إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

مشروع ألماني يمنح طالبي اللجوء الشباب فرصة الدراسة في الجامعات

بيانات صحفية

مشروع ألماني يمنح طالبي اللجوء الشباب فرصة الدراسة في الجامعات

تقدم إحدى المنظمات غير الحكومية فرصة للواصلين الجدد لتحقيق أحلامهم، مقدمةً لهم إمكانية الحصول على الحصص عبر الإنترنت من أفضل الجامعات في العالم.
2 يونيو 2016 متوفر أيضاً باللغات:
574c3f3c4.jpg
طالب اللجوء اليبي، هشام الحسادي البالغ من العمر 33 عاماً، يقول بأنه كان يشعر بالضياع إلى أن وجد كيرون.

 

برلين، ألمانيا، 30 مايو/أيار (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)– الأقساط الدراسية والحواجز اللغوية ونقص الوثائق، كل ذلك عوامل تمنع غالبية طالبي اللجوء الشباب من متابعة تعليمهم في البلدان التي تستضيفهم. لكن مشروعاً متسارع النمو في ألمانيا يسعى إلى إزالة عوائق الحصول على التعليم العالي وإلى إعطاء المهجرين قسراً فرصة لتحقيق إمكاناتهم.

بعد عامين من وصوله إلى ألمانيا، تخلى طالب اللجوء الليبي هشام الحسادي تقريباً عن حلمه بمستقبل مهني. وأجبرت الاضطرابات السياسية عائلته على الفرار من منزلها في بنغازي بين ليلة وضحاها فخسر كل شيء، حتى تعليمه.  

وقال هشام الذي يبلغ من العمر 33 عاماً والذي درس علوم الكمبيوتر في جامعة بنغازي: "أخبروني في ألمانيا أنه يتعين علي أن أبدأ من جديد، وأخضع مجدداً لامتحانات التخرج من المدرسة".

ولكن، بما أنه لم يكن يملك صورة عن شهادته، لم يتم الاعتراف بمؤهلاته. "أحبطني هذا الأمر وشعرت بالضياع، ثم سمعت عن برنامج التعليم العالي المفتوح الذي توفره منظمة كيرون، وكان ذلك خطوة أولى مهمة لي لأعود إلى التعليم".

وفي سبتمبر الماضي، كان هشام واحداً من المجموعة الأولى المؤلفة من 1,250 طالباً والذين سجلوا في كيرون، وهي منظمة غير حكومية تقدّم لطالبي اللجوء إمكانية الحصول المجاني على الحصص على شبكة الإنترنت من أفضل الجامعات في العالم.  

وتكمن فكرة هذه الخطة التي وضعها رائدا الأعمال الألمانيان فنسان زيمر وماركوس كريسلر، في دمج برامج جامعية تتيح الحصول على شهادات خلال عامين من مجموعة مؤلفة من 600 محاضرة تفاعلية على الإنترنت مقدّمة من الجامعات، بما في ذلك معهد ماستشوستس للتكنولوجيا وجامعات كامبردج وهارفارد وييل.

ويقوم فريق كيرون بعد ذلك بتقريب هذه المحاضرات قدر الإمكان من الوحدات المقدمة من 23 جامعة شريكة. وتمنح الجامعات الشريكة أرصدة للطلاب الذين ينهون حصص كيرون للحصول على شهادة.

وبعد عامين من التعليم، تمكن الطلاب الذين حصلوا على صفة اللجوء، وبواسطة هاتف ذكي واتصال بشبكة الإنترنت فقط، من الانتقال إلى حرم إحدى الجامعات الشريكة لمتابعة عامهم الأخير من الدراسة. وتتوقع كيرون تخرج أولى دفعاتها في إدارة الأعمال والاقتصاد والهندسة وعلوم الكمبيوتر والعلوم الاجتماعية مع نهاية عام 2018.

خطرت هذه الفكرة في بال كريسلر وزيمر منذ عامين عندما بدآ العمل التطوعي مع طالبي اللجوء في برلين بينما كانا طالبي علم نفس. وشعرا بالصدمة لاكتشافهما أن الكثير من الواصلين الجدد المتعلمين واقعون في مأزق قانوني ولا يستطيعون العمل أو الدراسة في الفترة التي ينتظرون فيها نتائج طلبات لجوئهم.

وقال كريسلر الذي يبلغ من العمر 26 عاماً: "فوجئت بأن الكثيرين منهم متعلمون وأردت القيام بشيء ما. فالماضي لا معنى له إن لم يكن للإنسان شيء يتطلع إليه. تتعلم اللغة وتكمل كافة الأوراق المطلوبة – لماذا؟

"يُعتبر التحول من طالب لجوء إلى طالب تغييراً في الهوية، وبين الأمرين فارق كبير. منذ البداية، كان هدفنا فتح هذا العالم المليء بالفرص التي تقدّمها الجامعة. فهؤلاء أشخاص أذكياء ومندفعون، وسيبذلون ما بوسعهم للنجاح. فما علينا إلا أن نقدم لهم فرصاً صغيرة للحصول على التعليم وعلى وظيفة وهم سيستغلونها ويحققون أفضل النتائج".

وبالنسبة لهشام، الذي ينتظر القرار النهائي بشأن إمكانية بقائه في ألمانيا، وفرت كيرون له هدفاً، على الرغم من الغموض القانوني.

وقال هشام الذي يتبع مسار كيرون في علوم الكمبيوتر ويستكمل الدورات في الترميز المتقدّم: "كانت هذه طريقة لدخولنا إلى أن نحصل على القرار النهائي المتعلق بوضعنا وقد أتاح لنا ذلك متابعة تعليمنا في فترة الانتظار، وهو أمر يعني لنا الكثير، إذ يبعد عنا القلق قليلاً".

 

574c3f1a4.jpg
الطالب الباكستاني كاشف كاظمي البالغ من العمر 21 عاماً، يحلم في أن يصبح مهندساً في ناسا في أحد الأيام ويحذّر من هدر إمكانات طالبي اللجوء.

 

وينتظر كاشف كاظمي، وهو طالب هندسة في كيرون يبلغ من العمر 21 عاماً أيضاً قراراً حول إمكانية بقائه في ألمانيا، وقد فر من العنف الطائفي الذي اندلع في الربيع الماضي بالقرب من منزله في باراتشينار، وهي بلد باكستانية صغيرة تقع على حدود أفغانستان. وهو يحلم في أن يصبح مهندساً في ناسا في أحد الأيام. وقال: "نريد أن نكون في حرم الجامعة وليس في المخيم".

وأشاد كاشف أيضاً ببرنامج كيرون، وقال: "لولا كيرون لما كان لدي شيء أفكر فيه. نحن لسنا هنا لننام ونأكل. والآن، لدي الكثير من الأعمال لأقوم بها؛ يمكنني أن أساعد وأصنع حياتي وأحدد اتجاهها".

وقال بأن الوصلين الجدد إلى ألمانيا هم مصدر لإمكانات كبيرة: "نريد الازدهار، ولا نريد أن نشكل أزمة. نريد أن نكون الحل وأن نقوم بشيء لمجتمعنا وللعالم. ولتحقيق ذلك، يُعتبر التعليم الخيار الوحيد. كيرون هي أملنا، وقد سمحت لنا بأن نستيقظ في الصباح متفائلين ونخلد إلى النوم متفائلين".

وتقدّم كيرون أيضاً فرصة لطالبي اللجوء من رواد الأعمال للتواصل مع المستثمرين وأرباب العمل. وقد قال حوالي نصف طلاب كيرون بأنهم يريدون البدء بمشاريعهم الخاصة فيما استخدم طالبان سابقان علاقاتهما الجديدة للعمل في مصنع BMW الألماني.

وقال كريسلر: "في النهاية يجب أن تؤدي كافة قنواتنا الطلاب إلى إيجاد الوظائف. فالشركات تريد طلابنا، وتريد الاستثمار في مواهب جديدة تتكلم لغات مختلفة وتتمتع بوجهة نظر عملية أخرى حول مشاكل العالم".

يولّد النموذ التعليمي الجديد لكيرون قدراً كبيراً من الإثارة. وفي أقل من عام واحد، تلقى المشروع أكثر من 2.5 مليون يورو على شكل تبرعات وتمويل، وهو يستخدم المال لإنشاء أسس جديدة في لبنان وتركيا والأردن. وأخيراً، يكمن طموح المؤسسين في توفير التعليم لملايين النازحين داخلياً في أنحاء العالم.