إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

اللاجئون الروهينغا يهرعون لإصلاح مآويهم قبل موسم الأمطار

قصص

اللاجئون الروهينغا يهرعون لإصلاح مآويهم قبل موسم الأمطار

تعمل المفوضية على نقل ما يصل إلى 80,000 مأوى وتجهيزها في جنوب بنغلاديش لتصبح مقاومة لعوامل الطقس وللأمطار المتوقعة في مارس.
22 يناير 2018 متوفر أيضاً باللغات:
5a5cb18a4.jpg
نور حسين يجري تحسينات على مأوى أسرته في مخيم كوتوبالونغ للاجئين في بنغلاديش، فيما تحمل ابنته تامجينا موني (7 أعوام)، شقيقتها نور (عامان).

الموقع الملحق بمخيم كوتوبالونغ، بنغلاديش – تشرف اللاجئة حفصة، البالغة من العمر 55 عاماً، وهي من الروهينغا، وزوجها محمد، وعمره 60 عاماً، على بناء مأوى متين في سباق مع الزمن، على قطعة أرض ترابية في هذا المخيم العشوائي الشاسع.

لديهما أربعة أعمدة من الخيزران يبلغ طولها 25 قدماً سيستعملانها كدعامات، وقد وفرتها المفوضية ضمن الحزم الموزعة. بالإضافة إلى ذلك، تضم الحزم قطعاً أرق من الخيزران، وأقمشة مشمعة ومجموعات من الأدوات التي تشمل المطارق والمسامير والأربطة البلاستيكية، لحماية المآوي من مياه الأمطار الموسمية المتوقعة في شهر مارس.

وقالت حفصة: "لدينا الآن ما نحتاج إليه لأعمال البناء، وإن شاء الله سيبقى المأوى ثابتاً طوال فترة إقامتنا".

في الأسابيع الأولى التي تلت وصول اللاجئين الروهينغا من ميانمار إلى بنغلاديش في أواخر أغسطس، لم يكن هناك وقت كافٍ لتخطيط مواقع المساكن أو بنائها. فتم جمع الخيزران والأغطية التي أمكن شراؤها محلياً لتوفير الإغاثة الأساسية من عناصر الطبيعة.

والآن، بعد أن تباطأت حركة النزوح التي خلفت 655,000 لاجئ في هذه المنطقة، ومعظمهم في الموقع الملحق بمخيم كوتوبالونغ، يتجه التركيز نحو توفير لوازم أفضل للمأوى ومساعدة اللاجئين على بناء هياكل متينة أكثر ونقل الأسر، عند الإمكان، إلى أماكن أكثر استقراراً.

 "لدينا الكثير من العمل لنقوم به"

يهدف كل ذلك إلى إنقاذ الأرواح قبل بدء موسم الأمطار بعد أشهر قليلة. فبعد ذلك، ستصبح هذه الأرض المنخفضة، التي تتخللها تلال متعرجة، عرضةً للانهيارات الأرضية والفيضانات المفاجئة. 

وقال كبير خبراء المآوي في المفوضية، ريتشارد إيفانز، في كوكس بازار: "لدينا الكثير من العمل للقيام به. فقبل الرياح الموسمية، يتعين علينا نقل أكبر عدد ممكن من الناس إلى أراضٍ أكثر ارتفاعاً ومواصلة تقديم حزم لوازم المأوى لهم".

وقد وزعت المفوضية حتى الآن 30,000 حزمة من لوازم المأوى وتسعى لتوزيع 80,000 حزمة بحلول مارس. في المجموع، هناك حوالي 100,000 مأوى في كوتوبالونغ.

ومن أجل دفع هذه المرحلة الثانية إلى الأمام، تعمل المفوضية وشركاؤها مع قادة المجتمع المحلي لإسداء المشورة للعائلات بشأن تحديد مواقع منازلهم، كما يوفرون المساعدة في البناء. ويشمل الدعم الإضافي لآلاف العائلات في هذا التجمع الواسع حفر قنوات الصرف.

سليم، البالغ من العمر 80 عاماً، هو من بين الأشخاص الذين حصلوا على المساعدة، وقد تمكن من تدعيم مأواه بمساعدة لجنة تنمية الريف في بنغلاديش، وهي منظمة غير حكومية محلية وشريكة للمفوضية، والجيران.

قام سليم بتركيب رفوف وبنى مساحة تخزين في الطابق السفلي وعتبة مرتفعة من الخيزران. جوانب مأواه الجديد مصنوعة من القماش المشمع ومدعومة بالخيزران، وهي مقسمة بخبرة ومنسوجة بواسطة خيوط أرق، وهو نشاط شائع في المخيم. وينبغي أن تساعد هذه الجهود في صمود المسكن بشكل أفضل بوجه العواصف القادمة.

"نبقي هذا المأوى نظيفاً ومرتباً وأحاول تحسينه كلما استطعت "

وقال: "لقد بنيت هذا مع بعض الآخرين. احتياجاتنا كبيرة، ولكننا نبقي هذا المأوى نظيفاً ومرتباً وأنا أحاول تحسينه كلما استطعت ".

هناك جانب مجتعمي لبناء المآوي في المخيم. فهذا النشاط يجعل الشباب الذين لديهم فرص ضئيلة في إيجاد عمل يشعرون بقيمتهم. وفي كثير من الحالات، تساعد المجتمعات والعائلات الكبيرة التي كانت تعيش معاً في ميانمار، والتي ربما عبرت معاً إلى هنا، بعضها البعض في البناء.

وفي الواقع، لا تختلف التقنيات والمواد عن تلك التي سبق أن استخدمها المجتمع في ولاية راخين، ولكنها تفتقر إلى الأساسات الخرسانية والأخشاب التي يفضلها الأشخاص الأكثر غنىً.

5a5cb0673.jpg
يتم توزيع قشر الأرز المضغوط على اللاجئين الروهينغا في كوتوبالونغ كبديل مستدام للحطب.

من بين المشاكل الأخرى،  تبرز هواجس البيئية في كوتوبالونغ. فعندما وصل اللاجئون بأعداد كبيرة العام الماضي، قطع الكثيرون الأشجار للحصول على الحطب، حتى إنهم اقتلعوا الجذور أحياناً. وسيؤدي ذلك بدوره إلى تفاقم مشكلة الانهيارات الأرضية وتآكل التربة عند حلول موسم الأمطار. وسوف تسيل مياه الأمطار أسفل التلال وتملأ برك المياه الراكدة في الأراضي المنخفضة.

وتحاول المفوضية تعويض الضرر البيئي عن طريق توفير قشر الأرز المضغوط للتدفئة. ويأتي الخيزران في الوقت نفسه من مصادر مستدامة في منطقة شيتاغونغ.

كما يجري التفكير المبكر بتعزيز الملاجئ بعد موسم الأمطار. وحتى الآن، من المفترض أن يتم اعتماد نموذج الخيزران والقماش المشمع إذ يبدو أن أنواع الخيام والكرفانات المستخدمة في تجمعات أخرى للاجئين لا تناسب تضاريس المنطقة ومناخها.