رسالة المفوض السامي بمناسبة شهر رمضان المبارك

السلام عليكم،

أود أن أعبر لملايين الأسر التي تشهد قدوم شهر رمضان المبارك في جميع أنحاء العالم عن أحر تمنياتي - وهي فترة مباركة يتجلى فيها بالنسبة لكثيرين جوهر التضامن الإنساني والتعاطف والتأمل والعطاء.

في عالم ما زلنا نشهد فيه على نحو مأساوي معاناة إنسانية وأوضاعاً تدعو على اليأس بشكل غير مسبوق، مع وجود حوالي 70 مليون شخص من المهجرين قسراً خارج ديارهم، تبرز أكثر من أي وقت مضى قيم رمضان الأصيلة والمتمثلة بالصبر والرأفة. يأتي هذا الشهر الكريم في وقت نشهد فيه وقوع هجمات غير مبررة بحق أشخاص يتجمعون للعبادة، إضافة إلى كراهية الأجانب والمشاعر السياسية المتشددة تجاه أولئك الذين هم بأشد الحاجة إلى دعمنا.  

وإزاء كل ما سبق، فإن ما يثلج صدري هي مظاهر الكرم التي لا حصر لها والتي غالباً ما يبديها أشخاص لا يملكون سوى القليل. ولعل أماكن مثل هنا في كوكس بازار، هي التي نرى فيها المجتمعات المضيفة في بنغلاديش وهي تُظهر القيم الجوهرية لشهر رمضان يوماً بعد يوم والمتجلية بالرحمة والتضامن والكرم تجاه اللاجئين والنازحين قسراً. ما زلت استلهم من الأفراد والقادة الذين يختارون الشجاعة على الانقسام والرحمة على الخوف.

والأهم من ذلك، دعونا نستوحي من شهر التأمل هذا لنتذكر الأرواح البريئة التي زهقت وهي تنشد الأمان واللجوء، وأن نظهر دعمنا للملايين الذين أجبروا على النزوح من ديارهم بسبب العنف والاضطهاد. دعونا نقف إجلالاً لعزيمتهم وأن نتضامن معهم، اليوم وكل يوم.

ولعل شهر رمضان المبارك يحمل اليوم في طياته رسالة مهمة للغاية لا يجب نسيانها: عسى أن يعلو ما يوحدنا على ما يفرقنا.

رمضان كريم

النهاية

يمكنكم تحميل نسخة الفيديو لرسالة المفوض السامي وكذلك صور للاجئين الذين يحتفون بقدوم شهر رمضان، على الرابط:

https://media.unhcr.org/Package/2CZ7A2RWXI_9

أطلقت المفوضية هذا العام حملة رمضان لمساعدة اللاجئين والأسر النازحة. يمكنك العثور على مزيد من المعلومات هنا:  https://giving.unhcr.org/ramadan/