إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

شركة إنتاج ألمانية تمنح لاجئين فرصة المشاركة في الأوبيرا

قصص

شركة إنتاج ألمانية تمنح لاجئين فرصة المشاركة في الأوبيرا

وجد طالب تمثيل سوري نفسه يؤدي على المسرح في أوبيرا "دون كارلوس" لمؤلف الأوبيرا فيردي.
19 أكتوبر 2018 متوفر أيضاً باللغات:
5bbcde3a1.jpg
فريق العمل المؤلف من لاجئين سوريين ومغنين محترفين يتدرب على أوبيرا "دون كارلوس" لفيردي التي تنفذها شركة الإنتاج "زوكونفت كولتور".

يرقص قتيبة الرحمون على المسرح مرتدياً سروالاً وقميصاً مزيناً بالرسوم. لم يؤدّ طالب الدراما السوري أي دور قبل أن يأتي إلى أوروبا. وبعد أربعة أعوام، أصبح أكثر اسنجاماً في عالم الأوبيرا الألمانية الحديث.

يقول قتيبة البالغ من العمر 20 عاماً، وهو واحد من ستة سوريين سيشاركون في أوبيرا "دون كارلوس" لمؤلف الأوبيرا الإيطالي جوزيبي فيردي التي تنتجها "زوكونفت كولتور" والتي تقدم للواصلين الجدد أدواراً ثانوية في التمثيل والرقص.

حضر قتيبة أول عرض أوبيرا مباشراً بعد وقت قصير من مغادرته لمدينته حماة الواقعة في غرب سوريا ووصوله إلى ألمانيا في عام 2014. وكانت تنتظر في مسكنه الجديد المتزو سوبرانو كورنيليا لانز التي قررت التطوع للترحيب بالقادمين الجدد إلى ألمانيا من خلال الموسيقى.

وتقول كورنيليا التي شجعت أكثر من 400 قادم جديد على المشاركة في ست مسرحيات أوبيرا منذ أن أسست شركة "زوكونفت كولتور": "تتمتع الموسيقى بهذه القدرة. إنها الأساس الذي يجمعنا".

في البداية، كان التواصل صعباً بين كورنيليا وقتيبة. لم يكن لديهما لغة مشتركة ولكنهما سرعان ما اكتشفا حبهما المشترك للموسيقى. وعندما بدأت كورنيليا بالغناء، ذُهل قتيبة بقوة صوتها وشعر بأن شيئاً ما تغير في داخله.

"لم أكن قد رأيت مغنيي الأوبيرا إلا على شاشة التلفزيون"

ويقول: "لم أكن قد رأيت مغنّيي الأوبيرا إلا على شاشة التلفزيون. ولكن عندما غنت كوني مباشرةً للمرة الأولى ذُهلت بصوتها. كان حقيقياً وصادقاً جداً وجعلني أرغب في معرفة المزيد عن المسرح".

طلبت كورنيليا من قتيبة وعائلته المشاركة في الإنتاج الأول لـ "زوكونفت كولتور" بعنوان "كوزي فان توتي" لموزارت والغناء في الكورس إلى جانب العديد من العائلات السورية الأخرى. جالت المسرحية في ألمانيا وتحدثت عنها وسائل الإعلام الألمانية على نطاق واسع حتى أن الممثلين فيها ظهروا على شاشة التلفزيون الوطني. أحب قتيبة كل ثانية وبدا واضحاً بأنه وجد ما يحبه.

يقول قتيبة الذي حظي بتشجيع كورنيليا على منحة للدراسة في معهد عريق لفنون الأداء في أولم، جنوب غرب ألمانيا: "عندما أتيت إلى ألمانيا بدأت حياة جديدة. عرفت أنه يتعين علي التمثيل ودخول كلية التمثيل. قال لي الناس بأنه يمكنني القيام بذلك لأنني أجيده. أُتيحت لي الفرصة فجأة بالحلم بأن أصبح ممثلاً وأكرس نفسي لذلك".

عاد قتيبة مع "زوكونفت كولتور" ليعمل في التمثيل إلى جانب عدد من مغني الأوبيرا المحترفين والأوركسترا الشبابية الإقليمية لشمال الراين وستفاليا. وفي النسخة الحديثة لأوبيرا "دون كارلوس" التي أعدها المخرج بيرند شميت، يشارك  قتيبة كواحد من 12 مغنياً وفرداً من الكورس يلعبون دور المحقق الكبير. وطوال مدة المسرحية التي تمتد لثلاث ساعات، بالكاد يغادر قتيبة خشبة المسرح.

وتقول كورنيليا متحدثةً في نهاية أربعة أسابيع من التدريبات المكثفة في بلدة نوتولن في غرب ألمانيا خلال فصل الصيف: "لقد تأثرت جداً بعد أن رأيت مدى جدية واحترام قتيبة في التمثيل".

"أعطينا الألمان فكرة عن الموسيقى السورية أيضاً"

لا يغني قتيبة والأفراد السوريون الآخرون في الأوبيرا، بل يرقصون وهي مهارة تعلموها بعد بضعة أسابيع من التدريب. بالنسبة للراقص السوري عمر قضيمي الذي يشارك في مسرحية أوبيرا للمرة الأولى، شكلت الدورة الدراسية الداخلية فرصة له للاختلاط مع أشخاص آخرين، ومن بينهم موسيقيون شباب ومغنون محترفون.

ويبتسم عمر البالغ من العمر 17 عاماً والذي انضم إلى فريق العمل مع والده ابراهيم بعد أن التقى بكورنيليا في عرض موسيقى عربية قائلاً: "نشعر جميعنا بأننا أفراد عائلة واحدة. لم أفكر أبداً في حياتي بأنني سأجلس مع مغنّي أوبيرا عند الفطور وأستمع إلى تمارينهم الصوتية".

ويوافق على ذلك ابرهيم وهو والد عمر، ويقول: "لقد كان العمل لابتكار شيء ما معاً تجربة رائعة".

يشارك ابراهيم أيضاً في "دون كارلوس" ويقف على خشبة المسرح للمرة الأولى وهو في الـ 51 من العمر. ويقول بأن أفضل شيء في هذه التجربة هو أننا تبادلنا الكثير من الأمور الثقافية وأعطينا الألمان فكرة عن الموسيقى السورية أيضاً".

بالنسبة لكورنيليا وفريق "زوكونفت كولتور"، فالموسيقى هي اللغة المشتركة التي تجمع الناس. وإلى جانب الأداء المتميز، يساعد ذلك فريق العمل على بناء علاقات دائمة أياً كان المكان الذي يأتون منه.

وتقول كورنيليا التي تخطط للاستمرار في إشراك واصلين جدد في إنتاجات الأوبيرا المستقبلية: "الأوبيرا تجمعنا والغناء يساعدنا على إظهار مشاعرنا. إنها الطريقة التي نتواصل من خلالها وهي تتخطى اللغة والثقافة".