إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

المفوضية توفر الدعم لذوي الإعاقة في سوريا لاستكمال حياتهم واستعادة الأمل

قصص

المفوضية توفر الدعم لذوي الإعاقة في سوريا لاستكمال حياتهم واستعادة الأمل

بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة الذي يصادف 3 ديسمبر، تسلّط المفوضية الضوء هذا العام على الأثر الإيجابي الذي يمكن للأشخاص ذوي الإعاقة أن يتركوه في مجتمعاتهم وأماكن عملهم.
4 ديسمبر 2017
5a2544094.jpg
قبل أن تبدأ عملها، كانت عائلة هبة تعتمد اعتماداً كلياً على المعونات الدولية التي توزع على ملايين السوريين بشكل دوري.

"أتمنى أن ينظر الناس إلى الأشياء الإيجابية في حياتهم، لم أكن لأتخيل أني سأتمكن من التكيّف مع إعاقتي وأن أعمل على ماكينة الخياطة هذه"، تقول هبة ذات الـ 24 عاماً، والتي خرجت عن طريق الممرات الإنسانية من منزلها في حيّ الكلاّسة، وهو أحد الأحياء الواقعة في شرق حلب، بعد تجدد الاشتباكات الدّامية التي راح ضحيتها عدد كبير من الأشخاص ومن ضمنهم طفلاها. وتذكر هبة ذلك اليوم بغصة عندما دخلت المستشفى، وتقول: "صُدم زوجي لرؤيته ساقي مقطوعة، فقلت له لا تخف، سيجرون عملية لوصلها في الحال." وتضيف هبة قائلة: "أحمد ربي أني أنا المصابة وليس زوجي أو ابنتي."

في ذلك الوقت، بقيت هبة راقدة في المستشفى لستة أيام ولا تدري ما يدور حولها، إلى أن استيقظت ذات يوم لتفجع بوفاة ابنتها ذات السنتين وطفلها الرضيع، وتعلم بأن ساقها قد بُترت.

مأساة هذه الأسرة لم تتوقف عند حد الدّمار، إذ لا ماء ولا غذاء إلا ما ندر، وتعتمد اعتماداً كلياً على المعونات الدولية التي توزع على ملايين السوريين بشكل دوري، فيما تعيش حالياً في منزل أعارها إياه أحد الأقارب مع ابنتها ميرال ذات الأربع سنوات في حي الكلاّسة.

5a2543f24.jpg
"أتمنى أن ينظر الناس إلى الأشياء الإيجابية في حياتهم، لم أكن لأتخيل أني سأتمكن من التكيّف مع إعاقتي وأن أعمل على ماكينة الخياطة هذه".

علمت هبة من قريبة لها عن مركز نماء الإنتاجي، لتذهب إليهم على الفور وتخبرهم عن وضعها الصحي. وهناك، أكملت دورة تدريبية بدعم من مفوضية اللاجئين، وحصلت على آلة للخياطة حيث يقصدها حالياً في منزلها الكثير من الناس. وبسبب انقطاع التيار الكهربائي، تضطر هبة لتشغيل الآلة بيدها اليمنى.

لم تتمكن هبة من إكمال تعليمها بعد وصولها إلى السنة الثالثة في كلية الآداب، قسم اللغة العربية، وذلك بسبب الحرب وإغلاق الطرقات التي حالت دون وصولها إلى مركز تقديم الامتحانات في عام 2014. تقول: "في الماضي كنت فقط أتابع دراستي وأهتم بمنزلي"، إلى جانب متابعتها لدروس في اللغة الإنكليزية في معهد اللغات، كما تضيف.

تستكمل هبة حالياً علاجها في مستشفى الهلال الأحمر في محافظة حلب، وقد شفيت جروحها منذ شهر تقريباً وتنتظر بفارغ الصّبر أن يحين دورها لتركيب طرف صناعي لها عن طريق الصليب الأحمر، وأن تكمل العلاج الفيزيائي ليدها اليسرى التي بالكاد تستطيع تحريكها، خاصة عندما تستخدم آلة الخياطة لتمسك بقطع القماش.

""أحمد الله على ما أنا عليه الآن"، تقول هبة وهي تذكر الماضي والقدر الذي حل بها: "لم أكن أتوقع أن أتمكن من العمل بعد الإصابة ولكنني أقوم بعملي على أفضل ما يمكن."  

وبمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة الذي يصادف 3 ديسمبر، تسلّط المفوضية الضوء هذا العام على الأثر الإيجابي الذي يمكن للأشخاص ذوي الإعاقة أن يتركوه في مجتمعاتهم وأماكن عملهم عندما يتم الاعتراف بقدراتهم وإزالة الحواجز التي تحول دون إدماجهم. وأفاد المفوض السامي فيليبو غراندي في بيان له بأن الأشخاص من ذوي الإعاقة الذين أجبروا على الفرار من منازلهم يواجهون صعوبات جمة. وقال في بيان موجز بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة: “يجب أن نحرص على أنهم يحظون بالحماية والدعم.”