إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

نازحون سوريون يجدون ملاذاً بعد أن قطعت الحرب أوصالهم

بيانات صحفية

نازحون سوريون يجدون ملاذاً بعد أن قطعت الحرب أوصالهم

عندما انتقلت نجاة من مخيم اليرموك، توجهت مباشرة إلى مدينة صحنايا، غرب غوطة دمشق، حيث أنها كانت الخيار الأفضل لها، خاصة أن أختها كانت تقطن في هذه المدينة.
19 يناير 2017
588086a74.jpg
نجاة، سيدة مهجرة داخل سورية، تحيك قطعة من الصوف داخل أحد المركز المجتمعية التي تدعمها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مدينة صحنايا بريف دمشق.

 

خمس سنوات مرت على نزوح نجاة وعائلتها. وفي أحلك الظروف، تحاول هذه السيدة، وهي في الأربعينيات من عُمرها، التكيُّف مع مشقات الحياة التي فرضتها ظروف الحرب لتكسب لقمة العيش. تتعلم نجاة حالياً مهارات الحياكة، ولا تكل في البحث عن فرصة عمل، وفي ذات الوقت تشعر بالحيرة ما بين البقاء في بلدها الجريح مع والديها المسنين أو لم شمل أسرتها والتوجه إلى أوروبا لتلحق ركب اللجوء وتعيش مع زوجها وابنها البكر خارج الوطن.

"كنا سعداء بعيشنا، وبشكل سريع تغير كل شيء".

قبل النزوح، عاشت نجاة، وهي أمٌّ لشاب وشابتين، طوال سنين حياتها في مخيم اليرموك المحاصر جنوب مدينة دمشق، إلى أن دفعها  اشتداد القتال في المخيم إلى الفرار وزوجها وأولادها الثلاثة وعدد آخر يناهز الـ 140,000 شخص إلى خارج المخيم في أواخر ديسمبر عام  2012.

تصف نجاة حياتها في المخيم قبل الحرب وتقول: "كنا سعداء بعيشنا، وبشكل سريع تغير كل شيء".

عندما انتقلت نجاة من مخيم اليرموك، توجهت مباشرة إلى مدينة صحنايا، غرب غوطة دمشق، حيث أنها كانت الخيار الأفضل لها، خاصة أن أختها كانت تقطن في هذه المدينة.

في ذلك الحين، ولتوفير مصدر دخل للأسرة، التحق ابن نجاة البكر بدورة تدريب مهني لدى مركز مجتمعي تدعمه مفوضية اللاجئين في المنطقة، وتعلّم صيانة مكيفات تبريد الهواء. وبعد فترة ليست بطويلة، استأجر متجراً صغيراً يقدم خدمات صيانة التبريد في الحيّ. ووفقاً لنجاة، فإن الدخل الذي كان يجنيه من خلال هذه المهنة لم يكد يكفيهم لدفع تكاليف أجرة المنزل والطعام.

وبينما كانت عائلة نجاة تحاول البقاء على قيد الحياة، تصاعدت وتيرة الأحداث ومستويات العنف في المناطق المحيطة بمدينة صحنايا لتطال انعكاساتها معظم السكان، حتى أن ابنها البكر أصيب بطلقٍ ناري وهو في طريق العودة إلى المنزل. تقول نجاة: "كانت تلك اللحظات أصعب الأوقات التي مررنا بها، وعندما تحسنت صحة ابني قرر هو ووالده اللجوء إلى خارج البلاد".

كُلّي أمل أن أتعلّم هذه المهنة بشكل جيد، وأن أتمكن من عرض منتجاتي في أحد المعارض"

تولت نجاة في ذلك الوقت كباقي النساء السوريات مهمة رعاية الأسرة وتأمين مستلزمات الحياة اليومية، فالتحقت بأحد المراكز المجتمعية التي تديرها بطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الارثودكس في صحنايا، وهي الآن تتابع دورات تدريبية مع ابنتها الكبرى في الحياكة وصناعة المنتوجات اليدوية، وأنجزت العديد من القطع المشغولة يدوياً، وتأمل نجاة أن تتمكن من بيع منتجاتها لتحصل على دخل لها ولابنتيها الشابتين: "كُلّي أمل أن أتعلّم هذه المهنة بشكل جيد، وأن أتمكن من عرض منتجاتي في أحد المعارض، فأنا متحمسة كثيراً لأن أرى نتائج عملي".

وفي هذه الأثناء، تشعر نجاة بالقلق والحزن حيال أسرتها، فهي لا تقوى على ترك والديها الكبيرين في السِّن، وفي ذات الوقت فهي حزينة لفراق ابنها وزوجها. وفي نهاية حديثها تقول أنها لا تريد ترك والديها وحيدين فهي كل ما تبقى لهم في سورية، خاصة وأنهم خسروا أخاها الأكبر والذي فقد حياته في الحرب الدائرة: "أتمنى أن يعود زوجي وابني إلى هنا، فأنا لا أريد أن أغادر إلى الخارج، يجب أن أبقى هنا من أجل والدي، فهما لا يقدران على تلبية احتياجاتهم اليومية، وقد بدلت بهم السنين".

في الوقت الراهن، فإن نجاة ستستمر بالمشاركة في مختلف الدورات التدريبية في المركز المجتمعي وتقول أنها تشعر بالرضى لما تعلّمته حتى الآن.

تدعم مفوضية اللاجئين مراكز مجتمعية يديرها شركاء محليون وتقدم هذه المراكز مجموعة واسعة من الخدمات بما فيها الاستشارات القانونية، وخدمات الدعم النفسي الاجتماعي، ودروس التقوية للطلاب والتدريب على المهارات المهنية في العديد من المجالات مثل تصفيف الشعر والخياطة والطبخ والنجارة ودروس محو الأمية إضافة إلى جلسات التوعية.

وتعد هذه المراكز بمثابة فرصة للسوريين من المهجرين وأولئك من المجتمع المضيف على حد سواء للتفاعل وتلقي الاستجابة لاحتياجاتهم قدر المستطاع.  وافتتحت مفوضية اللاجئين حتى تاريخ اليوم  74 مركزاً مجتمعياً في سورية وتنوي افتتاح 26 مركز مجتمعي آخر خلال العام الحالي 2017.