إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

لاجئون يجدون فرصاً للازدهار في سوق العمل الألماني

قصص

لاجئون يجدون فرصاً للازدهار في سوق العمل الألماني

تعرفوا على بعض اللاجئين الذين يعملون بجد في ألمانيا، بعد أو وجدوا عملاً في شركات صناعة السيارات والقطارات والتكنولوجيا العملاقة.
17 أغسطس 2016 متوفر أيضاً باللغات:
57b427153.jpg
المحامية السابقة من إيران أريزو جلالي تتدرب حالياً كخبيرة لوجستية مع شركة بورش في شتوتغارت.

 

يسعى عدد كبير من الشركات الألمانية لكسر حواجز توظيف القادمين الجدد وإدماجهم في سوق العمل الألماني مع تقديم فرص التدريب المهني لهم.

إنها مهمة صعبة، حيث يقول مكتب العمل الاتحادي في ألمانيا بأنه نصح 322,000 طالب لجوء ولاجئين كانوا يبحثون عن عمل في يوليو وحده. وقد وجد الكثيرون صعوبة في ما يتعلق باللغة والمستندات المفقودة ووجد آخرون أنه يجب أن يتدربوا مجدداً ليبدأوا مهنة جديدة.

الفرص متاحة للأشخاص العازمين. وقال القادمون الجدد الذين يتدربون لدى أهم الشركات في ألمانيا بأن إيجاد وظيفة هو أكثر من مجرد كسب أجر. فالعمل يعني الاندماج والقبول والإعتراف والثقة بالذات.

57b424bc1.jpg
بعد مرور أكثر من عام على وصولها إلى ألمانيا، وجدت اللاجئة السورية سناء داوود التي تبلغ من العمر 30 عاماً عملاً كمهندسة برمجيات في شركة SAP.

سناء داوود، مهندسة برمجيات في شركة SAP

بعد مرور عام على وصولها إلى ألمانيا، تعمل المبرمجة السورية سناء داوود بدوام كامل في شركة SAP، وهي شركة متعددة الجنسيات لتطوير برامج للشركات.

وقالت سناء، البالغة من العمر 30 عاماً، والتي فرت من منزلها في داريا، وهي إحدى جبهات القتال في الصراع الدائر في ضواحي دمشق: "لم أتخيل على الإطلاق أن أحصل بهذه السرعة على فرصة للعمل مع شركة كـ SAP. لقد فاق ذلك كل توقعاتي".

بعد حصولها على شهادة في هندسة تكنولوجيا المعلومات، عملت سناء كمطورة مواقع إلكترونية على شبكة الإنترنت ورسامة في إحدى المنظمات غير الحكومية المعنية بالأطفال في العاصمة السورية على مدى أربعة أعوام. وعندما اندلعت الحرب، تحدت الفوضى والعنف وواصلت العمل.

وقالت: "كافحنا لأعوام في سوريا، وكان لدينا أمل دائماً بأن الأمور ستتحسن".

فر أقارب سناء الذكور إلى أوروبا بعد أن قُتل أخوها. وبقيت مع شقيقتها في دمشق لعامين إضافيين، منتظرتين الحصول على أخبار عن أحد أقاربهما المفقود.

"كانت فترة مروعة في سوريا. وفي النهاية، فقدنا الأمل".

 

عندما انتشرت شائعات عن وفاته، لم يعد هناك ما يبقيهما. وقالت: "كانت فترة مروعة في سوريا. وفي النهاية فقدنا الأمل. وعندما أتينا إلى هنا، شعرت وكأنني تركت خلفي جميع الأقارب الذين قُتلوا".

في أبريل، انضمت سناء إلى الأقارب في لودفيغسهافن، جنوب غرب ألمانيا، وبدأت البحث عن عمل. ووجدت إعلاناً على مواقع التواصل الاجتماعي بأن المقر الرئيسي لشركة SAP المجاورة يطلب لاجئين للتدريب. قدّمت سناء طلباً على الفور وتم قبولها.

وفي يناير، بدأت كواحدة من بين 80 لاجئاً وطالب لجوء التدريب المدفوع لمدة ستة أشهر في شركة SAP.

عدد كبير من مقدمي الطلبات لم يكونوا يحملون شهادات لإثبات كفاءاتهم، لذا كان الشخص المعني بالتوظيف يتحدث معهم لتقييم مهاراتهم وخبراتهم. وبالنسبة إلى سناء، كان هناك الكثير لتتعلمه.

وقالت: "كان كل شيء جديداً – شركة جديدة وثقافة جديدة وزملاء جدد ولغة جديدة وتكنولوجيات جديدة. وقد ساعدتني خبرتي السابقة، لكن ثمة الكثير لأتعلمه بشأن التقنيات الحديثة".

لم تكن سناء تتعلم قواعد جديدة فقط. وفجأةً، أصبحت في مركز عمل ألماني، يحيط بها فريق دولي. وقالت سناء التي تحضر صفوف تعلم اللغة الألمانية ودورات الاندماج إلى جانب تدريبها: "العمل هنا يساعد كثيراً في الاندماج".

"هناك دائماً فرصة للتعرف على الزملاء والثقافات المختلفة".

وكان مدربها، رينيه لاينغرت، معجباً بتقدمها، وعندما أصبح هناك مكان شاغر في فريقه، شجع سناء على التقدّم. وقال: "إنها تقوم فعلاً بعمل رائع في اختيار التقنيات التي نستخدمها. فهذا الذوق الفني مع الخلفية التقنية يشكلان مزيجاً عظيماً".

وفي وقت سابق من هذا الشهر، بدأت سناء العمل بدوام كامل بموجب عقد. وقالت بأن الحصول على الوظيفة كان خطوة رئيسية لوضع حياتها الجديدة على الطريق الصحيح: "العمل هنا قد ساعدني حقاً في التفكير بإيجابية. قبل الحرب، كانت حياتنا جيدة لذا من الغريب أن أسمى لاجئة وأن أعتمد على الآخرين. وآمل أن أقف على قدميّ في أسرع وقت ممكن".

57b4259b3.jpg
محمود نوري العبد لله، البالغ من العمر 26 عاماً، كان يعمل في شركة قطارات محلية في سوريا. ومنذ مارس 2016، يتدرب ليصبح فني إلكترونيات مع شركة Deutsche Bahn الألمانية.

محمود نوري العبد الله، متدرب في Deutsche Bahn

في الخريف الماضي، كان محمود نوري العبد الله يبحث عن المساعدة باعتباره قادماً جديداً من سوريا. وبعد تسعة أشهر في ألمانيا، تحدث كهربائي القطارات السابق بعض الكلمات الألمانية وكان لا يزال يعيش في مأوى مؤقت في برلين. وكان متحمساً للمضي قدماً في حياته الجديدة.

يقول محمود البالغ من العمر 26 عاماً: "إحتجت إلى المساعدة. وأردت العمل أو الدراسة، لكن لم أعرف كيف".

ترك وظيفته في الخطوط الحديدية السورية في حلب عندما اندلعت الحرب. "كان بعض الأشخاص يحاولون إجباري على القتال، لذلك كان علي المغادرة." وانطلق وحده سيراً على الأقدام إلى تركيا ومنها إلى اليونان، وهو يبحث عن عمل على طول الطريق.

ويتذكر محمود بأنه اجتمع بمهندسين ألمانيين في حلب. "كانت التقنية التي يستخدمونها هي الأحدث. وكان الأمر رائعاً". ومع ذلك، ضاع في برلين. وفي الفترة التي كان فيها عاطلاً عن العمل، كان يشعر دائماً بالقلق إزاء عائلته التي لا تزال في سوريا. "إن الوضع صعب كثيراً عليهم في حلب. وأحياناً، لا أعرف أخبارهم لأسابيع، إنه أمر مخيف".

"عندما أتيت إلى هنا، أمضيت أشهراً وأنا أتجول. فالأمر صعب من دون الحصول على المساعدة".

"بدأت أبحث عن عمل له. وشعرت بالفرحة عندما أدركت أن شركة ألمانية كانت تقبل توظيف اللاجئين"

 

بعد ذلك، تغير كل شيء بعد اجتماع غير مقرر. فخلال اجتماع للقادمين الجدد والمتطوعين، تعرف محمود على العاملة الاجتماعية المتقاعدة غبريال فريستير، التي بدأت تساعده لإعادة بناء حياته. وفي غضون أشهر، خضع لتدريب في شركة القطارات الألمانية Deutsche Bahn.

قالت عبريال: "أولاً، عرفت نوع التدريب الذي قام به محمود في حلب، وما الذي يريده، وما هي توقعاته. وبدأت أبحث له عن عمل. وسررت عندما سمعت بأن شركة ألمانية كانت تقبل توظيف اللاجئين" مضيفةً أنها سرعان ما اعتبرت محمود جديراً بالثقة وإنساناً يعمل بجهد.

وفي مارس، انضم محمود إلى مجموعة مؤلفة من 12 قادماً جديداً متدرباً في شركة Deutsche Bahn في برلين. وكان البرنامج قد أُطلق في العام الماضي بالتعاون مع مكتب العمل الاتحادي في ألمانيا. ويتم التخطيط لإطلاق مشاريع إضافية في ميونخ وهامبورغ وإرفورت وبريمن توفر 120 مكاناً للتدريب المهني للاجئين بحلول نهاية العام.

يقترب محمود من إنهاء تدريبه الأول الذي يجمع بين الدروس باللغة الألمانية المكثفة مع الخبرة العملية. ومن سبتمبر، سيبدأ بتدريب لمدة ثلاثة أعوام كفني إلكترونيات. وبعد ذلك، من المرجح أن يكون قد عُرضت عليه وظيفة دائمة.

وقال: "إنها فرصة رائعة للتعرف على هذه التقنية الحديثة. أنا أكتسب خبرة كبيرة هنا".

وقد انتقل محمود من غرفته المشتركة في المأوى إلى شقته الخاصة. وهو يتوجه حالياً إلى عمله في الصباح على الدراجة الهوائية وهو مرتاح لحصوله أخيراً على مكان للتركيز فيه. "أحتاج إلى الوقت، لكن حالياً أستطيع أن أتعلم الكثير، بهدوء".

57b4278a3.jpg
تقول اللاجئة الإيرانية أريزو جلالي التي وصلت إلى ألمانيا في عام 2011 مع شقيقها الأصغر "يحلم جميع الألمان في العمل في شركة بورش، وقد حصلت على هذه الفرصة".

أريزو جلالي، متدربة في شركة بورش

أريزو جلالي هي لاجئة من إيران، وقد كافحت بجد للحصول على فرصة لحياة جديدة. وبعد رحلتها الصعبة، بدأت المحامية السابقة حياتها من جديد، مكتسبةً خبرةً جديدة مع شركة بورش المصنعة للسيارات الألمانية.

قالت أريزو التي فرت من طهران منذ ستة أعوام لأسباب تتعلق بالحماية الشخصية: "مغادرة المنزل أمر ليس سهلاً. وربما يفكر الأشخاص بأننا أتينا إلى هنا لأن الحياة أسهل. وأريد أن أقول بأن الأمر ليس سهلاً؛ إنه مؤلم. لا يرغب أي لاجئ في مغادرة وطنه- بل إنه مضطر لذلك".

وصلت أريزو وابنها شايان البالغ من العمر 4 أعوام إلى كينيا حيث حاولا السفر إلى ألمانيا. إلا أنه تم احتجازهما واعادتهما الى وطنهما. وأخيراً، بعد الشعور باليأس، فرت أريزو وشايان براً عبر سوريا إلى تركيا، حيث عبرا إلى اليونان على متن زورق صغير متهالك ومشيا إلى ألمانيا. وهناك، بعد تعب دام عاماً تقريباً من المصاعب اليومية والرعب الليلي، قدّمت الوالدة وابنها طلب اللجوء.

قالت أريزو: "شيان وأنا لم نصدق أنه أصبح لدينا سقف فوق رأسنا". وتم نقلهما إلى مأوى في شتوتغارت في جنوب غرب ألمانيا. "أحياناً، عندما أفكر في كل ما مررنا به، أشعر بالإحباط. ولكن الحمدلله، انتهى الأمر حالياً".

ومع ذلك، من دون عمل، لم تستطع أريزو إيجاد السلام. ووجدت أنه من المستحيل أن تتمكن من نسيان تجاربها المؤلمة. لذا انغمست في العمل التطوعي، داعمةً النساء والأطفال في مأواها. وكان مشروعها ناجحاً لدرجة أنها حصلت على جائزة الاندماج من وسائل الاعلام المحلية".

"يحلم جميع الألمان في العمل في شركة بورش، وقد حصلت على هذه الفرصة".

 

في حفل توزيع الجوائز في الخريف الماضي، توجه أحد مدراء شركة بورش نحوها، وأخبرها أن شركته كانت تنفذ خطة تدريب للاجئين. فقدّمت أريزو طلباً. وقالت: "قلت فوراً "أنا ابحث عن عمل". وعندما أدركت بأنني حصلت على هذه الفرصة، كان الأمر كالحلم. فجميع الألمان يحلمون بالعمل في شركة بورش، وقد حصلت على هذه الفرصة!"

في مارس، بدأت أريزو كواحدة من بين 15 قادماً جديداً في برنامج الاندماج لستة أشهر في المقر الرئيسي لشركة بورش خارج شتوتغارت. وإلى جانت التدريب اللغوي المكثف والدورات بشأن المجتمع الألماني، يكتسب المتدربون الخبرة العملية في المجالات التي يختارونها.

في الـ38 من عمرها، تعتبر أريزو الأكبر في المجموعة. إنها تستغل الفرصة لمعرفة المزيد عن الخدمات اللوجستية.

تقول: "تكمن نقطة قوتي في التنظيم, فأنا أجيد ذلك. ولم أتوقع على الإطلاق أن أعمل في مجال السيارات, لكن فكرت في انني حصلت على هذه الفرصة، فماذا يمكنني أن أفعل لأستغلها؟"

ومهما حصل بعد ذلك، تقول أريزو بأن الخبرة في شركة بورش قد ساعدتها وابنها الصغير على الشعور بالفخر والثقة في حياتهما الجديدة. وقالت: "أرى حياتي كخريطة. ففي بعض الأماكن على الخريطة ثمة مساحات للأمور الإيجابية, فشركة بورش هي في مكان جميل على خريطة حياتي".

57b427d03.jpg
نور الدين حميد، البالغ من العمر 26 عاماً، فر من منزله في دمشق في سوريا، وسيبدأ قريباً في تدريب لثلاثة أعوام مع شركة Deutsche Telekom.

نور الدين حميد، متدرب في Deutsche Telekom

قبل عامين، فر نور الدين حميد من منزله في دمشق إلى برلين لتجنب المشاركة في الحرب في سوريا – ووصل أخيراً إلى برلين. حصل المحاسب المبتدئ والعازم البالغ من العمر 26 عاماً حالياً على تدريب مع شركة الاتصالات Deutsche Telekom. ومع ذلك، لم يكن العامان اللذان قضاهما في ألمانيا سهلين.

وقال نور الذي انتظر أكثر من عام لمنحه طلب اللجوء: "أدرك أنني لست هنا في إجازة". وبينما ينتظر، كانت خياراته في العمل محدودة لكنه كان عازماً على اكتساب أكبر خبرة ممكنة. وقال: "سرعان ما انتهيت من التدريب الأول، بحثت عن تدريب آخر".

وفي الصيف الماضي، اكتشف نور موقع Workeer، وهو موقع ألماني يساعد اللاجئين في تقديم طلبات للحصول على وظائف. قدمت المنظمة الدعم له عندما قدم طلباً لتدريب مدفوع لثلاثة أشهر في Deutsche Telekom. وفي سبتمبر، بدأ العمل كأول موظف لاجئ في الشركة.

وقال مدربه، ستيفان أويلشلاغل: "انضم نور إلينا في وقت كنا لا نزال نفكر فيه كيف يمكننا المساعدة في إدماج اللاجئين. وهو يتمتع بالكثير من المؤهلات المتعددة الثقافات". في قسم الموارد البشرية، تم تعيين نور لتولي مهمة اختيار زملائه اللاجئين ليشاركوا في أكثر من 100 تدريب لمدة ثلاثة أشهر في الأقسام في جميع أنحاء ألمانيا.

" إن كان لديك حلم، يجب أن تحققه. استمر بالمحاولة".

 

قدّم نور المعلومات بشأن مؤهلات السوريين وتعليمهم وخبراتهم في العمل، وفي هذه الفترة اكتشف شغفاً جديداً. وقال: "أنا الآن أحب حقاً العمل في الموارد البشرية. فمن المهم لنا جميعاً إيجاد العمل هنا. أولاً، يجب أن نتعلم اللغة الألمانية وأن نحضر دورة الاندماج. وبعد ذلك، يتعين البحث عن عمل".

حصل نور على إقامته هذا الربيع، ما مكنه من البدء في التدريب لثلاثة أعوام على منصب في الموارد البشرية في شركة Telekom في سبتمبر. وعندما علم أنه حصل على هذه الوظيفة، احتفل لـ 12 ساعة. وقال: "لا يمكنني أن أصف شعوري. أردت أن أشكر الجميع. وقمت بكل شيء خطوة بخطوة – ولم أخطو خطوة لوحدي".

لا يزال نور يعيش في مأوى مع مئة طالب لجوء ولاجئ آخرين. وبعد أن حصل على ترخيص إقامة وخضع للتدريب، يبحث عن منزل حيث يستطيع تأسيس عائلة مع زوجته، ويقول:"يمكن لجميع اللاجئين إيجاد الفرص. هذا صعب بالطبع نظراً إلى الطلبات والأوراق والتعقيدات. الأمر صعب جداً. ولكنه حلمنا. إن كان لديك حلم، يجب أن تحققه. استمر بالمحاولة".