة كلامهم كلياً بعد أن تعرفوا إليها".

هذه القصة هي جزء من سلسلة بعنوان "ما من غريب في هذا المكان"، والتي تقدم لمحة عن اللاجئين ومضيفيهم في مختلف أنحاء أوروبا. بعد عام على غرق آلان الكردي، الطفل السوري اللاجئ البالغ من العمر ثلاثة أعوام، تضامن آلاف الأشخاص معاً لرأب الانقسامات الثقافية والحواجز اللغوية، على أساس التعاطف والأمل والإنسانية- حتى إن استمرت بعض الحكومات الأوروبية بوضع العقبات. سخاؤهم مثال للعالم، يُحتذى به.

 تعرفوا على مزيد من اللاجئين ومضيفيهم.