إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

لاجئة سورية تحلم بالمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في البرازيل

قصص

لاجئة سورية تحلم بالمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في البرازيل

لطالما حلمت يسرى بالمشاركة في الألعاب الأولمبية. وبعد أن أصبحت لاجئة في ألمانيا، تأمل بالتأهل للمنافسة في الألعاب الأولمبية في البرازيل.
18 مارس 2016 متوفر أيضاً باللغات:
56f2a5c113.jpg
الناجية من الزلزال، روسميني، تعاين الدمار في بالو، إندونيسيا.

كان القارب الهش المكتظ بحوالي 20 شخصاً قد وصل للتو إلى المياه المفتوحة قبالة الساحل التركي عندما تعطل المحرك. تلا ذلك صمت مخيف. رأت يسرى مادريني الرعب في عيون الركاب الآخرين عندما بدأت المياه تتسرب إلى داخل الزورق المطاطي. لم يكن غالبية الركاب الآخرين يجيدون السباحة على عكس يسرى البالغة من العمر 17 عاماً.

بعزيمة راسخة قفزت هذه الرياضية وشقيقتها الكبرى سارة إلى المياه. ومعاً دفعتا القارب محاولتين الإصغاء علّ المحرك يصدر صوتاً يشير إلى عودته للعمل، ولكن ذلك لم يحدث.

وبعد ثلاث ساعات ونصف، بقيت الشقيقتان تسبحان وتحاولان دفع القارب ببطء نحو سواحل أوروبا بمساعدة راكبين آخرين قفزا إلى المياه أيضاً. شعروا ببرد شديد وبالإرهاق ولكنهم استمدوا القوة من تصميمهم على إنقاذ الآخرين.

والآن، بعد حوالي تسعة أشهر، تبتسم يسرى الجالسة على حافة حوض السباحة في الملعب الأولمبي في برلين وتلمع عيناها بينما تتذكر العمل البطولي الذي قامت به مع شقيقتها.

وتقول للمفوضية: "لو غرق الأشخاص الذين كانوا على متن القارب، لكان الأمر مخجلاً. كان بينهم أشخاص لا يجيدون السباحة ولم أكن لأجلس وأشكو من احتمال الغرق. لو غرقت فعلى الأقل سأكون فخورة بنفسي وبشقيقتي".

وصل القارب المعطل بأعجوبة إلى جزيرة ليسفوس اليونانية. بقي جميع ركابه على قيد الحياة بفضل السباحين ولكنهم فقدوا كل شيء حتى الأحذية التي كانوا يرتدونها. توجهت الشقيقتان عن طريق غرب البلقان إلى ألمانيا حيث أملتا بإعادة بناء حياتهما.

لم تكن يسرى تتوقع بأنها ستستعد قريباً لرحلة أخرى في ظروف مختلفة تماماً وأن ما حلمت به لأكثر من عقد قد يتحقق. خلال هذا الصيف، تأمل بالسفر للمشاركة في الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو ضمن الفريق الذي يمثل ملايين اللاجئين الفارين من الحرب والاضطهاد في العالم.

وقالت يسرى: "سأجعلهم يشعرون بالفخر. أريد أن أمثل جميع اللاجئين لأنني أريد أن أظهر للجميع أن الهدوء يأتي بعد العاصفة. أريد أن ألهمهم ليفعلوا شيئاً جيداً في حياتهم".

"سأجعلهم يشعرون بالفخر... أريد أن ألهمهم ليفعلوا شيئاً جيداً في حياتهم"

وأضافت قائلةً: "أريد من الجميع أن لا يتخلوا عن أحلامهم ويفعلوا ما يشعرون به. استمروا بالمحاولة حتى إن كان الأمر مستحيلاً وحتى لو لم تكن الظروف مناسبة، ربما ستحصلون على الفرصة مثلي أو ستصنعون فرصتكم بأنفسكم".

يقول مدربها سفين سبانكربس بأن المثابرة هي ما ساعدها على التغلب على عدة عقبات. التقى بيسرى وسارة عندما تمت إحالتهما إلى ناديه واسرفروندي سبانداو 04 من قبل جمعية خيرية محلية بعد وقت قصير من وصولهما إلى برلين.

سرعان ما أصبحوا أصدقاء وبدأوا يتبادلون القصص عن حياتهم بعد التدريب كل مساء. حتى أن سبانكربس ساعد يسرى وشقيقتها في الأوراق التي كانتا بحاجة إليها في ألمانيا للحصول على حق اللجوء الرسمي.

وقال سبانكربس: "إنها ليست علاقة مدرب برياضيتين بل إنها أكثر من ذلك. إنها صداقة، صداقة جيدة. نحن نثق ببعضنا البعض ولكن أثناء التدريب، لا أميّز بين يسرى والآخرين".

 

ذُهل سبانكربس بسرعةِ تطور يسرى على الرغم من انقطاع تدريبها بسبب الحرب. وقال للمفوضية: "لقد تعلمت سريعاً وبعد أربعة أسابيع قلت لها 'يجب أن نشارك في الألعاب الأولمبية في طوكيو 2020'".

حدث ذلك قبل أن تحدد اللجنة الأولمبية الدولية يسرى و42 لاجئاً آخر للمشاركة في فريق الرياضيين الأولمبيين اللاجئين. إذا تمكنت من التأهل، ستكون يسرى من بين 5 إلى 10 رياضيين سيشاركون في النهائيات ويُعلن عنهم في يونيو.

لا يستطيع أي من هؤلاء الرياضيين المشاركة في الألعاب الأولمبية لأن وضعهم كلاجئين حرمهم من تمثيل أي بلد. وتقول اللجنة بأن الفريق سيسير خلف العلم الأولمبي وأمام المستضيفين البرازيليين في الحفل الافتتاحي في 5 أغسطس.

"لا أحد يعلم ما سيحدث. استمروا بالمحاولة. ربما ستحصلون على الفرصة مثلي أو ستصنعون فرصتكم بأنفسكم"

في أكتوبر الماضي، قال رئيس اللجنة توماس باخ للجمعية العامة للأمم المتحدة: "نحن نساعد الرياضيين اللاجئين الرفيعي المستوى على تحقيق حلمهم بالتميز في المجال الرياضي حتى عندما يضطرون للفرار من العنف والجوع..."

وأضاف قائلاً: "سيكون ذلك رمزاً للأمل لجميع اللاجئين في عالمنا وسيزيد من وعي العالم لحجم هذه الأزمة".

في حال وصولها إلى ريو، تقول يسرى بأنها ستستخدم ذلك للوصول إلى الألعاب الأولمبية في طوكيو 2020. ولكن الريب بشأن مستقبل بلادها يصعب عليها وضع خطط ملموسة: "بالطبع أشتاق لسوريا وأعتقد أنه بعد توقف الحرب سأعود إليها بعد أن أكون قد اكتسبت الخبرة وكل شيء وسأعلم الجميع ما تعلمته هنا في ألمانيا".