إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

وسط الدمار في حلب، المفوضية تواصل دعمها للنازحين وترى بصيص أمل

قصص

وسط الدمار في حلب، المفوضية تواصل دعمها للنازحين وترى بصيص أمل

وفقاً لممثل المفوضية في سوريا، سجّاد مالك، تلقى 261,000 من السكان المساعدات الشتوية، لكن الاحتياجات لا تزال كبيرة مع إقامة عدد كبير في مبان متضررة ومخيمات غير رسمية.
8 يناير 2017 متوفر أيضاً باللغات:
58722e3c4.jpg
طفلان نازحان يحملان وجبات الطعام المقدمة من قبل إحدى الجمعيات الخيرية المحلية في شرق حلب، سوريا، حيث تقوم المفوضية وشركاؤها بتوزيع مواد الإغاثة الأساسية.

 

حلب، سوريا – تسارع وكالات الأمم المتحدة إلى توفير المساعدات الملحة للمدنيين في حلب وتجد ما يدعو إلى التفاؤل بالمستقبل، وذلك وفقاً لسجاد مالك، ممثل المفوضية في سوريا.

وكان مالك متواجداً في المدينة لتقييم احتياجات مدنييها وتنظيم المساعدات بعد انتهاء حصار المناطق الشرقية من حلب الشهر الماضي.

وصرح مالك، وهو أيضاً منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة بالإنابة في سوريا، في حديثه يوم الأربعاء في مؤتمر صحفي للأمم المتحدة من ثاني المدن في سوريا: "لا تزال روح حلب موجودة، ولا يزال هناك تفاؤل وأمل. يتعين علينا مساعدة الأشخاص في شرق حلب ليتمكنوا على الأقل من البدء بإعادة بناء حياتهم وسبل كسب عيشهم".

"يتعين علينا مساعدة الأشخاص في شرق حلب ليتمكنوا على الأقل من البدء بإعادة بناء حياتهم وسبل كسب عيشهم".

في الشهر الماضي، انتهت الحرب الضروس التي استمرت طوال أربعة أعوام في حلب، وذلك عندما أعادت القوات المدعومة من الحكومة السيطرة على المدينة القديمة، ونظمت عمليات إجلاء المواطنين. وهناك حالياً أمل بدخول الأطراف المتحاربة في محادثات سلام لوضع حد للحرب القائمة.

ومن بين سكان حلب الحاليين الذين يقدر عددهم بحوالي 1.5 مليون شخص، تمكنت وكالات الأمم المتحدة من الوصول إلى حوالي 400,000 شخص، وهو العدد المقدر للنازحين في المدينة. استقرت بعض العائلات مع الأصدقاء والأقارب. ولكن هناك الآلاف ممن يقيمون في مبانٍ متضررة أو مخيمات عشوائية.

تركز المفوضية ووكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة والشركاء على المساعدة الفورية. وتُعطى الأولوية للمأوى والطعام والوقود والملابس الشتوية والمياه والصحة العامة والدعم الطبي وحماية المدنيين الذين يعانون من الصراع منذ أعوام.

لدى المفوضية حالياً أكثر من 100 موظف في حلب، يعملون مع الشركاء، بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري ومنظمات غير حكومية سورية ومع السلطات المحلية.

تبرعوا الآن

لا يزال دخول المساعدات غير ممكن في جزء صغير من حلب، لا سيما بسبب وجود ذخائر غير منفجرة، ويعتبر الدعم ملحاً للمساعدة في إزالة هذه المخاطر بسلامة.

وقال مالك بأن الأطفال بدأوا يعودون إلى الشوارع وأن السكان بدأوا يتحدثون مبدئياً عن إعادة بناء سبل كسب عيشهم. وأضاف: "علينا الاستثمار في تفاؤل السوريين – الأشخاص الصامدين هناك- وآمالهم هذه. كما علينا أن نعطي فرصة لتحقيق السلام. وقد أحدثت الأيام الأربعة أو الخمسة الأخيرة فرقاً كبيراً".

منذ الشهر الماضي، حصل 1.1 مليون شخص على المياه الآمنة من خلال تركيب خزانات للمياه وإصلاح الشبكات.

ونظراً لظروف الشتاء القاسية، تم التركيز على الدفء أيضاً. وتلقى أكثر من 261,000 شخص المساعدة من خلال توزيع البطانيات والفرش والملابس الشتوية وأدوات العزل والخيم العائلية والسجاد وأكياس النوم وأوعية المياه. وقال مالك بأنه يجب القيام بالمزيد للمساعدة في الظروف الباردة.

وتقوم سبع عيادات متنقلة تابعة للأمم المتحدة و12 فريقاً متنقلاً بتقديم الخدمات الصحية كما أن هناك 70 طناً من الإمدادات الطبية المجهزة لـ300,000 دورة علاج في المناطق المحرومة. بالإضافة إلى ذلك، فقد تم تلقيح حوالي 10,500 طفل ضد شلل الأطفال وإحالة 1,381 شخصاً مصاباً وفي حالة صحية حرجة من شرق حلب إلى المستشفيات العامة، وحصل عشرات آلاف الأشخاص على مستلزمات النظافة.

وتم توفير الحصص الغذائية سريعاً لـ 119,500 شخص على مدى شهر واحد. وتم إنشاء المطابخ الجماعية لتوفير الوجبات الساخنة لـ20,700 شخص في المآوي الجماعية. وتقوم الأمم المتحدة بتوزيع الخبز الطازج يوماً على 40,000 شخص.

"نحن بحاجة إلى الاستثمار في هذا التفاؤل والأمل... لإعطاء فرصة لتحقيق السلام".

حددت الأمم المتحدة أطفالاً غير مصحوبين ومفصولين عن ذويهم وتجري متابعتهم حالياً. ويتم أيضاً تركيب الصفوف الدراسية الجاهزة للأطفال النازحين وتوفير المواد التعليمية. وأخيراً، تهدف المفوضية وشركاؤها إلى تقديم المساعدة في الترميم الكامل لجميع مرافق التعليم المدمرة في حلب.

وأضاف مالك: "لا يزال هناك الكثير من الأمور التي يتعين علينا القيام بها. ويجب علينا مواصلة ما نقوم به".

تعمل الأمم المتحدة مع البلديات لإزالة الأنقاض من عدة أحياء ومن محطات الضخ؛ وقد شارك 115 نازحاً في ورش عمل الأمم المتحدة بشأن إعادة تأهيل البنى التحتية الأساسية، وسيتم استخدام هذا النموذج في العديد من المناطق.

بالإضافة إلى ذلك، ثمة حاجة إلى وضع نهج شامل لإعادة البناء، إلا أن التخطيط لا يزال مبدئياً في هذا المجال نظراً لاستمرار الصراع بشكل عام. ستدعو الحاجة إلى الاستعانة بالآلات الثقيلة والمهندسين. وفي هذا الوقت، تقوم الأمم المتحدة بتقييم أعمال إعادة البناء وستقدم النتائج ومتطلبات التمويل إلى الجهات المانحة قريباً.

وقال مالك: "خلال الأيام القليلة الماضية التي دخلت فيها مع الفريق إلى شرق حلب وخرجت مرات عديدة، تمكنا من رؤية الفرق الذي يُحدثه هذا المشروع في تنظيف الطرقات الرئيسية. بدأ الأشخاص في العودة والقول: "كيف سنعيد بناء حياتنا؟" "

شدد مالك على أنه، وعلى الرغم من انتهاء المعركة في حلب، لا يزال هناك احتياجات إنسانية هائلة في أنحاء البلاد. فقد أجبر الصراع 4.86 مليون سوري على الفرار إلى البلدان المجاورة، في حين لا يزال 13.5 مليون شخص داخل البلاد يعتمدون على المساعدة الإنسانية، إلى جانب النازحين البالغ عددهم 6.3 مليون شخص. وقد أطلقت وكالات الأمم المتحدة والشركاء من المنظمات غير الحكومية نداءً لجمع أكثر من 4.69 مليار دولار أميركي لخطة الدعم الإقليمي لعام 2017.

وفي بيان صدر الشهر الماضي، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، بأنه لا يزال هناك "خطر كبير" بألا يقتصر النزوح والمعاناة على حلب، وبأن يتكررا في حروب أخرى. وقال: "لحماية المدنيين في كل مكان، يجب أن ينتهي الصراع في سوريا الآن، ودون أي تأخير".