إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

أطفال مرحلون يواجهون أخطاراً مميتة لدى عودتهم قسراً إلى هندوراس

بيانات صحفية

أطفال مرحلون يواجهون أخطاراً مميتة لدى عودتهم قسراً إلى هندوراس

طلقة واحدة قتلت الشاب البالغ من العمر 18 عاماً، لينضم إلى قائمة الشبان الهندوراسيين الذين يتعرضون للاعتداءات والقتل أو يختفون بعد ترحيلهم من الولايات المتحدة الأميركية أو المكسيك.
29 يناير 2015 متوفر أيضاً باللغات:
54ca09006.jpg
شاب يمشي أمام جدار عليه رسوم في سان بيدرو سولا، ثاني أكبر مدينة في هندوراس. تعاني المدينة من معدل مرتفع للغاية في العنف وجرائم القتل التي ارتكبت بشكل منتظم ويتعرض الشباب للخطر.

سان بيدرو سولا، هندوراس، 29 يناير/كانون الثاني (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - كان المسلح في المرصاد بينما صعد ماركو أنطونيو كورتيس إلى الباص في مدينة سان بيدرو سولا في شمال غرب هندوراس. طلقة واحدة كانت كافية لقتل الشاب البالغ من العمر 18 عاماً، لينضم إلى القائمة الطويلة للشبان الهندوراسيين الذين يتعرضون للاعتداء والقتل أو يختفون ببساطة بعد ترحيلهم من الولايات المتحدة الأميركية أو المكسيك.

صرحت الأخت فالديت وايلمان التي تدير مركزاً حكومياً يأوي بعض الأشخاص المرحلين الذين عادوا إلى هندوراس، قائلةً: "لم يتعرض شاب واحد أو اثنان أو ثلاثة فقط للقتل بعد ترحيلهم،" فالكثير من الأشخاص ككورتيس يدخلون إلى الولايات المتحدة الأميركية والمكسيك بطرق غير شرعية للفرار من عدم الاستقرار المتزايد الذي يواجه الشباب في بلادهم، بما في ذلك التهديدات والابتزاز وعنف العصابات والقتل. ويتوجه آخرون شمالاً بحثاً عن حياة أفضل.

تتراوح أعمار الضحايا إجمالاً بين 13 و17 عاماً، وتتم إعادتهم إلى بلادهم بعد اعتقالهم من قبل سلطات الهجرة بسبب دخولهم من دون تصريح. ولكن بحسب تقرير نشرته المفوضية العام الماضي بعنوان "أطفال فارون"، قد يكون عدد كبير من القاصرين من السلفادور وغواتيمالا وهندوراس الذين يدخلون إلى الولايات المتحدة الأميركية بطرق غير نظامية، بحاجة إلى الحماية الدولية.

وقالت مارتا خواريز مديرة إدارة الأمريكتين في المفوضية، التي أشارت أيضاً إلى النتائج التي توصلت إليها إحدى بعثات تقصّي الحقائق العام الماضي في هندوراس كدليل إضافي: "في اعتقادنا أنه إذا تم التعمق في تحليل حالاتهم فسيتم الاعتراف بالكثيرين كلاجئين نظراً إلى خوفهم المبرر من التعرض للاضطهاد وافتقارهم إلى الحماية في بلدانهم." وتقدم المفوضية الاستشارة الفنية للسلطات بشأن توفير الحماية للنازحين وعائلاتهم.

وفي مركز العدن في مدينة سان بيدرو سولا، حيث يتم استقبال القاصرين غير المصحوبين والعائلات التي يتم ترحيلها أولاً، أخبر ألبيرتو غوزمان، 36 عاماً، أعضاء فريق التقييم أنه كان قلقاً عن سلامته وسلامة زوجته وأولاده الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاثة أعوام و 12 عاماً. وصلت العائلة للتو من المكسيك.

وشرح غوزمان أنه أقرض رجلاً من بلدته مبلغاً من المال قدره 1,000 دولار أميركي، وأخذ دراجته النارية والتلفاز كضمانة. وعندما أصرّ غوزمان عليه ليسدد له الدين في الوقت المحدد، أخذت الأمور منحىً مختلفاً. ويتذكر ابن غوزمان، اسحق*، 12 عاماً ويقول: "فجأةً، دخل منزلنا شاب في الخامسة عشرة من عمره تقريباً وقال لنا: "إن لم تعيدوا الدراجة النارية والتلفاز فستموتون جميعاً."

فرت العائلة إلى المكسيك لأن غوزمان لم يرد أن ينتهي الأمر بمقتل أولاده ليلقوا مصير أعداد متزايدة من الشباب في المدينة. وقال هيكتور هيرنانديز، الطبيب الشرعي في مشرحة المدينة، مشيراً إلى الارتفاع الهائل في حالات الوفاة غير الطبيعية بين الشباب: "بين يناير/كانون الثاني ويوليو/تموز [العام الماضي]، توفي 93 قاصراً جراء العنف مقارنةً بست حالات وفاة عرضية. وبحلول منتصف سبتمبر/أيلول، كان عددهم قد بلغ المئتين."

وفي اليوم التي قامت المفوضية بزيارتها، تم تسليم جثّة ألفريدو* إلى المشرحة. كان الصبي وعمره 11 عاماً يرغب في أن يصبح طبيباً. وقالت والدته المفجوعة إنها تعمل لأوقات إضافية في مصنع للألبسة لدفع تكاليف تعليمه. أشار هيرنانديز إلى أن الولد مات خنقاً، وأضاف قائلاً: "الرصاص وسيلة أقل شيوعاً لقتل القاصرين منه لقتل البالغين. فنصف القاصرين يُقتلون خنقاً."

ألفريدو لم يكن مرحلاً، وليس عدد الشباب الآخرين الذين أُحضرت جثثهم إلى المشرحة هذا العام بعد أن فروا ليُعادوا إلى بلادهم، معروفاً. لكن حالات الوفاة هذه تظهر أن أعمال العنف تسلك نمطاً تصاعدياً يتسبب بنزوح الشباب والمراهقين الخائفين على حياتهم. وليست الأمور في السلفادور وغواتيمالا مختلفة.

وفي سبتمبر/أيلول، أُجبرت مجموعة من ثمانية أشخاص بعضهم في الـ16 أو 17 من عمرهم، على الانبطاح أرضاً في شارع سان بيدرو سولا ليُقتلوا بعيارات نارية. على الأرجح أن عصابةً نفذت عملية القتل تلك. عمليات القتل تلك مرتبطة عادةً بالتجنيد الإجباري أو عدم تسوية الديون (بما في ذلك مقابل تهريب شخص خارج البلاد) أو الابتزاز أو حروب العصابات. فعاصابات ماراس المتمتعة بالنفوذ، وغالبية أفرادها من المراهقين، لها تأثير كبير وهي تبث الخوف في قلوب الجميع- لا سيما الشباب.

والمراهقون الذين يحاولون تجنب تأثير عصابات ماراس، والذين يعيشون حياة صالحة ويقاومون العمل كتجار مخدرات، قد يتعرضون للخطر من دون أن يدركوا ذلك. فماركو أنطونيو كورتيس، الشاب الذي قُتل بطلق ناري في محطة الباص، هو من هؤلاء.

كان يعيش في بريساس ديل روزاريو، وهي تجمع صغير في ضواحي مدينة سان بيدرو سولا يخصع لسيطرة عصابات ماراس. تعتبر هذه المنطقة إحدى أخطر المناطق، كسيكتور ريفيرا هيرنانديز، حيث يتعرض الأشخاص لخطر الإصابة بالرصاص إذا عبروا من شارع إلى آخر.

وعندما يخرج أشخاص ككورتيس، لا يمكنهم العودة سالمين إلى المناطق الخاضعة للعصابات. في العام 2013، عاد شاب في السابعة والعشرين من عمره إلى سان بيدرو سولا بعد غياب سبعة أعوام معتقداً أن جميع مضطهديه قد توفوا. ولكنه قُتل بعد أربعة أيام.

ومن الأسباب الأخرى للفرار نذكر قتل الأقارب والشهادة على جرائم من تنفيذ العصابات. ولكن اتخاذ قرار بالفرار إلى الخارج ليس قراراً سهلاً بسبب تكلفته والمخاطر المحتملة التي قد تترتب عنه. فغالباً ما يتعرض المهاجرون الباحثون عن الحماية، لسوء المعاملة والعنف والاحتيال من قبل المسؤولين على الحدود. ويتم ترحيل مَن يُكتشف أمرهم.

تخبر كارلا لوبيز، وهي طبيبة نفسية في مركز العدن، عن مجموعة من المهاجرين غير النظاميين الذين تعرضوا للاختطاف لمدة أسبوعين في تامبيكو، المكسيك، للضغط على ذويهم في الولايات المتحدة وهندوراس لدفع فدية لإطلاقهم. وقالت لوبيز، التي أشارت إلى أنهم رُحّلوا جميعاً: "أخيراً وجدتهم الشرطة المكسيكية محتجزين داخل عدد من المنازل الخاصة وأطلقت سراحهم." وبحسب إحصائيات رسمية من المكسيك وغواتيمالا، تمت إعادة أكثر من 30,000 شخص بواسطة الباصات، بما في ذلك حوالي 6,200 قاصر غير مصحوب، في الأشهر الثمانية الأولى من العام 2014.

أعيد آلاف الأشخاص الآخرين جواً من الولايات المتحدة الأميركية. تحط طائرات الأطفال والعائلات في بالميرولا، حيث تسعى المفوضية إلى طلب إذن الوصول إليهم من السلطات. أما البالغون فتتم إعادتهم جواً إلى سان بيدرو سولا. وبحسب التقارير الإعلامية، رُحّل جواً إلى هذين المطارين أكثر من 38,000 شخص بين يناير/كانون الثاني ومنتصف سبتمبر/أيلول من العام الماضي، مقارنةً بـ32,000 هندوراسي طيلة العام 2013. بالنسبة للكثيرين، العودة إلى بلادهم ليست إلا بداية رحلة أخرى غالباً ما تكون أكثر خطورة.

* تم تغيير الأسماء لأسباب تتعلق بالحماية

رابط التقرير http://www.unhcrwashington.org/sites/default/files/1_UAC_Children%20on%…