إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

التحقق البيومتري يساعد اللاجئين على التطلع إلى المستقبل في أوغندا

قصص

التحقق البيومتري يساعد اللاجئين على التطلع إلى المستقبل في أوغندا

تعتبر إحدى النساء من رائدات الأعمال أن مبادرة الحكومة الأوغندية ستساعد المشاريع النسائية التي تخطط لإطلاقها.
28 مارس 2018 متوفر أيضاً باللغات:
5a9fefb81.jpg
جينيفير موتامبا، 32 عاماً، مصممة على مساعدة زميلاتها اللاجئات.

داخل خيمة شديدة الحرارة في مخيم أوروتشينغا للاجئين في أوغندا، تضحك غلوريا موتامبا البالغة من العمر سبعة أعوام بينما تحمل والدتها زوجاً من النظارات الواقية لتضعهما على عينيها. 

يمسح الحاسوب قزحيتيها في ثانية واحدة، ولا تستطيع غلوريا مقاومة رغبتها في إلقاء نظرة عليه.

جينيفير، والدة غلوريا، التي تبلغ من العمر 32 عاماً، هي من بين الأوائل الذين سيخضعون لمسح القزحية كجزء من مشروع تنفذه الحكومة الأوغنية على مستوى البلاد لأخذ بصمات ومسح قزحيات أكثر من مليون لاجئ. 

بالنسبة للأطفال، فإن عملية التحقق البيومتري ليست سوى أمراً جديداً يثير فضولهم. أما النسبة لجينيفير، فإنها مفتاح للمستقبل. 

تقول جينيفر، وهي تجلس في أحد مكاتب المعالجة: "تتمثل المشكلة التي يواجهها اللاجئون بأن ليس لديهم مكان بمثابة وطن لهم. لهذا السبب نؤيد التحقق ويجب أن تجعله المفوضية نظاماً عالمياً، بحيث يعرف اللاجئون الذين يأتون إلى أوغندا بأنها ديارهم ويمكنهم الاستقرار فيها". 

"لهذا السبب نؤيد عملية التحقق"

يسجل الكمبيوتر بيانات مثل بصمات أصابع جينيفر ووضع اللجوء الخاص بها، لكنه لا يأخذ في الحسبان القوة التي أظهرتها خلال أعوام الحرب في جمهورية الكونغو الديمقراطية ولا ما يدفعها لمساعدة آلاف النساء كل يوم.

احتُجزت جينيفر وتعرضت للاغتصاب مراراً في إحدى الغابات لمدة أسبوعين قبل أن تنجو وتفر من جمهورية الكونغو الديمقراطية في عام 2011 وتعبر إلى أوغندا. هنا، حالها حال جميع اللاجئين، حصلت على قطعة أرض بنت عليها كوخاً صغيراً، وزرعت محاصيل مثل البصل والبطاطا والسبانخ. 

تذكر جينيفر قائلةً: "لقد دعوت الله وقلت بأنه إذا ساعدني، فسأجعل حياتي رسالةً لمساعدة الآخرين". وأخيراً، بعد أن وصلت إلى بر الأمان في أوغندا وأصبح لها مكان بمثابة وطن، فقد صممت على الوفاء بعهدها.  

استغرق الأمر الأمّ العزباء أقلّ من عام، لإنشاء مجموعة ادخار مجتمعية تغير حياة النساء اللاجئات، بدعم من المفوضية ومنظمة "هجرة" المحلية غير الحكومية.

تقول: "تجلب كل امرأة المبلغ الذي تستطيع تقديمه وتضعه في الصندوق المشترك. نستخدم المال لمساعدة النساء المحتاجات، ونمنحهن قروضاً إذا احتجن إليها. ما نقوم به هو تمويل مشاريعهن التجارية، ثم يعدن المال لنا من الربح الذي يحققنه". 

وفي كل يوم جمعة، تلتقي جينيفر بمجموعة تعرف باسم "الملائكة" لجمع الأموال ومناقشة الفرص التجارية. لصندوق الادخار ثلاثة أقفال وتملك ثلاث نساء، يعشن على مسافةٍ بعضهن عن بعض، مفتاحاً لكل قفل. 

عندما وصلت جينيفر إلى المخيم، كانت كثيرات في المجموعة قد أُجبرن على ممارسة الجنس أو اغتُصبن أثناء بحثهن عن الحطب عبر الحدود في تنزانيا. واليوم، بفضل أعمالهن التجارية، أصبح لديهن مصدر دخل. 

وتقول جينيفر، التي تدير مؤسسة لبيع وشراء قوالب الفحم: "لا يحتاج اللاجئون إلى الغذاء فحسب، بل يحتاجون إلى التمكين تماماً كالنساء اللواتي يدرن الآن أعمالهن التجارية الخاصة بهن. يمكن تدريبهن وتنمية مهارات جديدة لديهن، حتى يتمكن من إعادة بناء حياتهن". 

"نستخدم المال لمساعدة النساء المحتاجات"

تخطط المجموعة لاستخدام بعض المال من الصندوق المشترك لفتح صالون لتزيين الشعر وتوظيف شابات محليات. 

وتوضح جينيفر قائلةً: "لقد اشترينا كراسٍ بلاستيكية ولوح للطاقة الشمسية للصالون. وسوف نستخدم شخصاً ما لتدريب الشابات ونعطيه أجراً. لقد أنهت الكثيرات منهن دراستهن، ولا أريد أن يحدث لهن نفس الشيء الذي حدث لنا في تنزانيا".

بالإضافة إلى الدخل الذي تجمعه من عملها في مجال الفحم، تحصل جينيفر أيضاً على 15,000 شلن أوغندي (حوالي أربعة دولارات أمريكية) يومياً من خلال المساعدة في إدارة الحشود أثناء عملية التحقق. هذا المال لا يساعدها هي فقط، فمن خلال تخصيص نسبة مئوية من المبلغ، تساعد النساء والأطفال الآخرين في مجتمع اللاجئين.

"باتت النساء رائدات أعمال اليوم ولم يعدن يبعن أجسادهن. كن يفعلن ذلك فقط  بسبب الفقر. نساعد النساء في الحصول على وظائف كي يملأن أوقات فراغهن، فمن دون عمل، يفقد الناس كرامتهم". 

وبدعم من المفوضية وبرنامج الأغذية العالمي، تجمع الحكومة الأوغندية بيانات بيومترية من أكثر من مليون لاجئ. ويكمن الهدف وارء ذلك في ضمان تسجيل جميع اللاجئين بشكل صحيح وحصولهم على الحماية والمساعدة التي يحتاجونها. وقد استُخدم برنامج التسجيل البيومتري الخاص بالمفوضية لتسجيل 4.4 مليون شخص في 48 دولة حول العالم.

"باتت النساء رائدات أعمال اليوم" 

ويقول دوغلاس أسيموي، رئيس قسم حماية اللاجئين في مكتب رئيس الوزراء: " تعامل أوغندا اللاجئين معاملة إنسانية لأنهم بشر. إنهم إخوتنا وأخواتنا وجيراننا. نهجنا يقوم على معاملة اللاجئين بكرامة، لذا يجب علينا أن نمنحهم الحقوق". 

أما بورنويل كانتانده، ممثل المفوضية، فقد قال للاجئين: "ستكون عملية التحقق من الهوية هذه مفيدة لكم ولأسركم. نريد تقديم خدمات أفضل لجميع اللاجئين والمجتمعات المستضيفة، والهدف من ذلك هو التحقق".

بعد انتهاء التحقق من هوية جينيفر وابنتها وابنَي أخيها الراحل، تعود إلى العمل، فترتدي سترة تحمل شعار المفوضية وتدعو اللاجئين لدخول الخيمة، ففي النهاية، عليها الوفاء بوعدها. 

وتقول: " أتذكر والديَّ وعائلتي. لا يمكنني نسيانهم، ولكن علي تقبل الأمر والمضي قدماً. بعد كل ما حدث، أنظر إلى حياتي الآن وإلى منزلي وإلى عملي وإلى أي حد وصلت. لكن هناك الكثير من النساء اللواتي يعانين من نفس الشيء الذي عانيت منه وأنا أريد أن أساعدهن حقاً".