إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

اليمن يشهد موجة جديدة من النزوح بعد خمس سنوات من الصراع

قصص

اليمن يشهد موجة جديدة من النزوح بعد خمس سنوات من الصراع

بعد فرارهم من القتال الأخير في شمال البلاد، يصف اليمنيون الطريق المضني الذي سلكوه للوصول إلى بر الأمان.
30 مارس 2020 متوفر أيضاً باللغات:
5e7dc0b84.jpg
طفل يمني يبلغ من العمر خمس سنوات يقف خارج موقع للنازحين داخلياً في مأرب، اليمن، حيث أجبر النزاع الآلاف على الفرار من ديارهم.

وصفت نصرة مشهد الفوضى والذعر الذي عايشوه خلال الليل في أواخر شهر فبراير عندما اضطرت هي وزوجها، برفقة العشرات من أبنائهما وأحفادهما، للفرار من منزلهم في مخيم الخانق هرباً من تصاعد العنف في اليمن مؤخراً بعد خمس سنوات من النزاع.

وقالت نصرة، البالغة من العمر 58 عاماً: "غادرنا في منتصف الليل، وكنا نبكي وليس بجعبتنا سوى الملابس التي كنا نرتديها. غادر البعض منا دونما حتى أحذية ينتعلونها، وسرنا عبر الصحراء لمدة ثلاثة أيام، بلا طعام ولا ماء".

قاموا برحلة مروعة للوصول إلى بر الأمان إلى جانب مئات آخرين، ووجدوا لأنفسهم في النهاية مأوى في موقع للنازحين في السويداء، بالقرب من مدينة مأرب. منذ نهاية يناير، فر أكثر من 40,000 شخص - معظمهم من النساء والأطفال - إلى المنطقة. وتستضيف مأرب الآن 750,000 نازح يمني يفوق عددهم العدد الأصلي لسكان المدينة والبالغ 500,000 نسمة.

وقد أحدث التدفق الأخير المزيد من الضغوط على الخدمات والمساعدات الإنسانية المنهكة، مما أدى إلى التسبب بظروف معيشية بائسة لأشخاص مثل نصرة والذين وصلوا دونما أي شيء بحوزتهم، على الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها المفوضية وشركاؤها مثل المنظمة الدولية الهجرة.

وأوضحت نصرة قائلة: "أعطونا الخيام لكنها تضررت الآن بسبب الرياح. لدينا القليل من الطعام وليس هناك ماء ولا مراحيض ولا أطباء. ابنتي حامل في شهرها الثامن لكنها لم تزر طبيباً منذ وصولنا إلى هنا قبل شهر تقريباً".

"لدينا القليل من الطعام وليس هناك ماء ولا مراحيض ولا أطباء"

منذ اندلاع النزاع في عام 2015، نزح أكثر من 3.6 مليون شخص من منازلهم. ومع وجود أكثر من 24 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد ممن هم بحاجة إلى المساعدة، فإن اليمن لا يزال يمثل أكبر أزمة إنسانية في العالم.

وقال أندريه ماهيسيتش، المتحدث باسم المفوضية في مؤتمر صحفي في جنيف يوم الجمعة: "مع استمرار تدفق الآلاف إلى مدينة مأرب والمناطق المجاورة بحثاً عن الأمان، تتراكم الاحتياجات الإنسانية بسرعة فيما الخدمات والمساعدات الأساسية تعمل فوق طاقتها. وتصارع الخدمات العامة، بما في ذلك المستشفيات والمدارس، من أجل التعامل مع العدد المتزايد من السكان".

حالهم حال العديد من النازحين داخل البلاد، فإن بعض الوافدين الجدد الواصلين إلى مأرب يفرون للمرة الثانية أو الثالثة منذ بداية النزاع. غادرت دجلاء، وهي أرملة تبلغ من العمر 52 عاماً، مخيم الخانق للنازحين هرباً من القتال مع ابنها وزوجته، وذلك بعد خمس سنوات من اضطرارها لمغادرة منزلها في منطقة نهم، شرق العاصمة صنعاء .

وقالت دجلاء: "في الخانق، كان بإمكاننا الوصول إلى كل شيء كالطعام والماء والمنازل، وكان بمقدورنا زيارة الطبيب. لم تكن منطقتنا، لكننا وجدنا بعضاً من الحياة الطبيعية، إلى أن اندلع القتال واضطررنا للفرار مرة أخرى وترك كل شيء وراءنا".

وأضافت: "كنا نركض جميعاً في الصحراء وكان بإمكانك سماع بكاء النساء. وغادر البعض وليس معهن أي شيء، حتى دون حجابهن. أدعو الله أن يحل السلام حتى أتمكن من العودة إلى المنزل في نهم".

وقد حث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، هذا الأسبوع الأطراف المتحاربة في جميع أنحاء العالم لإلقاء أسلحتها دعماً للمعركة الأكبر ضد فيروس كورونا، واصفاً إياها بأنها عدو مشترك يهدد البشرية جمعاء الآن.

كما رحب كبير مسؤولي المفوضية في اليمن، جان نيكولاس بيوز، اليوم بالجهود المبذولة للتوسط في أول وقف لإطلاق النار بين المتقاتلين هناك منذ عام 2016، وقال: "نعبر عن ارتياحنا لإعلان الأطراف المتحاربة أمس الالتزام بوقف إطلاق النار، على أمل أن تتم ترجمته قريباً إلى نهاية للقتال ومعاناة ملايين اليمنيين".