إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

لاجئون متطوعون من الروهينغا يتدربون على الإنقاذ خلال الأمطار الموسمية

قصص

لاجئون متطوعون من الروهينغا يتدربون على الإنقاذ خلال الأمطار الموسمية

بعد أيام قليلة من التدريب، تمكن الفريق من إنقاذ فتى كاد أن يغرق في خزان للمياه.
31 يوليو 2019 متوفر أيضاً باللغات:
5d3aba013.jpg
متطوعون من اللاجئين الروهينغا بعد فترة قصيرة من إنقاذ فتى كان يغرق في خزان للمياه في مخيم نايابارا للاجئين.

 

فيما كانت مجموعة من الأطفال تلهو في المياه العميقة لخزان من المياه في مخيم نايبارا للاجئين بعدما هطلت الأمطار الموسمية بلا هوادة، كان حسين مبارك، وهو لاجئ متطوع من الروهينغا، يراقب الوضع.

فجأة، ووسط صيحات الفرح الصادرة من الشبان، بدا وكأن أحدهم يواجه مشكلة ما. يقول حسين: "عندما نظرت، بدا الأمر وكأن شخصاً ما كان يغرق في خزان المياه. صرخت على الفور للمتطوعين الآخرين المناوبين بأن يأتوا للمساعدة".

أسرع أربعة زملاء لمساعدته وأمروا كل من كان يسبح بالخروج من الخزان واستخدموا "كيس إنقاذ" وجهازاً للطفو بهدف الوصول إلى الطفل وسحبه إلى بر الأمان. بعد ذلك قاموا بتنظيف مسالك الهواء وإنعاشه وتجهيزه للمستشفى لتلقي العلاج.

كان ذلك اختباراً دراماتيكياً وواقعياً لسيناريو الطوارئ والذي تدرب عليه حسين البالغ من العمر 21 عاماً وزملاؤه قبل ثلاثة أيام فقط من وقوع الحادثة، وذلك بفضل برنامج تدعمه المفوضية واثنان من شركائها، وهما ADRa و MOAS.

"لم أكن أتصور مطلقاً أن اضطر للتعامل مع حادثة على أرض الواقع خلال فترة قصيرة"

يقول حسين: "أجرينا تدريباً نظمنا خلاله عملية إنقاذ من هذا القبيل، لكنني لم أكن أتصور مطلقاً أن اضطر للتعامل مع حادثة على أرض الواقع خلال فترة قصيرة".

تمتلئ المخيمات في جنوب شرق بنغلاديش، والتي تضم ما يقرب من مليون لاجئ، بالخزانات والبرك التي تطوف بسرعة خلال موسم الأمطار. وقد تلقى حتى الآن أكثر من 230 لاجئاً تدريباً كعمال إنقاذ لمساعدة أولئك الذين يواجهون صعوبات خلال موسم الأمطار، والذي يستمر حتى شهر أكتوبر.

كان الشاب الذي تم إنقاذه، ويدعى محمد نور، قد انتهى لتوه من لعب كرة القدم تحت الامطار الغزيرة عندما قرر الانضمام إلى صبية آخرين للاغتسال من الوحل في خزان المياه، وهو الأكبر من بين أربعة خزانات في منطقة تكناف، ويبلغ عمقه 17 قدماً - أي أكثر من طول محمد بثلاثة أضعاف.

يقول محمد، والذي اعترف بخجل بأنه لم يكن قادراً على السباحة: "لم أكن أتوقع أن تكون المياه بذلك العمق ... كنت متحمساً للغاية في ذلك اليوم لذلك قفزت في الماء وفجأة فقدت القدرة على التنفس. بدأت أغرق وفقدت الوعي.

لم يستوعب هو ووالدته، شونشيتا، ما حدث بالكامل. وقالت والدموع في عينيها: "ابني ما زال خائفاً وأنا كذلك. إنه ابني الوحيد ولا يمكنني تصور أن يصاب بأي مكروه".

وقد أشادت سونشيتا بالتصرف السريع لمنقذي ابنها: "وجد المتطوعون ابني فاقد الوعي وقدموا له الإنعاش والإسعافات الأولية. لقد ساعدوا في إنقاذ حياته وأنا مدينة لهم".

"وجد المتطوعون ابني فاقد الوعي وقدموا له الإنعاش والإسعافات الأولية"

يعمل المتطوعون من اللاجئين، والذين دربتهم المفوضية وشركاؤها، في طليعة الجهود المبذولة لحماية سكان مخيمات اللاجئين المترامية الأطراف خلال موسم الأمطار ونشر الوعي بالمخاطر التي يمكن أن يجلبها الطقس وكيف يمكن للعائلات حماية نفسها بشكل أفضل.

على الرغم من حبهم للعب تحت المطر، فإن الكثير من الشبان في المخيم، مثل نور، لا يجيدون السباحة ولا يدركون بعض المخاطر.

الكثير منهم لا يعرف القراءة أو الكتابة. وإدراكاً منها لبعض هذه الثغرات، شرعت أخصائية الحد من مخاطر الكوارث في المفوضية، مارينا درازبا، في ابتكار طريقة لنشر الوعي والمعلومات حول المخاطر عن طريق اللعب: "لقد ساعدتنا اللعبة في الوصول إلى جماهير كبيرة. انها ملونة وجذابة بصرياً، وليس هناك حاجة لأن تكون قادراً على القراءة. إنها أيضاً لعبة تنافسية، فهي توضح لك المخاطر وتعلمك كيفية التعرف على المخاطر والبقاء على قيد الحياة. كل يوم نرى المزيد والمزيد من الناس، صغاراً وكباراً، يأتون لقضاء وقت مع هذه اللعبة والتي بات لها شعبية كبيرة".

الأمطار الغزيرة يمكن أن تكون شديدة في بنغلاديش. في يوليو، تسببت العواصف بهطول 350 ملم على المخيمات خلال 72 ساعة فقط، مما أدى إلى دمار أكثر من 270 مأوى وإصابة 11 شخصاً.

بالإضافة إلى التعليمات الخاصة بتقنيات الإنقاذ والإسعافات الأولية، يتلقى المتطوعون أيضاً معدات السلامة بما في ذلك أحزمة النجاة. في نفس الوقت، تعمل المفوضية وشركاؤها لتسييج العديد من الخزانات والبرك المفتوحة للحفاظ على الصغار بعيداً عن اللعب فيها.