إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

رجل أعمل يوناني يفتح فندقه وقلبه للعائلات اللاجئة

قصص

رجل أعمل يوناني يفتح فندقه وقلبه للعائلات اللاجئة

وجد الكثير من اللاجئين بصيصاً من الأمل عند رجل الأعمال اليوناني، أندرياس فاسيليو، هرباً من الحرب في وطنهم.
8 ديسمبر 2016 متوفر أيضاً باللغات:
583711423.jpg
لاجئ سوري يتحدث على هاتفه الخلوي في بهو فندق روفيس.

 

لأشهر، شعر صاحب أحد الفنادق، أندرياس فاسيليو، بالعجز عندما كان يشاهد أخبار اللاجئين الذين يعيشون في ظروف مزرية في أنحاء اليونان. أراد أن يقدم لهم ما هو أفضل؛ مكاناً يشعرون فيه بالترحيب. لذا، قرر الفندق الذي تديره عائلته والمطل على البحر في إيفيا، ثاني أكبر جزيرة في اليونان، تغيير زبائنه هذا الربيع.

استجاب فاسيليو لدعوة أطلقتها المفوضية للفنادق اليونانية لاستقبال اللاجئين كجزء من برنامح السكن الممول من المفوضية الأوروبية. وأصبح هذا الفندق منزلاً مؤقتاً لما يصل إلى 88 طالب لجوء من سوريا والعراق وإريتريا وبلدان أخرى، معظمهم من الأطفال.

الفندق ليس مكاناً للنوم فقط، إذ قام فاسيليو بكل ما بوسعه وأنشأ بيئة جماعية وأصبح باستطاعة اللاجئين وموظفي الفندق والسكان المحليين في القرى المجاورة في ريفوس تناول الطعام والعمل والعيش معاً – والتعلّم من بعضهم البعض. في فندق روفيس، يعلّم المعلمون المعيّنون عن طريق برنامج السكن مهارات المسرح والسباحة على الشاطئ في الخارج. وتقوم النساء اللاجئات بطهي وجباتهن التقليدية في المطبخ الجماعي المزدحم، في حين أن قاعة الاستقبال تضج بصوت القنوات العربية على التلفاز. ويحضر الأطفال صفوف تعلم اللغة الألمانية والإنكليزية والفرنسية التي يقوم بتدرسيها معلمون يونانيون فضلاً عن زملاء من اللاجئين. فالمجتمع الذين بنوه هو مثال عن التضامن الحقيقي.

يقول فاسيليو: "نعيش معاً في الفندق. وأنام في غرفة واحدة. وينام الموظفون من أثينا في غرفة أخرى. وأبوابهم مفتوحة دائماً. ونشعرهم بأنهم في منزلهم وأنهم جزء من العائلة".

"نشعرهم بأنهم في منزلهم وأنهم جزء من العائلة".

تتقاسم سلام البالغة من العمر 10 أعوام والتي تأتي من خارج دمشق، الغرفة في فندق روفيس مع شقيقيها الأكبر سناً. وقد أصبحت، بشكل افتراضي، مقدّمة الرعاية لهما: فشقيقها أشرف الذي يبلغ من العمر 24 عاماً هو ضرير، في حين أن شقيقتها غفران التي تبلغ من العمر 22 عاماً تعاني من إعاقات خلقية. وهم من بين العديد من الحالات الضعيقة التي تقيم في الفندق بعد إحالتهم إلى هنا من مواقع أخرى لاستقبال اللاجئين في اليونان.

5837178b4.jpg
أندرياس فاسيليو، صاحب فندق روفيس، يشارك في درس للغة الفرنسية يُعطى لصبيين من سوريا.

وتقول سلام: "هذا ليس منزلنا، لكنه أقرب ما يمكننا الحصول عليه في الوقت الحالي".

يعتبر برنامج السكن جزءً من برنامج الاتحاد الأوربي للنقل إلى موقع آخر والذي يهدف إلى نقل 66,400 طالب لجوء من اليونان إلى بلدان أوروبية أخرى خلال سبتمبر 2017. فمعظم اللاجئين الذين يقيمون في فندق روفيس هم من بين الذين يستطيعون إيجاد منزل جديد في أماكن أخرى في أوروبا. وقد غادر العديد منهم إلى فرنسا وإسبانيا وسويسرا ورومانيا وهولندا.

أما الآخرون، كسلام وشقيقيها، فهم يتمتعون بالحق القانوني في لم شمل العائلة  بموجب نظام دبلن الذي يعتمده الاتحاد الأوروبي. والدتها وشقيقها الذي يبلغ من العمر 19 عاماً هما لاجئان في السويد. وتحتاج الوسيلتان – النقل إلى موقع آخر ولم شمل العائلة- إلى وقت انتظار طويل قد يصل إلى عام وفي بعض الأحيان لفترة أطول. وخلال زيارته إلى اليونان في أغسطس، حث فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بلدان الاتحاد الأوروبي على تسريع هذه الإجراءات لتخفيف الضغط على اليونان، حيث أن اللاجئين والمهاجرين الذين يفوق عددهم 50,000 شخص في العديد من البلدان يعيشون في مواقع استقبال مزدحمة وغير ملائمة.

لقد سهل برنامج السكن للمفوضية توفير 18,200 إقامة لطالبي اللجوء في الشقق أو الفنادق أو مع العائلات المضيفة. ومن خلال الشركاء، تقدّم المفوضية لهم المساعدة كالطعام ومستلزمات النظافة والترجمة الفورية والمساعدة الطبية والمساعدة القانونية.

وفي فندق روفيس، تشرف منظمة التضامن، وهي منظمة يونانية غير ربحية، على رعاية اللاجئين يومياً.

ويقول المنسق المحلي لمنظمة التضامن، أنطونيو غريغوراكوس تزيفاكوس: "هنا، لكل واحد دوره. فنحن فريق".

ويشارك اللاجئون المقيمون في فندق روفيس أيضاً مع المجتمع المحلي. وفي يونيو، مع نهاية شهر رمضان، أنشأوا كشكاً لتقديم الطعام السوري إلى السكان المحليين. ورسم الأطفال اللاجئون أيضاً على حائط المدرسة في قرية روفيس.

583717333.jpg
لاجئون سوريون يحضرون الخبز التقليدي في المطبخ في فندق روفيس.

في البداية، كان سكان روفيس يشعرون بالقلق إزاء حدوث ردة فعل عكسية محتملة على وجود اللاجئين، مما يؤدي إلى تشكيل لجنة لمكافحة العنصرية لتعزيز التعايش السلمي. ولكن ليس من الضروري أن يقلقوا: إذ أن السكان المحليين غالباً ما يزورون الفندق لإلقاء التحية وتقاسم الطعام الذي حضروه أو لتقديم التبرعات.

"هنا، لكل واحد دوره. فنحن فريق"

بعد رؤية نجاح النهج الشامل والجماعي لفندق روفيس، إستفسر العديد من أصحاب الفنادق الأخرى أيضاً عن كيفية الانضمام إلى برنامج سكن اللاجئين.

منار التي تبلغ من العمر 25 عاماً، هي أم سورية لثلاثة أطفال تعيش في الفندق، أرسلت أطفالها إلى المدرسة المحلية إلى جانب الأطفال اليونانيين. وهم يتعلمون اللغة اليونانية ويبنون الصداقات.

تتطوع منار كمعلمة للغة الإنكليزية في الفندق وتدير ثلاثة صفوف يومياً من ساعة واحدة كل منها. والعديد من طلابها هم متأخرون كثيراً في تعليمهم بعد أعوام الحرب التي منعتهم من الذهاب إلى المدرسة.

وتقول منار التي تحملت عائلتها الهروب المروع من سوريا ووصلت إلى جزيرة ساموس اليونانية في فبراير: "عندما وصلوا أولاً إلى الفندق، شعر العديد من الأطفال بالضياع ولم يستطيعوا التصرف بسلوك حسن بعد كل ما مروا به. فالصف يعطيهم روتيناً وعملاً للقيام به. وهم يهدأون ويبدأون بالتعلم مجدداً".

إن اللاجئين في الفندق متحمسون للمغادرة إلى بلدانهم الجديدة. لكن غالباً ما يمتزج الحلو بالمر عندما يأتي هذا اليوم.

يقول فاسيليو: "نبكي كثيراً. فالروابط التي تجمع اللاجئين والموظفين والسكان هي قوية كثيراً. ويعد جميعهم بالعودة".

يراود فاسيليو بشكل متكرر حلم يقظة، يرى فيه بعد 50 عاماً من اليوم، امرأة مسنة من سوريا أو العراق بتعليم أحفادها السباحة على الشاطئ في الاتحاد الأوروبي.

ويقول فاسيليو: "أود أن أفكر أنه في ذلك الوقت، ستفكر في المكان الذي تعلمت فيه السباحة، وأنها بعد الفرار من الحرب والظروف المعيشية المروعة والعيش في المخيمات والطين والإسمنت، وجدت نفسها في مكان جميل حيث رحب بها الأشخاص وقدموا لها الحب والعاطفة وعلموها أموراً كالسباحة. وعندها، ربما ستفكر بي أيضاً".