إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

مهندس سوري يحول هواية الطهي إلى مطعم في فرنسا

قصص

مهندس سوري يحول هواية الطهي إلى مطعم في فرنسا

حوَّل هذا الرجل السوري هواية الطهي إلى وسيلة لكسب العيش من خلال تأسيس مطعم في مدينة أورليان الفرنسية.
29 مايو 2018 متوفر أيضاً باللغات:
5b0d301c8a.jpg
نبيل وعائلته اضطروا لمغادة سوريا وهم سعداء الآن بامتلاك مطعم في فرنسا.

تشير اللافتة على نافذة المبنى الذي يكسو الخشب نصفه في وسط أورليان إلى أنه "مباع". ينظر نبيل العطار إليها وتعلو وجهه ابتسامة عريضة؛ فهو سعيد الآن بامتلاكه مطعماً في قلب هذه المدينة الفرنسية.

يقول نبيل: "سأطلق عليه اسم نارنج؛ وذلك لأن كل حديقة في دمشق تضم شجرة نارنج، ونحن نستخدم هذه الفاكهة وزهرها في العديد من الأطباق".

وصل نبيل، البالغ من العمر 42 عاماً، إلى أورليان قبل عامين بعد أن اضطر للمغادرة مع عائلته بسبب الحرب في سوريا.

لطالما كان الطهي شغفه، فقد كان يصنع الجبن في قبو منزله في دمشق، ولكنه لم يملك الشجاعة يوماً لتأسيس مطعم. أما في فرنسا، والتي تعتبر مركز فن الطهي في العالم، فسرعان ما أصبح الطعام طريقته في التواصل مع الناس، حتى قبل تمكنه من نطق كلمة باللغة الفرنسية.

ويتذكر قائلاً: "لم أكن أجيد التحدث بالفرنسية، فدعوت جيراني وطبيبي وأشخاصاً آخرين وطهيت لهم".

"قررت أن أقوم بما أحب: الطهي"

5b0d30793.jpg
اضطر نبيل وعائلته للفرار من منزلهم في دمشق، سوريا.

كان نبيل وزوجته سوزانا وطفلاهما اللذان يبلغان الآن من العمر 14 عاماً و9 أعوام، يعيشان حياةً سعيدةً في دمشق حيث كان يعمل كمهندس برمجيات، فيما كانت سوزانا، البالغة من العمر 43 عاماً، تعمل في جامعة الدول العربية.

لم يفكروا يوماً بأن يضطروا لمغادرة وطنهم. ولكن، في يوم من الأيام، ومع اشتداد الحرب، أُجبروا على الفرار في غضون ساعات.

ويتذكر نبيل قائلاً: "كان لدينا جميعاً تأشيرات دخول إلى فرنسا، لأننا كنا نذهب إلى فرنسا لقضاء العُطل. ولكن عند وصولنا إلى لبنان، أدركنا أن تأشيرتي كانت منتهية الصلاحية."

سافرت سوزانا والأطفال إلى فرنسا ووعدهم نبيل بالانضمام إليهم في أقرب وقت ممكن: "لم أتمكن من تجديد تأشيرتي وكان الخيار الوحيد المتبقي أمامي هو العبور براً. لم أكن أتخيل مدى صعوبة ذلك".

في عام 2016، وبعد رحلة طويلة وخطيرة، تم لم شمل نبيل مع زوجته وأطفاله في فرنسا أخيراً، حيث مُنحوا صفة اللجوء ووجد نبيل عملاً في غسيل السيارات لدى شركة لتأجير سيارات.

"إنه مطعم أحلامي"

وقال نبيل: "لقد قمت بهذا العمل لإعالة أسرتي. لا بأس أن تبدأ من الصفر إذا لم يكن لديك خيار آخر، ولكن عليك دائماً أن تحاول القيام بما هو أفضل."

في العام الماضي، سمعنا عن مهرجان المأكولات الخاص باللاجئين لعام 2017 على وسائل التواصل الاجتماعي، واتصلنا بالمنظمين. والمهرجان عبارة عن مبادرة يقودها مواطنون، أطلقتها المنظمة غير الحكومية الفرنسية "فود سويت فود"، ويتم تنظيمها بالاشتراك مع المفوضية.

شارك نبيل في القسم الخاص بباريس من مهرجان عام 2017، حيث طهى في مطعمين، وقرر جعل الطهي مهنته، وقال: "نظراً لأنني فقدت كل شيء ويجب أن أبدأ من جديد، فقد قررت أن أقوم بما أحب، وهو الطهي. سأحول شغفي إلى مهنة لي."

بدأت أحلامه تتحقق منذ أن شارك في مزاد على مطعم مهجور في أورليان، ووافق على عرضه قاضٍ تعاطف معه، وهو يأمل الآن أن يتمكن من الحصول على قرض لترميم المبنى.

يتألف المطعم من طابقين ويتسع لما يصل إلى 55 شخصاً في الداخل، ولـ20 شخصاً آخر على الشرفة.

تدرس حالياً سوزانا للحصول على درجتي ماجستير، في الإدارة وإدارة الأعمال، وتخطط لمساعدة نبيل في المطعم.

وقال نبيل بفرح: "إنه مطعم أحلامي".