إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

بريطاني يحول غرفة اعتاد على تأجيرها لاستضافة لاجئ من سوريا

قصص

بريطاني يحول غرفة اعتاد على تأجيرها لاستضافة لاجئ من سوريا

16 يناير 2018
5a5deccf4.jpg
قدّم هاميش وتمسين، وهما ثنائي مقيم في مانشستر، الغرفة الإضافية في منزلهما للاجئ السوري حسن، 27 عاماً، وهو طالب هندسة زراعية سابق في جامعة دمشق.

مانشستر- كان هاميش دنلوب وشريكته تمسين شودري يؤجران الغرفة الإضافية في منزلهما للمبيت والفطور. ولكن، في عطلة نهاية أحد الأسابيع، زارا أحد أصدقاء العائلة وكان يستضيف لاجئاً. وفي غضون بضع ساعات، قرر الثنائي التسجيل للقيام بالشيء نفسه، مع منظمة تدعى "لاجئون في بيوتهم".

يسكن في الغرفة الآن حسن، اللاجئ السوري البالغ من العمر 27 عاماً، وهو طالب هندسة زراعية سابق في جامعة دمشق، فر من الصراع في بلاده ووصل إلى بريطانيا بعد رحلة طويلة وشاقة. وقالت تمسين البالغة من العمر 25 عاماً، وهي طالبة في مجال العمل الاجتماعي: "لطالما شعرت بالذنب لأننا نكسب المال حين كنت أفكر في أنه يمكننا استعمال الغرفة لشيء أفضل".

وعلى الرغم من أنهما كانا معتادين على استقبال ضيوف وأشخاص غرباء في منزلهما، إلا أن هاميش قال بأنه شعر بالقلق بشكل خاص من إمكانية استضافة شخص ربما عانى من صدمة ويحتاج للمساعدة أو الدعم النفسي، اللذين لن يتمكن من توفيرهما.

وقال هاميش البالغ من العمر 26 عاماً وهو مهندس متخصص في بناء الجسور: "بعد كل ما يمر به اللاجئون للوصول إلى المملكة المتحدة، ظننّا أن التجربة جعلت حسن شخصاً قاسياً. وأظن أن هذا هو أكثر ما فاجأنا حقاً. فرغم كل شيء، حسن لطيف جداً ومهذب جداً وهادئ".

قال حسن بأن رحلته إلى المملكة المتحدة كانت طويلة وصعبة. بعد الفرار من سوريا، عبر إلى اليونان على متن زورق. وبعد أن سافر عبر أوروبا سيراً على الأقدام، وصل إلى مخيم كاليه للاجئين السيء السمعة، على الساحل الفرنسي، والمعروف بالـ"غابة"، ومن هناك تمكن في نهاية المطاف من الوصول إلى المملكة المتحدة.

"حسن لطيف جداً ومهذب جداً وهادئ"

حصل على صفة اللجوء وعلى مسكن في مدينة هال، شمال شرق إنكلترا. ولكنه واجه صعوبة في اللهجة المحلية القوية مما صعب عليه تعلم اللغة الإنكليزية، وانتقل إلى مانشستر في مارس من عام 2017 بعد تعرفه على هاميش وتمسين عن طريق منظمة "لاجئين في بيوتهم".

وقال حسن: "في البداية، شعرت بالذعر من العيش مع غرباء لأن ثقافتهم مختلفة ولغتهم أيضاً. ماذا إن لم أستطع التواصل معهم؟ حاولت أن أحافظ على الإيجابية وعرفت أنها فرصتي الوحيدة لتعلم الإنكليزية والتكيف. بالإضافة إلى ذلك، فنحن من نفس العمر تقريباً وهما لطيفان جداً".

يشاهد هاميش وحسن الآن مباريات كرة القدم معاً ويمضيان الوقت في اكتشاف الحي ولكل منهما أعماله المخصصة التي يقوم بها في المنزل.

وعبرت تمسين عن انزعاجها من التقارير الأخبارية عن اللاجئين وقالت: "قلبي ينفطر لذلك، فأسوأ ما قد تراه في العالم هو أشخاص يعانون بهذا الشكل ويمرون بهذه الصدمة. وبعد ذلك، عندما يصلون أخيراً إلى هنا، غالباً ما يعانون بسبب الأنظمة. إنه أمر فظيع. كل ما نريده هو أن نوفر مكاناً جميلاً وآمناً لحسن".

هذه القصة هي جزء من سلسلة "ما من غريب في هذا المكان"، التي أنتجتها والتقطت الصور الخاصة بها أوبري ويد بالشراكة مع المفوضية، وهي تقدم لمحة عن اللاجئين ومستضيفيهم في أوروبا.

بعد أكثر من عام على غرق آلان الكردي، الطفل السوري البالغ من العمر ثلاثة أعوام، تضامن آلاف الأشخاص معاً لرأب الانقسامات الثقافية والحواجز اللغوية، على أساس التعاطف والأمل والإنسانية حتى وإن استمرت بعض الحكومات الأوروبية بوضع العقبات. سخاؤهم مثال للعالم، يُحتذى به.