إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

"نحن نتعامل مع أشخاص لا يعرفون الاستسلام، فكيف لنا أن نستسلم؟"

قصص

"نحن نتعامل مع أشخاص لا يعرفون الاستسلام، فكيف لنا أن نستسلم؟"

لدى المفوضية حوالي 11,000 موظف، يعمل معظمهم في الميدان. تعرفوا على أيمن غرايبة، ممثل المفوضية في اليمن.
13 مارس 2018 متوفر أيضاً باللغات:
5aa64b093.jpg
أيمن غرايبة على الحدود التونسية - الليبية أثناء تدفق للاجئين من ليبيا في فبراير 2011.

الإسم: أيمن غرايبة، 53 عاماً، من الأردن

المنصب: ممثل المفوضية في اليمن (صنعاء).

مدة الخدمة في المفوضية: 25 عاماً من العمل في كل من العراق وسوريا واليمن وأفغانستان وسريلانكا والبوسنة وفي المقر الرئيسي في جنيف.

ما الذي دفعك للعمل في المجال الإنساني؟

كنت أعمل في مصرف في عمان في الأردن في عام 1990 عندما تلقيت في أحد الأيام اتصالاً من صديق لي يعمل في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وعرض علي وظيفة. في ذلك الوقت، كان صدام حسين رئيساً للعراق وقد اجتاح الكويت، وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مكلفة بإخلاء الكويت من رعايا البلدان الثالثة، لا سيما الهنود والبنغلاديشيون منهم.

كنت في الـ25 من العمر وكنت أشغل وظيفة لم تكن متلائمة مع شخصيتي. ومع اندفاعي كشاب، بدا لي العمل بموجب عقد لمدة شهر في وسط الصحراء أكثر متعة من العمل في مصرف. لم أكن أدرك حقاً ما كنت قادماً عليه، ولكنني كنت دائماً أرغب في فهم العالم في سياق مختلف تماماً عما نتعلمه في كتب التاريخ، ليتحول ذلك إلى تجرية مدهشة.

جعلتني هذه الوظيفة أعيش لحظات محورية وأجول حول العالم. وبالتالي، تمكنت من الدمج بين اهتمامي في فهم العالم وخدمة الإنسانية.

ما هي أبرز الأمور المجزية وأكثرها تحدياً في عملك؟

لقد تطورت الأزمة اليمنية في الأعوام الثلاثة الماضية وما زالت الأمور تتفاقم. وقد تحول دور المفوضية من مجرد مكتب صغير للعمليات معني بالتعامل مع لاجئين من الصومال، إلى استجابة لأزمة كبرى من النزوح الداخلي طال تأثيرها مليوني شخص.

في يوم واحد فقط، يمكن أن تتعرض صنعاء إلى 62 ضربة جوية، ويمكننا أن نشهد 5,000 حالة إصابة بالكوليرا في اليوم الواحد، لتجد نفسك أمام تحد وتبدأ بالتساؤل: ما الذي نفعله هنا؟ إلا أن ذلك يتغير كلياً عندما تكون أقرب من الأشخاص وتجد أنك تحدث فارقاً في حياتهم.

غالباً ما نقول بأن العمل الإنساني ومهمة العاملين في المجال الإنساني هو إنقاذ الحياة. ولكنني أظن أننا بذلك نبخس حق الأشخاص الذين نهتم بهم. فقد صمد اللاجئون ونجوا لأنهم يعرفون كيف ينجوا بأنفسهم. وقد نجوا بفضل عزيمتهم، وهكذا تعيش اليمن اليوم.

ما هو أفضل يوم قضيته في العمل؟

من الصعب جداً اختيار يوم محدد من فترة ممتدة على مدى 25 عاماً، ولكن الأيام المفضلة بالنسبة لي هي عندما أجتمع وجهاً لوجه مع الأشخاص الذين تعنى بهم المفوضية. فهذا يعطيك حافزاً، نظراً لأنك تتعامل مع أشخاص أقوياء وذي عزيمة ولا يستسلمون، فكيف بك أن تستسلم أنت؟

"يريد الآباء النظر في عيون أولادهم ورؤية بعض الأمل في المستقبل"

العزيمة ليس لها مكان محدد، وهي موجودة في كل بلد. فعزيمة البوسنيين خلال الحرب ليست أقل شأناً من عزيمة التاميل في شمال سريلانكا.

يريد الآباء النظر في عيون أولادهم ورؤية بعض الأمل في المستقبل. هذا هو الجانب المعقد من عملي وهذا ما يميز ولاية المفوضية لأنها قائمة على العمل مع الناس.

ما هو أسوأ يوم لك في العمل؟

الأمر الذي لا أحبه في عملي هو عندما يتعين علينا المغادرة إما بسبب انتهاء فترة المهمة والانتقال إلى مكان آخر، وإما بسبب الإجلاء نتيجة لأوضاع قتال شديد. ومن أصعب الأوقات التي مررت بها كانت عندما اضطررت لمغادرة عدن في عام 1994، وهيرات في أفغانستان عام 1996، وسوريا عام 2012

5aa795ab4.jpg
عندما احترق مركز دوما للاستقبال بالقرب من دمشق في عام 2012، كان أيمن غرايبة يستعد لمغادرة سوريا بعد أن أمضى فيها خمسة أعوام في مجال تنظيم تدفقات اللاجئين العراقيين.

كان الوضع في سوريا صعباً جداً. عملت هناك لمدة خمسة أعوام أنظم عملية المفوضية المعنية بالتعامل مع أزمة اللاجئين العراقيين، ولكن حينها بدأ الوضع يتأزم في البلاد واضطررنا للمغادرة. ونظراً لأنني من المنطقة وأتحدث اللغة العربية، فكنت مقرباً من الموظفين المحليين بشكل خاص وكان لمغادرتي وقع صعب جداً علي وعلى الزملاء.

"تغادر وينتابك شعور بالذنب والخوف والخيانة"

سألوني "هل ستغادر الآن بعدما أصبحنا بحاجة للمساعدة؟ ماذا سيحصل لنا عندما تغادر؟"

أصعب موقف هو أن تترك الأشخاص الذين تشعر بالقلق على سلامتهم. إن المغادرة أمر لا مفر منه في عملنا ولكننا نغادر وينتابنا شعور بالذنب والخوف والخيانة.

الأشخاص الذين نغادرهم يريدون معرفة ما إذا كان هناك أي أمل، وعندما يكون عدد كبير من القضايا التي نستجيب لها خارج نطاق سيطرتنا، لا يكون الأمل هو ما يمكن أن نمنحه للناس.
 

تعمل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في 130 بلداً حيث تساعد الرجال والنساء والأطفال الذين أجبروا على الفرار من ديارهم بسبب الحروب والاضطهاد. يقع مقرنا الرئيسي في جنيف، ولكنّ معظم موظفينا يعملون في الميدان لمساعدة اللاجئين. هذه اللمحة هي جزء من سلسلة تسلط الضوء على موظفينا وعملهم.