إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

نجومية الأزياء تبتسم للاجئة صومالية في هنغاريا

قصص

نجومية الأزياء تبتسم للاجئة صومالية في هنغاريا

فيلم وثائقي جديد يروي تطور كافيا مهدي المولودة في الصومال من طفلة لاجئة إلى عارضة أزياء معروفة.
8 نوفمبر 2018 متوفر أيضاً باللغات:
5be04aa03.jpg
كافيا مهدي مع منتجتي فيلم "دروس سهلة"، المخرجة دوروتيا زوربو (يسار) والمنتجة جوليانا أوغرين (يمين).

تقف عارضة الأزياء الصومالية المولد كافيا مهدي تحت تمثال في بودابست خلال جلسة تصوير وهي ترتدي فستاناً بنقشة جلد النمر. وقد وجدت كافيا على ما يبدو حياة جديدة باهرة لها في هنغاريا وهي ما تزال في الـ19 من عمرها. 

ولكن رحلتها إلى هنا كانت كانت محفوفة بالصعاب وبدأت مسيرة نجاحها بخطوات صغيرة ومؤلمة في مأوى للأطفال. وقد صدر مؤخراً فيلم وثائقي يظهر تحوّل كافيا من طفلة لاجئة إلى نجمة في عالم الأزياء.

يظهر فيلم "دروس سهلة" للمخرجة الهنغارية دوروتيا زوربو، كافيا وهي في المدرسة وكيف بدأت مسيرتها في مجال عروض الأزياء. في ظاهر الأمور، يبدو كل شيء جيداً بالنسبة لكافيا ولكن قلبها حزين للابتعاد عن والدتها وحياتها في الصومال.

وقالت كافيا قبل إطلاق الفيلم الوثائقي في صالات السينما في هنغاريا العام الماضي: "كان العمل على إنجاز الفيلم يطرح بعض التحديات، فقد كان يتوجب علي الحديث عن قصتي بالكامل ومشاعري وأفكاري التي لطالما وجدت صعوبة في التعبير عنها. ولكن بعد فترة، تعرّفت على الفريق وهذا ما جعلني أشعر بالراحة للتحدث عن كثير من الأمور".

نشأت كافيا في قوريولي في جنوب الصومال مع والدتها وزوج والدتها وستة إخوة. لم يكن هناك حرب على الإطلاق، وكان والدها الحقيقي يريد أن يزوجها عندما كانت في الـ14 من عمرها ولكنها حلمها بالتحرر والعليم وقف في وجه تلك المحاولة. 

تقول كافيا: "في الصومال، الرجال يعطوننا الأوامر ولا يمكننا أن نقول ما يخطر في بالنا".  ويبدو أن أصعب ما واجهته هو اضطرارها لترك والدتها: "لطالما كنت مدللة لدى أمي".

لتجنب الزواج قسراً وسعياً للتعلم، غادرت كافيا الصومال عندما كانت في الـ15 من عمرها. وبعد رحلة صعبة استغرقت حوالي عاماً، تم إيقاف كافيا عندما كانت تعبر من صربيا إلى هنغاريا.

"كل ما كنت أريده هو أن أكون في مكان آمن"

وتقول: "لم أكن أعرف أين كنا. لم يكن لدي أي فكرة عن اللغة التي كانوا (حرس الحدود) يتحدثون بها. ولكنني لم أكن مهتمة لذلك. كل ما كنت أريده هو أن أكون في مكان آمن".

فصلت السلطات الهنغارية اللاجئين فأرسلت المسنين إلى مراكز الاستقبال والقاصرين إلى مراكز الرعاية. ذهبت كافيا إلى ما كان يعرف في عهد الشيوعيين بملجأ كبير للأيتام في قرية فوت بالقرب من بودابست: "شعرت بسوء الحال. لم يكن هناك سوى فتاة واحدة وكانت أيضاً من الصومال وكان تعين علينا في البداية مشاركة السكن مع الفتيان، ولكن العاملين الاجتماعيين كانوا لطفاء وقرروا بذل جهدهم. وبدأت بتعلم اللغة الهنغارية. عندما تتحدث اللغة المحلية فإنه بإمكانك فهم هؤلاء الأشخاص. إنهم صريحون ولطفاء“.

5bd9cf0d3.jpg
كافيا مهدي تعرض فستاناً بنقشة جلد النمر لمتجر أزياء على الإنترنت في هنغاريا.

انتقلت كافيا من مأوى الأيتام إلى مسكن لإيواء المراهقين والذين يعانون من بعض المشاكل في بودابست، وكانت الوحيدة غير الهنغارية هناك:"كانت الفتيات الأخريات تصرخ وتتشاجر مع بعضهن البعض ويؤذين أنفسهن. لم أكن فتاة سيئة لكن ما الذي كنت أفعله هناك؟ لكنهم قبلوني وتطورت في الدراسة وتخرجت في جميع المواد من المدرسة الثانوية".

حصلت كافيا على صفة الحماية وتأمل الحصول على الجنسية الهنغارية.

وقد يكون مظهرها الملفت هو سبب تعرض كافيا للإيقاف مرات عديدة في شوارع بودابست وعرض وظائف في عروض الأزياء عليها ولكنها كانت تتوخى الحذر. وافقت على العمل لدى وكالة اسمها "أدفانتج موديلز" لأن أصدقاءها أوصوا بها. وحصلت على عمولات لعروض الأزياء لمصممين ومجلات ومصففي شعر.

"لا أعتبر نفسي نجمة حقاً"

يعود الفستان الذي يحمل نقشة جلد النمر الذي تعرضه كافيا لمتجر أزياء على الإنترنت. ومن بين السياح الذين يلتقطون صوراً بالقرب من التمثال، تبدو كافيا كالمحترفات وهي تقف بجانب جدار حجري أبيض وتحت السماء الزرقاء، وتقول: "لطالما كنت مهتمة بالأمور الجميلة. في الصومال، كنت أحب الأقمشة الملونة. كنا نضع وشاحات صغيرة ورقيقة وشفافة وأنيقة ولم يتوجب ارتداء البرقع الثقيل".

وإلى جانب عروض الأزياء، تكسب كافيا لقمة عيشها من خلال التحقق من البطاقات في صالات السينما والعمل كموظفة استقبال في إحدى المجلات. ونظراً لإدراكها بأن عروض الأزياء لن تحقق لها مستقبلاً كبيراً، فقد بدأت تدرس اللغات.

أمضت كافيا عامين في إعداد الفيلم مع المخرجة زوربو التي قالت بأنها "مهتمة بمواضيع متعددة الثقافات ومسائل تتعلق بالهوية". 

ويظهر الفيلم كافيا وهي تدرس وتمارس الرياضة وتتعلم السباحة وترتدي ملابس غربية، حتى وهي ترقص. ويتخلل القصة حوارات ذاتية باللغة الصومالية حول حنينها للوطن.

في المشهد الأخير، تضع كافيا وشاحاً على رأسها لإجراء اتصال فيديو مع أمها في الصومال. ولكن كيف يمكنها أن تشرح نمط حياتها الجديد؟ 

تقول لأمها خلال الفيلم: "أنا خائفة جداً. لو كنت تعلمين ما أقوم به الآن ماذا كنت ستقولين؟ هل ستكرهينني؟

في العرض الأول، كانت كافيا تبدو أنيقة وهي ترتدي تنورة من الجلد وتضع أقراطاً طويلة وكانت تتلقى التهاني ولكنها كانت تدرك أيضاً مدى تكلفة نجاحها في أوروبا على الصعيد العاطفي. 

تظهر كافيا الكثير من التواضع بشأن ما حققته حتى الآن، وتقول: "لفت هذا الفيلم الانتباه إلي أكثر ولكنني لا أعتبر نفسي نجمة حقاً. آمل أن يساعد ذلك لاجئين آخرين من خلال إظهار ما يمكنهم القيام به".