إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

لاجئة من الروهينغا تتغلب على الصعوبات للحصول على التعليم في ماليزيا

قصص

لاجئة من الروهينغا تتغلب على الصعوبات للحصول على التعليم في ماليزيا

شامشيدا هي من بين الأطفال اللاجئين الممنوعين من الالتحاق بالنظام الوطني للتعليم والذين يذهبون إلى المدارس غير الرسمية في ماليزيا حيث لا يتمتع اللاجئون بوضع قانوني.
16 يونيو 2017 متوفر أيضاً باللغات:
5948ce044.jpg
طالبة من الروهينغا تتغلب على الصعوبات للحصول على التعليم في ماليزيا.

لم تطأ قدما شامشيدا، وهي لاجئة من الروهينغا تبلغ من العمر 18 عاماً، صفاً إلا في مراهقتها. ولا تزال حتى الآن تجابه الصعوبات للحصول على التعليم.

قالت المراهقة التي تذهب يومياً إلى مدرسة غير رسمية في كوالالمبور، عاصمة ماليزيا، مع شقيقتها ياسمين التي تبلغ من العمر 15 عاماً: "بدأت دراستي عندما كنت في الـ14 من العمر، فلم يكن هنالك مدرسة أذهب إليها".

غالباً ما يتوقف الأطفال اللاجئون مثل شامشيدا عن التعليم بعد تهجيرهم من الوطن واضطرارهم إلى العيش مع عائلاتهم في البلاد التي تأويهم، على الرغم من أن الاستقبال الذي يتلقونه قد يختلف.

في ماليزيا التي تضم 150,000 لاجئ مسجل لدى المفوضية، لا يتمتع اللاجئون بوضع قانوني.

ويُمنع أطفال الروهينغا– الذين ينحدرون من أقلية مسلمة محافظة والذين فرت عائلاتهم من العنف في ميانمار منذ أكثر من 10 أعوام- من الحصول على التعليم الرسمي، ما فرض على المفوضية وشركائها من المنظمات غير الحكومية ومجتمعات اللاجئين دعم نظام مدرسي موازٍ.

"لا يذهب أصدقائي إلى المدرسة... وأشعر بالأسى لأجلهم".

بدأت شامشيدا تعليمها في سن متأخر، لذا، فقد وُضعت في صف ابتدائي مع أطفال أصغر سناً توفَّر فيه دروس اللغة الإنكليزية والرياضيات والعلوم. وفي حين أن مستواها التعليمي لا يتوافق مع عمرها، إلا أنها تقدّر فرصة التعلم وتقول: "لا أمانع وآمل أن أذهب إلى المدرسة الثانوية وأتعلم استعمال الكمبيوتر".

إن التحديات التي تواجهها شائعة جداً. ووفقاً لتقرير صادر عن المفوضية، 50% فقط من الأطفال اللاجئين حول العالم مسجلون في المدرسة الابتدائية و22% في الثانوية و1% فقط يتلقون التعليم الجامعي.  

والوضع أسوأ بالنسبة إلى أطفال الروهينغا في ماليزيا. وحتى ديسمبر 2016، تمكن حوالي ثلث الأطفال في سن الدراسة – 39%- من الحصول على التعليم، في حين صُنّف الباقون على أنهم خارج المدرسة، وفقاً لوحدة التعليم التابعة للمفوضية في ماليزيا.

يتلقى الأطفال التعليم في 120 مركزاً تعليمياً غير رسمي في أنحاء ماليزيا يديره مجتمع اللاجئين أو المنظمات الدينية بدعم من المفوضية. ويواجه العديد من هذه المراكز مصاعب متمثلة بقلة التمويل والموارد واكتظاظ الصفوف.

وتشمل التحديات الأخرى تبدل المدرسين بشكل كبير وتوقف الطلاب عن التعليم لأسباب مالية أو ثقافية وقلة فرص التعليم العالي.

قالت شامشيدا: "لا يذهب أصدقائي إلى المدرسة، بعضهم يعمل في السوق والبعض الآخر متزوج وآخرون يعتنون بأشقائهم ... أشعر بالأسى عليهم".

تعتمد المدارس كتلك التي تذهب إليها حالياً شامشيدا وشقيقتها الأصغر سناً ياسمين في كوالالمبور، على المدرسين المتطوعين، وبعضهم معلمون متقاعدون، كميرا.

"لا أجيد القراءة والكتابة... لذا لا أريد أن يعمل أطفالي بل أريدهم أن يدرسوا".

قالت ميرا*، التي تتطوع أيضاً لتحسين المنهج في مركز تعلم اللاجئين: "سألني أحد الأصدقاء إذا كنت أريد التطوع. وبما أنني كنت أعمل في التعليم طيلة حياتي، قلت "لمَ لا؟". الأطفال هم أطفال. لا يحتاجون إلى الجنسية، بل يحتاجون إلى التعليم".

يعتبر الحصول على التعليم أساسياً بالنسبة إلى أكثر من 21 مليون لاجئ في أنحاء العالم يشكل الأطفال أكثر من نصفهم. وفي حين أن المفوضية تقدر الدعم المقدم من المدارس غير الرسمية، إلا أنها تدعم إمكانية حصول اللاجئين في ماليزيا على التعليم الحكومي.

5948ce574.jpg
شامشيدا (على اليمين) وشقيقتها ياسمين، البالغة من العمر 15 عاماً، تحضران الصف في إحدى المدراس غير الرسمية للاجئين في كوالالمبور، ماليزيا.

وصرحت ميمي زارينا أمين، مسؤولة التعليم في المفوضية في ماليزيا قائلةً: "إن أي دعم لحصول الأطفال اللاجئين على التعليم سيمكّن المفوضية من أن تنهي تدريجياً نظام التعليم الموازي غير الرسمي الذي تدعمه حالياً وتحول الموارد نحو البرامج التي يستفيد منها كل من الأطفال اللاجئين وأطفال المجتمع المضيف".

وعلى الرغم من أنها لم تتلقَ التعليم، إلا أن أمينة، والدة شامشيدا، تدعم بناتها وتأمل أن يفتح التعليم أمامهن أبواباً لم تُفتح لها.

وقالت أمينة ذاكرةً كيف أن الافتقار إلى التعليم يؤثر عليها يومياً: "ولدت في عائلة فقيرة واضطررت إلى إيجاد طريقة للحصول على الطعام. في كل مرة أركب فيها سيارة أجرة، لا أعرف الأرقام. ولا أجيد القراءة أو الكتابة ولا أجيد القيام بأي شيء. لذلك لا أريد أن يعمل أطفالي بل أريدهم أن يدرسوا".

بينما تدرك شامشيدا بأنها أكبر من زميلاتها في الصف، إلا إنها تحصل على التشجيع من أمينة. وقالت أمينة: "أقول لها بألا تشعر بالخجل لأن ذلك سيكون في مصلحتها وليس في مصلحتي. أريدك أن تذهبي إلى المدرسة لمصلحتك".