إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

الصراع يفاقم معاناة الأسر الأوكرانية المفككة

قصص

الصراع يفاقم معاناة الأسر الأوكرانية المفككة

مع دخول الصراع المدمر في أوكرانيا عامه الرابع، تفرق نقاط العبور بين المناطق الواقعة شرق البلاد الأسر.
11 أغسطس 2017 متوفر أيضاً باللغات:
5988310e3.jpg
امرأتان تقتربان من نقطة تفتيش ولافتة تحذير من الألغام الأرضية في دونيتسك التي دمرها الصراع.

بالكاد يمكن لفالنتينا البالغة من العمر 70 عاماً، أن تمشي بمساعدة عكازها. يمسك زوجها جينادي يدها بإحكام لمساعدتها، لكنه أيضاً يعاني صعوبات في المشي. معاً، مثل آلاف الأوكرانيين الآخرين، عليهما عبور الحدود، التي وُضعت بحكم الأمر الواقع في شرق البلاد، لمجرد زيارة أفراد أسرتهما وتلقي التعويضات الاجتماعية والحصول على العلاج الطبي.  

تشكل نقاط العبور التي تحيط بها حقول الألغام الطريقة الوحيدة للسفر ذهاباً وإياباً بين المناطق التي دمرها الصراع في شرق أوكرانيا. وبالنسبة لكثير من الأوكرانيين، يشكل هذا الطريق الخطير الذي لا مفر منه جزءاً من روتين السفر العادي.

لعبور نقطة تفتيش، يجب على فالنتينا وجينادي قطع مسافة حوالي 600 متر سيراً على الأقدام من محطة للحافلات، ثم الانتظار في الطابور للحصول على الوثائق اللازمة، قبل أن يأخذا حافلتين للوصول إلى نقطة التفتيش في الجانب الآخر. ويمكن أن تكون رحلة مثل هذه صعبة على أي شخص - ولكن بالنسبة للأشخاص الضعفاء الذين يعانون صعوبة في التنقل، فهي بالغة الصعوبة. قالت فالنتينا وهي تمسح دموعها: "هذا أمر غير إنساني".

"لم نختر العيش هكذا."

5988314f4.jpg
تعبر كاتيا*، 4 أعوام، مع والدتها بانتظام نقطة التفتيش في قرية مارينكا.

سجلت السلطات الأوكرانية أكثر من 6 ملايين رحلة عبور لخط التماس منذ بداية عام 2017، مقتربةً بسرعة من إجمالي حالات العبور التي بلغ عددها 8.5 مليون حالة عام 2016. ومن بين أسباب هذا التحرك المتزايد هو إجراءات توثيق التعويضات الاجتماعية التي توفرها الحكومة الأوكرانية. وتعتبر هذه المبالغ بالنسبة للعديد من الناس الضعفاء في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة أمراً حيوياً للبقاء على قيد الحياة، مما لا يترك أمامهم سوى خيار السفر ذهاباً وإياباً.

قالت فيكتوريا*، التي تأخذ ابنتها  كاتيا* البالغة من العمر أربع أعوام، عبر الخط الفاصل مرة كل شهرين لزيارة جدها المريض: "لم نختر العيش هكذا". وبينما تنتظر كاتيا الحافلة مع والدتها، يسمع صوت إطلاق النار في المنطقة، مع استمرار القتال.

"هذا الأمر غير إنساني."

 

المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قلقة إزاء الصعوبات المتعلقة بحرية تنقل المدنيين، لا سيما خلال عبورهم خط التماس.

وقال المتحدث باسم المفوضية أندريه ماهيسيتش خلال مؤتمر صحفي فى جنيف يوم الجمعة 11 أغسطس: "غالباً ما يكون هناك طوابير طويلة مما يسبب التأخير عند نقاط التفتيش. أما أولئك الذين ينتظرون العبور ففرصهم محدودة في الحصول على الخدمات الأساسية مثل مياه الشرب والمراحيض، والمآوي التي تقيهم من عوامل الطقس، والرعاية الطبية".

وبدعم من مكتب المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية (إيكو) وغيره من الجهات المانحة الدولية، تقدم المفوضية الدعم التقني والمعدات لتحسين الظروف عند نقاط العبور. وقد تم تزويد دائرة حرس الحدود في أوكرانيا بأجهزة الكمبيوتر والأثاث من أجل الإسراع في تجهيز الوثائق، وهناك خطط لتركيب خيام مدفأة وأغطية مظللة جديدة للمشاة الذين يتنقلون عبر المعبر.

ومنذ عام 2015 وتوقيع اتفاق مينسك، لم يعد يتم الحديث عن الصراع في شرق أوكرانيا في العناوين الرئيسية للصحف والنشرات الإخبارية، مع انخفاض في إطلاق النار الذي كثيراً ما يعتبر دليلاً على استقرار الوضع. ولكن، لا تزال التفجيرات مستمرة، إلى جانب تضرر البنية التحتية وانعدام الأمن الذي يعرض الناس لأخطار مهددة للحياة. ومع تفرق العديد من الأسر بسبب خط التماس، يبقى الأمل ضئيلاً.

قالت فالنتينا: "نحن لا نستحق ذلك بعد كل السنوات التي ساهمنا فيها في العمل في هذا البلد".
 
* تم تغيير الأسماء لأسباب تتعلق بالحماية.