إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

أم سورية تتلقى المساعدة للتغلّب على الاكتئاب

قصص

أم سورية تتلقى المساعدة للتغلّب على الاكتئاب

يُعتبر الاكتئاب مشكلة صحية كبيرة تواجه اللاجئين، إلا أن العلاج والتمكين الذاتي يمنحان الأمل للمحتاجين.
13 أبريل 2017 متوفر أيضاً باللغات:
58ef49f74.jpg
لاجئان سوريان يمشيان في مخيم الزعتري في الأردن، مارس 2016.

حين تعود بالذاكرة إلى الوراء، ترى نور* بوضوح أثر اكتئابها على سولكها وعلاقاتها

إلا أن اللاجئة البالغة من العمر 45 عاماً من ريف دمشق والتي تكافح لتربية ثلاثة أطفال وحدها في مخيم الزعتري للاجئين لم تكن تدرك المشكلة التي تعاني منها. 

تتذكر نور قائلةً: "أخبرني الناس من حولي أنهم لاحظوا تغييرات في سلوكي. فقد كنت عدائية وعصبية مع أولادي وأصحبت علاقاتي مع أصدقائي وأفراد عائلتي صعبةً. يمكنني أن أرى ذلك الآن. ولكن عندما أخبرني الناس بذلك للمرة الأولى، أنكرت ورفضت ببساطة نصيحتهم". 

أما ما دفعها إلى السعي للحصول على المساعدة، فكان حادثةً منزلية في مأواها أثناء صنع الشاي، أدت إلى إصابة ابنتها بحروق طفيفة. "لاحظت الممرضة في العيادة التي عولجت فيها ابنتي سلوكي، ونصحتني برؤية طبيب". 

الاكتئاب هو محور يوم الصحة العالمي لهذا العام، الذي يُحتفل به في 7 أبريل، وهو أكثر الحالات السريرية شيوعاً التي تؤثر على اللاجئين. ووفقاً لمنظمة الصحة الدولية، فقد يكون معدل انتشار الاضطرابات النفسية مضاعفاً بين السكان المتضررين من حالات الطوارئ. 

"الممرضة في العيادة... نصحتني برؤية طبيب".

مع نزوح حوالي نصف سكان سوريا الذين كان عددهم قبل الحرب يبلغ 22 مليون نسمة، داخل أو خارجها، تسببت ستة أعوام من الصراع باضطرابات وخسائر كبيرة. فقد تعرّض الملايين للصعوبات والعنف وطردوا من منازلهم وخسروا سبل فرص كسب عيشهم وعلاقاتهم الاجتماعية. 

يشرح بيتر فينتيفوغل، كبير موظفي الصحة النفسية في المفوضية، قائلاً: "الاكتئاب مشكلة تؤثر بشكل كبير على اللاجئين، ليس فقط على صعيد صحتهم النفسية إنما أيضاً على عملهم اليومي وحمايتهم وحصولهم على الخدمات". 

ويضيف: "الخبر السار هو أنه مع الحصول على العلاج المتخصص، وعلى الدعم من الأشخاص غير المتخصصين المدربين وأعضاء المجتمع، يتمكّن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب من التحسّن. ومن خلال تزويدهم بالمعرفة والاستراتيجيات، يستطيع اللاجئون أيضاً أن يلعبوا دوراً مهماً في علاجهم". 

58ef4a1a4.jpg
نور*، معلّمة في الحضانة فرت من الحرب في سوريا، تتأمل الأطفال بينما يلعبون في مخيم الزعتري للاجئين، الأردن. هي تتلقى العلاج للاكتئاب الناتج عن المصاعب التي عاشتها عند النزوح.

تعتقد نور أن مرضها مرتبط بالاضطرابات التي شهدتها في الأعوام الستة الماضية بعد أن كانت حياتها مستقرة في دمشق قبل الصراع. امتلكت وزوجها منزلين في المدينة وكانت تعمل كمعلمة في دار حضانة، وهي المهنة المفضلة لديها. 

تقول: "كانت حياتي جميلة وهادئة. وأعطاني عملي الاستقلالية وكنا نعيش بأمان واستقرار. ومع بداية الحرب، رأيت الكثير من الأمور المروعة؛ الصواريخ والقنابل. نزحنا داخل دمشق، وعندها بدأ الخوف والقلق". 

انتقلت العائلة من حي إلى آخر بحثاً عن الأمان وأنفقت كامل مدخراتها إلى أن شعرت نور بالعوز. أتت أولاً إلى الزعتري في عام 2013 مع أطفالها الثلاثة بعد أن انفصالها عن زوجها داخل سوريا وفراره إلى لبنان. 

كافحت للتأقلم مع الحياة داخل المخيم على مدى أكثر من عام قبل الحادثة التي دفعتها إلى السعي للحصول على العلاج. وبعد إحالتها إلى عيادة الصحة النفسية التابعة للهيئة الدولية الطبية في المخيم والمدعومة من المفوضية، تم تعيين أخصائي أشرف على حالة نور. 

"الاكتئاب مشكلة تؤثر بشكل كبير على اللاجئين".

وبعد أن تم تشخيص إصابتها بالاكتئاب من قبل متخصص في الصحة النفسية وصف لها مضادات الاكتئاب، حضرت نور أيضاً سلسلة من جلسات العلاج الشخصية المصممة لمساعدتها على المساهمة في علاجها. ركزت الجلسات على آليات التكيّف وتحسين المهارات الاجتماعية ومهارات الاتصال، وقد ساعدتها على تحسين علاقاتها مع الآخرين وفقاً لما قالته. 

وهي ممتنة أيضاً لوجود نظام إحالة في المخيم ضمن حصولها على العلاج المتخصص، عندما لاحظت الممرضة في المستشفى أعراضها. ولكن نور تعتقد أن الكثيرين لا يحصلون حتى الآن على الرعاية الضرورية. 

وتقول: "تسببت الأزمة بأمراض نفسية للناس، ولكن لا يزال هناك وصمة عار كبيرة حول هذا الموضوع ويفضل الكثيرون البقاء دون علاج بدلاً من تلقي المساعدة". 

واليوم، تقول نور بأنها تنظر بإيجابية أكثر إلى حياتها التي تحسّنت بعد أن بدأت العمل في التنظيفات في المخيم وفي الحديقة التي زرعتها إلى جانب المأوى الذي تتقاسمه مع أطفالها وزوجها الذي اجتمع بهم. 

"الحديقة جميلة ولدي سبع دجاجات وبطة. أنا أستمتع بالعمل الذي يساعدني في تحسين نفسيتي. بدأت أقوم ببعض النشاطات المجتمعية، كالخياطة. حياتي اليوم لا تشبه حياتي السابقة، لكنني أحاول الاستفادة مما لدي". 

يمكنكم قراءة المزيد عن الصحة النفسية والنزوح هنا. 

*تم تغيير الاسم لأسباب تتعلق بالحماية.