إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

مفوضية اللاجئين تقدم مواد الإغاثة للسكان العائدين في ريف حماة الشمالي

بيانات صحفية

مفوضية اللاجئين تقدم مواد الإغاثة للسكان العائدين في ريف حماة الشمالي

بعد أن أجبروا على النزوح من منازلهم بسبب القتال العنيف، يعود بعض النازحين السوريين إلى منازلهم المدمرة في قرى وبلدات الريف الشمالي من محافظة حماة.
12 أكتوبر 2017
59df3f5a4.jpg
عويش، زوجة حماد، تخبر موظفي المفوضية كيف عادت لتجد منزلها دون نوافذ أو أبواب أو حتى أثاث.

بعد رحلة نزوح استمرت لمدة عام، عاد حمّاد إلى منزله مؤخراً الواقع في قرية معردس في ريف حماة برفقة أولاده السبعة، بينهم فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة. 

ورغم استمرار الاشتباكات في قرية معردس خلال السنوات السابقة من الأزمة في سوريا، أصرّ حمّاد على البقاء في منزله، إلى أن احتدم القتال الذي أجبره أخيراً على الفرار بين ليلة وضحاها. وفي منتصف شهر سبتمبر من عام 2016، انتقل حماد مع أسرته إلى معرة الشور، وهي قرية تقع في شمال غرب محافظة حماة، ملتمساً الأمان له ولأسرته، حيث قدّم لهم أحد سكان القرية مكاناً يأويهم ريثما يعودوا إلى منزلهم، في وقت لم يكن حماد يمتلك المال الكافي لاستئجار منزل.

ويقول حمّاد، وهو في الستينات من عمره: "بيتي الآن ليس فيه أبواب أو نوافذ أو حتى أثاث، ولكن عندما سمعنا أنا وزوجتي عن انتهاء القتال، قررنا على الفور العودة إلى قريتنا." 

"بيتي الآن ليس فيه أبواب أو نوافذ أو حتى أثاث."

عاد حمّاد إلى قريته معردس منذ حوالي شهرين مع ابنتيه وابنه وأحفاده الأربعة، ليجد منزله ومنزل ولده وقد تعرضا لدمار كبير. وحاله حال العديد من سكان القرية، يعمل حمّاد في زراعة وإنتاج الفستق الحلبي والزيتون، إذ يعتمد المزارعون في محافظة حماة بشكل رئيسي على جني هذه الأنواع من المحاصيل في كل عام. لكن حماد في الوقت الحالي لا يملك أي مصدر للدخل سوى بعض الأجر الذي يمكن أن يكسبه من عمله في جني محصول الفستق الحلبي خلال وقت الحصاد.

تسبب القتال المستمر والدائر في شمال محافظة حماة بأضرار جسيمة للمنازل والبنى التحتية كالمدارس والمستشفيات. ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة، فإن حوالي 13,299 شخصاً عادوا إلى محافظة حماة ما بين شهري يناير وأغسطس من عام 2017.

مصطفى، أحد السكان العائدين إلى قرية معردس، هو الآخر اضطر لمغادرة منزله أربع مرات متتالية خلال العام الفائت بسبب حدة المعارك، ليضطر خلال تلك الفترة لاستئجار منازل عدة في مدينة حماة وفي محافظة إدلب. عاد مصطفى إلى دياره منذ حوالي شهر تقريباً، وفي محاولة منه لتأمين مصدر دخل لأسرته، اضطر أن يبيع القطعة الذهبية الوحيدة المتبقية لدى زوجته ويشتري بثمنها بعض المواد الغذائية ليبدأ بها مشروع بقالية صغيرة في القرية: "نحن سعداء بعودتنا إلى منزلنا.. جدران المنزل مهدمة ولكننا نتمتع بالإرادة لكي نعيد منزلنا كما كان في السابق."

أرسلت مفوضية اللاجئين هذا الأسبوع قافلة مساعدات إنسانية تكفي حوالي 3,200 أسرة من العائدين إلى مدينة صوران وبلدة طيبة الإمام وقرية معردس المحيطتين بها، اشتملت على فرش وحصائر وأكياس للنوم، وبطانيات وملابس شتوية وأوعية مياه وأدوات مطبخية ولوازم صحية وأغطية بلاستيكية ومصابيح تعمل بالطاقة الشمسية.

"عدد المنازل المدمرة بسبب القتال كبير جداً."

هذا وتقوم فرق من مفوضية اللاجئين، بالتعاون مع الشركاء، بتقييم الأوضاع الإنسانية في مدينة صوران ومعردس وطيبة الإمام للوقوف على الاحتياجات الأساسية للسكان العائدين، وتوفير أفضل استجابة ممكنة لهم. 

و قبل اندلاع الحرب في سوريا منذ ما يقرب السبع سنوات، كانت مدينة صوران موطناً لحوالي 47,000 شخص، مقابل 35,000 شخص في طيبة الإمام و15,000 شخص في قرية معردس.

وقال ممثل مفوضية اللاجئين في سوريا، سجاد مالك خلال زيارة قام بها للمنطقة في شهر سبتمبر الماضي، بأن "عدد المنازل المدمرة بسبب القتال كبير جداً، وكخطوة أولى لمساعدة السكان العائدين، فإن المفوضية ستعمل على تركيب نوافد وأبواب للمنازل المتضررة."

وزار مالك مدينة صوران والتقى بالسكان العائدين إلى المنطقة، واطلع عن كثب على الأوضاع الإنسانية فيها. كما زار أيضاً بعض المواقع التي أدرجتها المفوضية ضمن خطتها لمشاريع إعادة التأهيل للعائدين كالفرن الآلي ومدرسة الشهداء.