إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

غلوريا.. لاجئة تتحدى كل الصعوبات وتبني حياة جديدة في المغرب

بيانات صحفية

غلوريا.. لاجئة تتحدى كل الصعوبات وتبني حياة جديدة في المغرب

حفز الشغف بالحلاقة غلوريا لتأسيس صالون حلاقة بمساعدة المفوضية وأحد شركائها في المغرب، الجمعية المغربية لدعم وتشجيع المقاولة الصغرى.
20 يناير 2015
54bfc68f6.jpg
غلوريا بالمنتدى العالمي لحقوق الإنسان بمراكش، المغرب

الرباط، المغرب، 20 يناير/ كانون الثاني -المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين- منذ شهر سبتمبر/أيلول 2013، شرعت المملكة المغربية في تطوير سياسة جديدة للجوء مكنت، من ضمن مجموعة من الانجازت الملموسة، من تسوية أوضاع اللاجئين المعترف بهم من قبل المفوضية. وفي هذا السياق تمكنت غلوريا، اللاجئة الايفوارية، من الحصول على بطاقة اللاجئ وعلى بطاقة الإقامة من طرف السلطات المغربية آملة أن تندمج في مجتمع تعيد فيه بناء حياتها من جديد.

وقد حفز الشغف بالحلاقة غلوريا لتأسيس صالون حلاقة بمساعدة المفوضية وأحد شركائها في المغرب، الجمعية المغربية لدعم وتشجيع المقاولة الصغرى. وبطموح أكيد و عزيمة لا تهتز، استطاعت غلوريا، ليس فقط إيجاد عمل مربح، بل وأيضاً تقاسم مؤهلاتها مع شابة مغربية أظهرت اهتماماً واضحاً بما تستطيع غلوريا تعليمه.

لم يكن طريق غلوريا نحو النجاح مفروشا بالورود فقد عانت ظروفا قاسية. "موطني، أهلي، ومسكني الذي لم أعرف غيره، كل هذا فقدته حين اندلع النزاع المسلح في بلدي" بهذه العبارات رسمت غلوريا صورة لمعانتها من أحداث 2010 في كوت ديفوار. فقد عرف هذا البلد أحداث عنف دامية بعد الانتخابات الرئاسية في نفس السنة. وقد بلغت الأزمة ذروتها في 2011. و ترتب عن ذلك أن وجد حوالي 200.000 شخص، رجالا ونساء وأطفالا، أنفسهم لاجئين في دول الجوار، بالإضافة إلى حوالي مليون نازح داخلي في كوت ديفوار. وقد عبرت غلوريا بحزن ومرارة عن معاناتها الأليمة وفي عينيها دموع من الأسى و الحسرة : "انقلبت حياتي رأساً على عقب، ولم يبق في حوزتي سوى خيار الرحيل."

وها هي غلوريا اليوم تشكر الله على ما وجدت في نفسها من الصمود لتجاوز تلك الظروف العصيبة وتمكنها من توفير حاجياتها اليومية معتمدة على نفسها بفضل عمل شريف حافظ لكرامتها. "جلست بجانب الشارع وسط الدارالبيضاء وبدأت أزين للناس شعورهم بضفائر من نوع خاص" هكذا بدأت غلوريا كما تقول. وبعد مدة قصيرة وفي سنة 2013 انشأت صالونا للحلاقة بمدينة تمارة، محققة بذلك انطلاقة جديدة لحياتها من خلال مهنة تعشقها إلى أبعد الحدود. وقد وجدت السند والمتابعة اللازمة من طرف المفوضية و شريكها الجمعية المغربية لدعم وتشجيع المقاولة الصغرى. وكانت سنة 2013، على حد تعبير غلوريا " سنة جيدة بفضل هذا المشروع ".

ولكن غلوريا في يونيو 2014 تعرضت لمشاكل من طرف بعض جيرانها الذين راحوا ينشرون إشاعات مسيئة لها ولمشروعها. وقد بلغ هذا الضرر إلى حدود أنهم أرادوا طردها من منزلها. ومن آثار ذلك أنها وجدت مشاكل في تدبير عملها وسد احتياجاتها، وكل ذلك بسبب تلك الإشاعات. "أحسست أن علي أن أقاوم هذه الظروف وأجد حلولاً لإنقاذ مشروعي" وضحت غلوريا بنبرة كلها عزم وإصرار. "لجأت إلى صور تسريحات شعر وتلوينات أتقنها ووزعتها على صالونات حلاقة في المدن المجاورة، ليتصلوا بي كلما رغب زبون في عملي".

وتواصل غلوريا اليوم حياتها في المغرب بكل شجاعة وأمل تكشفه ابتسامة مرسومة على شفتيها وهي تقول: "نحن اليوم في حاجة إلى ترحيب المغاربة بنا في مجتمعهم لأننا لا نملك خياراً آخر غير الاندماج. فالمغرب، في هذه الظروف بلدنا ".

إن نضال وإرادة غلوريا للنجاح يتجاوزن ما عبرت عنه، فقد وجدت في نفسها من القوة لمواصلة عملها ما دفعها للمشاركة في المنتدى العالمي لحقوق الإنسان، الذي أقيم بمدينة مراكش نهاية شهر نونبر 2014 ٬ حاملة منتوجاتها التجميلية وألبوم صور تكشف مؤهلاتها العديدة في مجال الحلاقة والتحقت بفضاء المنتذى المخصص للعرض. وما تزال غلوريا تبرهن بطريقتها الخاصة على أن النجاح يرتبط دوماً بالقدرة على مواصلة الطريق مهما كانت العوائق والتحديات.

بقلم إيمان موساوي