إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

'لا يمكنك دوماً إنقاذ الأرواح ولكن يمكنك بث الطمأنينة'

قصص

'لا يمكنك دوماً إنقاذ الأرواح ولكن يمكنك بث الطمأنينة'

لدى المفوضية أكثر من 11,500 موظف وغالبيتهم يعملون في الميدان. تعرفوا على الطبيب تيمور حسن الذي يعمل في مجال الصحة العامة في بنغلاديش.
24 أغسطس 2018 متوفر أيضاً باللغات:
5ab3ca7d4.jpg
تيمور حسن هو مسؤول الصحة العامة لدى المفوضية في بنغلاديش.

الاسم: تيمور حسن، 50 عاماً، من بنغلاديش.

المسمى الوظيفي: مسؤول في مجال الصحة العامة. 15 عاماً من العمل مع المفوضية في بنغلاديش ونيبال، وفي مهمة طارئة في العراق.

لمَ قررت العمل في مجال الإغاثة؟

بصفتي طبيباً، فإن هدفي الأول هو مساعدة الناس. ومن خلال عملي في مجال الصحة العامة، لاحظت أنني سأكون أكثر فعالية في المجال الإنساني. في عملي هذا، ألتقي بالكثير من الناس ممن لديهم احتياجات كثيرة، وعندما أستطيع القيام بشيء من أجلهم، فإن ذلك يشعرني برضا كبير. لا يمكنك إنقاذ حياة الأشخاص على الدوام ولكن بإمكانك توفير الراحة للمرضى في معاناتهم.

ما هي الأمور الأفضل والأكثر تحدياً في عملك؟ 

فر أكثر من 720,000 لاجئ من الروهينغا من ميانمار إلى جنوب شرق بنغلاديش منذ أواخر أغسطس 2017.

في بداية التدفق، كان آلاف الأشخاص يأتون كل يوم وقد أشعرنا ذلك بالخوف لأننا لم نتوقع وصول هذه الأعداد الكبيرة في فترة قصيرة. كان العديدون منهم قد ساروا لمسافات طويلة دون أن يحصلوا على الطعام لعدة أيام ولم يناموا لوقت كافٍ، لذا فإن أجهزة المناعة لديهم كانت ضعيفة جداً.

وجدنا أيضاً أن ربع الأطفال دون الخامسة من العمر كانوا يعانون من سوء التغذية ولم يحصل غالبيتهم على اللقاحات للأمراض الشائعة. لذا، ففي بداية التدفق، أُصيب أكثر من 600 شخص بالحصبة وفي الأسابيع اللاحقة حصل أكثر من 200,000 شخص على العلاج للإسهال الحاد لأن مرافق المياه والصرف الصحي لم تكن ملائمة. ومرض حوالي 7,000 شخص بسبب تفشي الدفتيريا. إلا أن العمل الجماعي الاستثنائي بين الوكالات بقيادة وزارة الصحة في الحكومة البنغلاديشية ساعد في السيطرة على الوضع.

لم تكن جميع المشاكل الصحية جسدية. فقد كان من الصعب جداً أيضاً رؤية الضغط النفسي الكبير الذي كان الجميع يعانون منه. أولاً العنف الذي شهده اللاجئون في بلادهم، ثم العبور إلى بنغلاديش سيراً على الأقدام في الغالب من دون طعام أو مأوى، ثم الظروف هنا. يشعر الجميع بخوف كبير على مستقبلهم لأنهم لا يعرفون ما سيحدث.

في بداية التدفق، شغّلنا عيادة واحدة فقط داخل خيمة. أما اليوم، فنحن ندعم 15 مرفق رعاية صحية أولية مع شركائنا، بما في ذلك وحدة صحة اللاجئين التابعة للجنة إغاثة وعودة اللاجئين في بنغلاديش، ومنظمات غير حكومية من بينها الفرق الطبية الدولية وريزرتش والمنظمة الدولية للتدريب والإدارة ومنظمة الإغاثة الدولية وغونوشاسثيا كيندرا. ولقد أنشأنا أيضاً وحدات لمعالجة الإسهال ومراكز تغذية. وقد شملت حملة تلقيح مع شركائنا في مجال الإغاثة 90% من الأطفال حتى الآن.

أشعر بالفخر لتمكني من المشاركة في الاستجابة. بالنسبة لي كطبيب، أشعر بفرح كبير بمساعدة أشخاص يحتاجون لذلك.

ما هو أسوأ يوم عمل صادفك؟

كان هناك الكثير من الأيام السيئة وخصوصاً في بداية حالة الطوارئ. فقد كان من الصعب بشكل خاص رؤية هذا العدد الكبير من الأشخاص في الطرقات من دون مأوى ولا يحملون إلا بعض المياه والأرز فقط، لأننا لم نكن قادرين على توفير الطعام للجميع. ولكن هناك يوم لا أستطيع نسيانه. كنت أعمل في مخيم كوتوبالونغ وتلقيت اتصالاً من مركز الاستقبال وطلب مني الذهاب. ذهبت مسرعاً ووجدت شاباً يحمل سلة ملفوفة بالقماش. طلبت منه إزالة قطعة القماس فرأيت طفلين داخلها. كانا توأمين.

5b7d2e184.jpg
أب لاجئ من الروهينغا يحمل توأمين حديثي الولادة في سلة، كوتوبالونغ، بنغلاديش، سبتمبر 2017. ولدا خلال فرار والدتهما من ميانمار سيراً على الأقدام.

كانت الوالدة خائفة جداً وهزيلة جداً ومنهكة. ولدت التوأمين أثناء عبورها الغابة من ميانمار. لم يكن لديها طعام، لم يكن لديها أي شيء. كانت مريضة جداً وقد أثر ذلك بي كثيراً. شعرت بالصدمة والشفقة في الوقت نفسه؛ الشفقة على الأم لأنها لم تتمكن من الولادة بكرامة والصدمة لرؤية حالة الوالدين والطفلين طبعاً.

ما هو أفضل يوم عمل مررت به؟

أدخلنا الأم والطفلين الحديثي الولادة على الفور إلى وحدة الأمومة في عيادة الرعاية الصحية الأولية. تم تنظيف وتثبيت الحبل السري للطفلين. حصلت الأم على المكملات الغذائية وعلى الرعاية الطبية التي كانت تحتاج إليها. كان اليوم التالي هو أفضل يوم عمل مررت به عندما رأيتهما مرة أخرى.

تم لف التوأمين بمنشفة جميلة وكانت الأم تبتسم. شعرت بالأمان، ليس لنفسها بل لطفليها وقد أشعرني ذلك بالرضا والفرح الكبير لأنني تمكنت من مساعدة الأم.

دعمكم الطارئ ضروري لمساعدة اللاجئين من الأطفال والنساء والرجال في بنغلاديش. تبرعوا الآن.

تعمل المفوضية في 128 بلداً لمساعدة الرجال والنساء والأطفال الذين يجبرون على مغادرة منازلهم بسبب الحرب والاضطهاد. يقع مقرنا في جنيف ولكن غالبية موظفينا يعملون في الميدان ويساعدون اللاجئين. وهذه اللمحة هي جزء من سلسلة تلقي الضوء على موظفينا وعملهم.