إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

الأسر الأوكرانية تواجه واقعاً جديداً لها كلاجئين

قصص

الأسر الأوكرانية تواجه واقعاً جديداً لها كلاجئين

فر أكثر من 2.2 مليون شخص من البلاد، فيما أصبحت أزمة اللاجئين هذه الأسرع تفاقماً التي تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
10 مارس 2022 متوفر أيضاً باللغات:
6229e0534.jpg
فالنتينا، المتحدرة من مدينة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا، تحتضن ابن أخيها أندريه في مركز للاستقبال في بلدة ميديكا الحدودية البولندية.

في قاعة رياضية كبيرة في بلدة ميديكا الحدودية البولندية، تغطي مئات من الأسرّة القابلة للطي أرضية الملاعب، وذلك لتوفير أماكن إقامة مؤقتة للاجئين القادمين من أوكرانيا المجاورة. وسط صخب وضجيج العائلات مع أطفالها الصغار، تحتضن فالنتينا ابن أخيها أندريه البالغ من العمر شهرين، وتحاول فهم ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية.

وصلت معلمة رياض الأطفال البالغة من العمر 42 عاماً إلى بولندا في 5 مارس برفقة ابنتها البالغة من العمر ثماني سنوات، وأختها وابن أخيها. وصلوا إلى بر الأمان بعد رحلة شاقة دامت أسبوعاً، قطعوا خلالها مئات الكيلومترات بالحافلات والقطارات وسيراً على الأقدام من مدينة خاركيف شمال شرق أوكرانيا. تقول فالنتينا: "لم أفكر أبداً في أنني سأضطر يوماً ما لمغادرة وطني".

بعد السير في آخر منطقة عبر الحدود مع أندريه الملفوف ببطانية ضد البرد القارس، سارت الأمور بسلاسة. تقول فالنتينا: "كان الجميع هنا ودودين للغاية. لقد استقبلونا وقدموا لنا وجبات ساخنة".

"لم أفكر أبداً في أنني سأضطر يوماً ما لمغادرة وطني"

نقلتهم إحدى الحافلات إلى الصالة الرياضية، حيث لا يوجد سوى القليل من الخصوصية، ولكن كان هناك عدد كبير من المتطوعين من فرق الإطفاء المحلية والصليب الأحمر ومنظمات أخرى، لتوزيع الطعام والتبرعات وأداء بعض الألعاب لتسلية الأطفال.

تقول فالنتينا وهي تنظر إلى أندريه وهو يومض تحت الأضواء الساطعة في القاعة: "لقد نجونا الآن، لكن لا يمكنني أن أكون سعيدة، على الرغم من أنني أحمل مستقبلنا بين يدي، وهو يبتسم لي طوال اليوم".

منذ تصاعد حدة الصراع في أوكرانيا والذي اندلع في 24 فبراير، فر أكثر من 2.2 مليون شخص من البلاد، فيما أصبحت أزمة اللاجئين هذه الأسرع تفاقماً التي تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وقد عبر حتى الآن أكثر من 1.4 مليون لاجئ الحدود إلى بولندا المجاورة، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.

لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فرق على الحدود في بولندا ودول مجاورة أخرى، وذلك بهدف دعم السلطات الوطنية في تقديم المساعدة والحماية للأشخاص المضطرين للفرار. بالإضافة إلى توزيع مواد الإغاثة، تقدم المفوضية خدمات المعلومات والإرشاد، وتساعد في تحديد الأشخاص من ذوي الاحتياجات المحددة، بما في ذلك الأطفال الذين عبروا الحدود بمفردهم والأشخاص من ذوي الإعاقة.

تقول كاتارزينا أوريزانوفسكا، مسؤولة المفوضية في بولندا، أن المفوضية تعمل على الحدود منذ اليوم الأول للأزمة، وأن تركيزها وتركيز زملائها كان منصباً على مراقبة كيفية إيواء الأطفال ورعايتهم: "تشكل النساء والأطفال إلى حد بعيد الجزء الأكبر من اللاجئين. نادراً ما ترى رجلاً هنا. نحاول إيجاد حلول لهم. لقد انفصلوا عن محيطهم المألوف، ويفتقدون آبائهم ولا يستوعبون الوضع. إن كان الكبار يجدون صعوبة في التعامل مع الأمر، فماذا عن الأطفال؟"

"أصبحنا فجأة ... لاجئين"

تصف إيرينيا والدة أندريه ما حدث خلال الأيام الأولى من الصراع عندما اهتزت خاركيف على صوت الانفجارات وقرروا الهروب. تقول وهي تحاول تقبل الواقع الجديد: "جمعنا بعض الأشياء وهربنا. وأصبحنا فجأة ... لاجئين. بقي رجالنا في الخلف للدفاع عن بلادنا، بينما أخذنا أطفالنا إلى بر الأمان".

تعانق أختها فالنتينا ابن أخيها بشدة وترد: "إنه لاجئ الآن، لكنه لن يبقى كذلك. سنعتني به الآن. وعندما يكون كبيراً وقوياً، سيعيد بناء بلدنا".