إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

أسئلة وأجوبة: استمرار المعاناة يفاقم الأوضاع في جنوب السودان بعد خمسة أعوام على الاستقلال

قصص

أسئلة وأجوبة: استمرار المعاناة يفاقم الأوضاع في جنوب السودان بعد خمسة أعوام على الاستقلال

لا يزال عدد كبير من سكان جنوب السودان يفرون من الصراع والجوع المتزايد.
16 يوليو 2016 متوفر أيضاً باللغات:
577f62ce4.jpg
في هذه الصورة، يستعد أطفال جنوب السودان للعودة إلى ديارهم في شهر ديسمبر 2005 بعد التوقيع على اتفاق السلام والذي أفضى إلى استقلال البلاد في عام 2011.

 

مع احتفال الدولة الأحدث في العالم باستقلالها الخامس، لا يزال عدد كبير من سكان جنوب السودان يفرون من الصراع والجوع المتزايد. وعلى الرغم من اتفاقية السلام التي أُبرمت لوضع حد للصراع الذي اندلع في ديسمبر/كانون الأول 2013، ومن عودة عدد صغير من الأشخاص النازحين إلى منازلهم، لا يزال أكثر من مليوني شخص منتشرين في سبعة بلدان يعيشون في المنفى. وفي انتظار سلام دائم يسمح لهم بالعودة وإعادة بناء جنوب السودان، يحتاج هؤلاء النازحون إلى المساعدة الآن.

آن أنكونتر هي نائبة مدير إدارة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي والمنسقة الإقليمية للاجئين الخاصة بالحالة الطارئة في جنوب السودان، وقد حدثت الزميلة نورا ستورم عن التحديات التي تواجه جنوب السودان وشعبها.

صفي لنا كيف تطور الوضع في العام الخامس لاستقلال جنوب السودان.

نرى تحركات هائلة من التدفق من البلاد، خاصة من النساء والأطفال. وفي حين أننا كنا نأمل بأن يحل السلام، (منذ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية)، شهدنا نشوب معارك متزايدة كان أحدثها في واو.

منذ 15 ديسمبر/كانون الأول 2013، تاريخ اندلاع القتال، بحث مئات آلاف اللاجئين عن مأوى في البلدان الأربعة المجاورة لجنوب السودان. ولسوء الحظ، ارتفع عدد هذه البلدان هذا العام إلى ستة؛ فبالإضافة إلى أثيوبيا وكينيا والسودان وأوغندا، يبحث اللاجئون اليوم على مأوى في جمهورية إفريقيا الوسطى وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية. وفي الوقت نفسه، هنالك ملايين النازحين في جنوب السودان نفسها.

يستحق جميع اللاجئين العودة إلى الوطن وزراعة محاصيلهم وإنتاج غذائهم وعيش حياة طبيعية، ولكن الواقع مختلف جداً؛ فالكثيرون منهم يعيشون في مناطق نائية في ظروف صعبة جداً خارج بلادهم.

وفي جنوب السودان، هنالك حوالي 5.3 ملايين شخص يعانون من الجوع بسبب عدم كفاية الطعام. وقد توجب على برنامج الأغذية العالمي وهو أحد الشركاء الأساسيين للمفوضية على الأرض، تقليص حصصه الغذائية بعد أن تم الاقتطاع مراراً من ميزانيته، ما بتسبب بعدم حصول الكثيرين من النازحين داخلياً على الطعام الكافي.

كنتِ في جوبا منذ 10 أعوام. هل لديك أي ذكرى خاصة عن الوضع في ذلك الحين؟

منذ عشرة أعوام، كان الفرح عارماً بعد أن وقعت حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان اتفاقية السلام. أعادت المفوضية وشركاؤها أكثر من 250,000 لاجئ جنوب سوداني طوعاً إلى بلادهم بعد أن لجأوا إلى البلدان المجاورة. كان كل شيء مدمراً عند عودتهم ولكنهم كانوا يحلمون بالعودة وإعادة بناء وطنهم. كانت فترة رائعة بالفعل.

إلا أن ذلك لم يدم طويلاً؛ فبعد 10 أعوام، تضاعف عدد النازحين قسراً عشر مرات-أكانوا نازحين داخلياً في جنوب السودان أو في المنطقة المجاورة.

من هم الأكثر تضرراً من النزوح القسري حالياً وما هي احتياجاتهم الأكثر إلحاحاً؟

الأشخاص الأكثر تضرراً بسبب الصراع في جنوب السودان هم الأطفال؛ فقد أُجبر أكثر من نصف مليون طفل على الفرار من منازلهم. حوالي 70 في المئة من اللاجئين من جنوب السودان هم دون الثامنة عشرة. يُفترض أن يكون هؤلاء جيل الغد الذي سيقود بلاده ويعيد بناءها، ولكن معاناتهم كبيرة حالياً. لقد حُرموا من الحياة الطبيعية ويعيش الكثيرون منهم في مخيمات خارج بلادهم أو في مواقع للنازحين داخلياً في جنوب السودان. لا يستطيعون الذهاب إلى المدرسة أو الحصول على الطعام الكافي أو الرعاية الصحية. نقوم بما في وسعنا للحفاظ على صحتهم ولكن التحديات التي نواجهها في تلبية احتياجاتهم الأساسية كلها كبيرة فعلاً.

في المرة الأخيرة التي التقيت فيها أطفالاً في مدرسة في جوبا، قالت لي إحدى الفتيات: "نريد فقط أن نأكل البوظة ونلعب. لا نريد هذه الحرب، نريد أن نعيش حياة طبيعية." تماماً كما يحب أولادي أن يكون لهم أحلام وطموحات، وهم يحلمون ويطمحون فعلاً، يستحق هؤلاء الأطفال في جنوب السودان حياة مماثلة.

ما الذي تفعله المفوضية وشركاؤها لمساعدتهم؟

عملنا مع شركائنا على الأرض طوال الأعوام الخمسة الماضية، خصوصاً منذ اندلاع الصراع في ديسمبر/كانون الأول 2013، ووفرنا الرعاية الصحية والتعليم والمأوى وفرص كسب العيش للاجئين من جنوب السودان والنازحين داخلياً فيها. ولكن هذه المساعدات محدودة جداً في ظل التحديات الهائلة. نفتقر إلى الموارد الضرورية لنوفر لهم الرعاية التي يحتاجون إليها ويستحقونها.

لحسن الحظ، فتحت البلدان المجاورة لجنوب السودان ذراعيها واستقبلت اللاجئين ووفرت لهم الأمان وهو أمر جدير بالامتنان. وكانت المجتمعات المضيفة أول من رحب باللاجئين فتشاركت معهم مواردها المحدودة.

ولكن هذا الوضع ليس مستداماً، وهو مستمر منذ فترة طويلة. يحتاج سكان جنوب السودان وخصوصاً الأطفال إلى العودة إلى منازلهم وعيش حياة طبيعية وبناء بلادهم.

ما الذي يجب أن يقوم به المجتمع الدولي؟

لقد أطلقنا عدة نداءات للتمويل وسنطلق نداءً آخر قريباً لجمع أكثر من 700 مليون دولار أميركي، بالشراكة مع منظمات إنسانية أخرى. نطلب من المجتمع الدولي ألا ينسى سكان جنوب السودان ويؤمن الموارد التي نحتاج إليها، البشرية والمالية، لتوفير الحماية والمساعدة المنقذة للحياة للاجئين وندعمهم ليعيشوا حياة طبيعية قدر الإمكان في ظل هذه الظروف الصعبة.

هل تذكرين ما شعرت به بشأن استقلال جنوب السودان منذ خمسة أعوام وكيف تأملين أن تصبح البلاد وشعبها بعد خمسة أعوام؟

لقد تحدثت عن روعة ما حدث منذ عشرة أعوام ولكن الفرح كان أكبر منذ خمسة أعوام عندما استقلت البلاد. كانت عيون العالم متجهةً إلى هذه الدولة الحديثة، الأحدث في العالم، وكان الأمل كبيراً بأن تبدأ البلاد مسيرة انتقالية نحو الديمقراطية والتنمية. لا أعتقد بأننا فقدنا الأمل ولكن الحاجة كبيرة إلى الالتزام ودعم الجنوب سودانيين الذين يعيشون داخل البلاد وفي المنطقة المجاورة.