إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

لاجئات سوريات يساهمن في معالجة أزمة النفايات في لبنان

قصص

لاجئات سوريات يساهمن في معالجة أزمة النفايات في لبنان

يهدف البرنامج إلى الحد من مطامر النفايات في بيروت وتوفير العمل للضعفاء من اللاجئين السوريين.
4 نوفمبر 2016 متوفر أيضاً باللغات:
581b3a544.jpg
تساهم غرام وزميلاتها في معالجة أزمة النفايات المتزايدة في لبنان.

 

أثناء وقوفها أمام عربة نقل مليئة بالنفايات، تقوم غرام البالغة من العمر 36 عاماً بالتدقيق في الزجاجات البلاستيكية والعلب الكرتونية في مركز إعادة التدوير في الأوزاعي، في ضواحي بيروت.

غرام هي من بين ست نساء لاجئات من سوريا ممن حصلن على أوّل وظيفة مدفوعة في Recycle Beirut – وهو مشروع  لبناني لإعادة التدوير مستمر منذ عام واحد ويهدف إلى المساهمة في حل أزمة النفايات التي طال أمدها والتي يعاني منها لبنان منذ عام 2015، وتقديم فرص العمل الضرورية للاجئين السوريين الضعفاء في البلاد.  

وتقول غرام والتي خسرت زوجها كجميع زميلاتها الخمس السوريات في الحرب المستمرة في البلاد: "عندما أتينا إلى هنا، بدأت من الصفر مع أطفال دون زوجي أو أي شخص ألجأ إليه. ولكن عندما حصلت على هذه الوظيفة، بدأت الأمور تتحسن".

يستقبل لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري مسجّل. ومع ما يعادل حوالي ربع سكان البلاد، تستضيف البلاد المزيد من اللاجئين أكثر من أي بلد آخر.

"نحن نقدم الخدمة الاجتماعية والبيئية في الوقت نفسه".

في حين أن سوق العمل في لبنان لا يسمح بعمل الأجانب في جميع القطاعات، إلا أنه يسمح للاجئين السوريين المقيمين بالعمل بصورة قانونية في قطاعي البيئة والتنظيف. ومع ذلك، يكافح العديد من السوريين لإيجاد وظيفة وسط عدد محدود من فرص العمل.

وقد صرحت ميراي جيرار، ممثلة المفوضية في لبنان قائلةً: "لا يفيد المشروع لبنان من خلال المساهمة في الحفاظ على البيئة فحسب، بل إنه أيضاً يحفظ الكرامة والفرصة للاجئين الأكثر ضعفاً على ردّ الجميل للمجتمع الذي يستضيفهم خارج وطنهم".

وأضافت: "يجب تشجيع هذه المؤسسة الإبداعية والصلبة والاعتراف بها. فهي تجد الحلول الإيجابية لكل تحد".

وتقول علا، وهي شقيقة غرام التي تعمل أيضاً في مركز إعادة التدوير، بأن الوظيفة قد أعطت لحياتها في معناً جديداً: "قبل هذه الوظيفة، كنت أمضي أيامي جالسةً مكتوفة اليدين، وكنت أشعر دائماً بالملل والوحدة، لكن لأيامي هدف حالياً، وأشعر بأنني منتجة".

وتكسب كل من علا وغرام 20 دولاراً أميركياً يومياً مقابل فرز المواد القابلة للتدوير كالعلب والورق والبلاستيك وترتيبها وفقاً للحجم والنوعية قبل أن يتم إرسالها لإعادة التدوير في أماكن أخرى من البلاد.

ويشرح قاسم قزق، أحد مؤسسي Recycle Beirut، قائلاً: "يكمن جزء من مشروعنا في خلق فرص عمل لكل من المجتمع اللبناني والسوري. ونحن نحاول إلقاء الضوء على بعض الفرص التي نجمت عن الأزمة بدلاً من اعتبارها ظاهرة سلبية".

يواجه لبنان تحديات بيئية ضخمة. فمن ناحية، بدأت أزمة النفايات في الصيف الماضي بعد إغلاق مكب النفايات الرئيسي في البلاد. ومع تراكم النفايات في أنحاء العاصمة، رأى قزق حاجة إلى التغيير وإيجاد الفرص: "توصلنا إلى فكرة الاستثمار في الوضع وتمكين اللاجئين السوريين، لا سيما اللاجئات، من العيش حياة كريمة والمساهمة بشكل إيجابي في المجتمعات التي يعشن فيها".

"إن المشروع لا يفيد لبنان فقط ... بل يحفظ أيضاً الكرامة والفرصة للاجئين الأكثر ضعفاً".

ويضيف: "يعمل حالياً ستة موظفين سوريين، جميعهم نساء لاجئات يواجهن ظروفاً اجتماعية ومادية صعبة كثيراً. ونحن نقدم الخدمة الاجتماعية والبيئية في الوقت نفسه".

وتعمل الشركة أيضاً مع شركات لبنانية وتعتبر نفسها مؤسسة اجتماعية، لأن هدفها يكمن في كسب المال بينما تقدّم الخدمة الاجتماعية الإيجابية.

درّبت Recycle Beirut ستة نساء في مجال إعادة التدوير وشدّدت أمامهم على هدفها وأهميته. ويقول قزق: "كن يشعرن بالشك أولاً، لكن العمل هنا ساعدهن على الشعور بأنهن منتجات وشجعهن التدريب على إعادة تدوير نفاياتهن المنزلية".

تنفق غرام معظم راتبها على دفع إيجار العائلة. وعلى الرغم من أنها تملك وظيفة وتحصل على 189 دولاراً أميركياً من المساعدة الغذائية الشهرية، إلا أنها لا تزال تكافح لتلبية الاحتياجات، وتقول: "تغيرت الأمور كثيراً منذ أن غادرنا سوريا. ففي الوطن، كنا نملك سيارة وكان منزلنا مجهزاً بالكامل، وكان أطفالي يذهبون إلى المدرسة ويتعلمون اللغة الإنكليزية". فرت غرام من مسقط رأسها في الغوطة الشرقية مع أطفالها في عام 2013.

وعلى الرغم من الصعوبات، تقول غرام بأنها سعيدة. وتوفر لها فرصة العمل شعوراً بالأمان وأملاً بمستقبل أفضل.