إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

لاجئون في مصر يخاطرون بكل ما لديهم للقيام برحلة العبور المميتة إلى أوروبا

بيانات صحفية

لاجئون في مصر يخاطرون بكل ما لديهم للقيام برحلة العبور المميتة إلى أوروبا

موت أو فقدان ما يزيد عن 3,600 لاجئ ومهاجر في البحر الأبيض المتوسط في هذا العام بعد إغوائهم من قبل المهربين. ناجيان من الغرق في مصر يرويان محنتَيْهما.
24 أكتوبر 2016 متوفر أيضاً باللغات:
580a28b24.jpg
سمية حاولت عبور البحر الأبيض المتوسط أربع مرات للوصول إلى أوروبا.

 

الاسكندرية، مصر – يغريهم البحر بحلم الحصول على حياة أفضل في أوروبا. ولكن البحر يقتلهم وبالكاد يستطيع هؤلاء اللاجئون النجاة بأرواحهم عندما تنقلب قوارب المهربين وتغرق.

تتحدر سمية من أصول سودانية وهي لاجئة في مصر منذ عام 2014. وكانت تستميت للانضمام إلى زوجها الذي سبق له أن نجح في الوصول إلى أوروبا وهي تبلغ من العمر 41 عاماً وتريد طفلاً.

وقالت عن حياتها في القاهرة: "ليس لدي المال وليس لدي أحد. ليس لدي منزل أو زوج أو عائلة أو طفل. لا يمكنني الانتظار هنا".

وبالتالي حاولت أربع مرات في هذا العام عبور البجر الأبيض المتوسط باتجاه أوروبا على متن قوارب المهربين. وعلى مدى ثلاث مرات، أمسكت السلطات باللاجئين واعتقلتهم.

في الشهر الماضي، جازفت برحلة عبور رابعة ولكن هذه المرة على متن سفينة صيد وضع المهربون عديمو الرحمة على متنها حوالي 500 لاجئٍ ومهاجرٍ. انقلبت السفينة الثقيلة والمكتظة جداً بالركاب فوق الأمواج العاتية وغرقت. كانت سمية ترتدي سترةَ نجاة ونجت. بينما لم يتمكّن من ذلك 300 شخص آخرون.

وتقول: "لا أستطيع أن أنسى الناس الذي ماتوا أمام عينَيْ. كانوا يحاولون التمسّك بها ويموتون. و(في المياه) كانت جثة أحدهم تسبح بجانبي. لن أنسى ذلك ما حييت".

أضاعت سمية أوراق اللجوء الخاصة بها وكان عليها إعادة تقديم طلب للحصول عليها مجدداً. ويتوسل إليها زوجها لكي لا تعيد الكرة. وهي تتردد ولكنها تقول بأنها قد تفعل ذلك بالرغم من أنها تعلم بأنّ 3,654 لاجئاً لقوا حتفهم أو فُقِدوا خلال عبورهم للبحر الأبيض المتوسط على متن رحلات محفوفة بالمخاطر في هذا العام فحسب.

يبلغ حسين 26 عاماً من العمر وهو من سوريا. وكانت هذه محاولته الثالثة.

قال: "كان الأمر مروعاً. كانت النساء يصرخنَ والأطفال يبكون. وبقينا في المياه الباردة لمدة ست ساعات حتى أنقذنا صياد".

" النساء كنّ يصرخنَ والأطفال يبكون. وبقينا في المياه الباردة لمدة ست ساعات".

تحدث حسين عن محنته إلى المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، الذي زار مصر هذا الأسبوع. وشرح له أنّ فر إلى الأردن مع زوجته وطفلَيْه وأمه في عام 2012. وفي نهاية عام 2015 أتى إلى مصر لإجراء عملية لكتفه المصابة. فقد أُطلقَت النار عليه في أحد الشوارع في سوريا وهو بالكاد يستطيع تحريك ذراعه اليسرى.

وقال له الأطباء المصريون بأن عملية إصلاح الأعصاب في كتفه حساسةً جداً وبالتالي من الصعب تنفيذها. عندها، جمع مبلغ 1,500 دولار أميركي حيث جنى بعض الأموال بنفسه واقترض البعض الآخر. وقال له المهربون بأنّه يستطيع أن يدفع لهم المال فور وصوله.

وقال له غراندي: "الحياة صعبة هنا. ولكنها صعبة أيضاً في أوروبا لاسيما إذا ذهبت بصورة غير شرعية. ومن الأفضل لك أن تصبر هنا".

وقال غراندي في وقت لاحق بأنّ إقناع الأشخاص بعدم المغادرة والمخاطرة بحياتهم كان أمراً صعباً: "يجب علينا أن نحاول تقديم المزيد من الدعم لهم. وأعتقد بأنّ الأهم هو جعلهم يشعرون بأنّه من الممكن لهم العودة إلى أوطانهم. فقد قالوا لي جميعاً بأنّه لو كان هناك سلام في أوطانهم لعادوا إليها".

اقتنع حسين بذلك. فهو لن يحاول مجدداً. ولكن زوجته هي مَن أقنعته وليس المفوض السامي.

قال: "لقد غضبت مني. غضبت مني ومما حدث. وقالت بأنني لو لقيت حتفي في البحر، لن يبقى لديها ولدى عائلتي أي شخص يساعدهم".