إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

أطفال سوريون ولبنانيون ينشرون البهجة في جوقة للصم

قصص

أطفال سوريون ولبنانيون ينشرون البهجة في جوقة للصم

في لبنان، تساعد جوقة من الأطفال الصم من لاجئين سوريين وسكان محليين ومجموعة من أكثر من 160 شخصاً من بينهم مؤدون من اللاجئين في نشر الفرحة في موسم أعياد الميلاد.
24 ديسمبر 2018 متوفر أيضاً باللغات:

بقمصان بيضاء وقبعات "بابا نويل" الحمراء، يؤدي أطفال لبنانيون وسوريون بحماس كبير أغنيات أعياد الميلاد، مستخدمين أصابعهم للتعبير عن الموسيقى التي يتواصلون معها بواسطة قوقعات اصطناعية والتي تعلموها في أول جوقة ميلادية للصم في لبنان.

تجعل القوقعات الصناعية الموسيقى تبدو مختلفة جداً، حيث يشبهها الباحثون وكأنها أصوات تحت الماء أو في نفق. ولكن هؤلاء الأطفال من لبنانيين ولاجئين سوريين قبلوا التحدي.

أمضى هؤلاء الأطفال الذين يسمعون الأنغام بواسطة أجهزتهم حوالي ستة أشهر يتدربون على حفظ كلمات ثلاث أغانٍ ميلادية معروفة، ومن الواضح بأنه وبفضل جهودهم تمكنوا من الغناء معاً بتناغم كبير.

"أنا فخورة جداً بهم، فهم يؤدون أغنية لا يستطيعون سماعها جيداً"

الجوقة مؤلفة من 26 طفلاً من لبنانيين ولاجئين سوريين تتراوح أعمارهم بين 4 و16 عاماً وتشرف عليهم قائدة الجوقة باسكال خير الله وهي المديرة الفنية للمدرسة التي تقع في ضواحي بيروت.

كان على الأطفال تجزيء كل كلمة إلى أحرف ليتمكنوا من لفظها جيداً وقد كانت النتيجة مبهرة وفقاً لخير الله التي قالت: "أنا فخورة جداً بهم، فهم يؤدون أغنية لا يستطيعون حتى سماعها جيداً وهذا يشبه قيام شخص ضرير بتلوين رسم لا يستطيع رؤيته.... لذا فمن الرائع أنهم تمكنوا من القيام بذلك".

الطفل علي البالغ من العمر 9 أعوام والقادم من دمشق هو من بين الأطفال اللاجئين السوريين السبعة الذين شاركوا في الجوقة. ويعاني علي منذ الولادة من ضعف في السمع وقد تعلم استخدام صوته للمرة الأولى عند انضمامه إلى المدرسة في عام 2012 واستخدامه أجهزة السمع. وقال علي الذي يفضل أغنية Silent Night: "أنا سعيد بالغناء مع أطفال آخرين".

حرص الأطفال على أن يكون أداؤهم مفهوماً لجميع الذين يأتون إلى الحفل وأصروا على أداء أغنية واحدة بلغة الإشارة.

وأضافت خير الله: "طلبوا أداء أغنية بلغة الإشارة وقالوا: "ماذا لو كان هناك شخص أصم يسمعنا. نريد أن نشرح له ما نغنيه"".

مدرسة الأب أندويغ للصم التي أسسها في عام 1957 الأب أندي أندويغ، وهو كاهن إنجيلي هولندي توفي في عام 1999، هي واحدة من المؤسسات القليلة في لبنان التي توفر علاجاً متخصصاً في الكلام والسمع. ترحب المدرسة، والتي توفر المفوضية لها الدعم، بالأطفال اللبنانيين واللاجئين السوريين من مختلف الانتماءات الدينية والذين يعانون من اضطرابات في السمع وتترواح أعمارهم بين 3 و18 عاماً.

وقالت غلاديس شاويش، مديرة جمع التبرعات في المدرسة: "قدمت المفوضية الدعم للأطفال اللاجئين السوريين في المدرسة العام الماضي وهذا العام وفرت المزيد من الدعم. هناك 24 طفلاً لاجئاً سورياً ممن تدعمهم المفوضية".

يأمل أطفال المدرسة بأن يؤدوا أغانيهم أمام جمهور أكبر في العام القادم ليظهروا عزيمتهم وكيف أن الموسيقى هي لغة عالمية للجميع. أما الآن، فهم يأملون بنشر الفرح بين أكبر عدد ممكن من الأشخاص في العالم من خلال أصواتهم.

وقال علي: "أريد أن أتمنى للجميع ميلاداً مجيداً وعاماً سعيداً". وفي وقت سابق من هذا الشهر، استضاف لبنان الذي يعيش فيه حالياً أكثر من 950,000 لاجئ سوري مسجل، جوقة ميلادية أخرى تضم لاجئين.

ففي مدينة طرابلس الشمالية، اجتمع أكثر من 160 مغنياً، ومن بينهم أشخاص من ذوي الإعاقة بالإضافة إلى لاجئين سوريين وعراقيين وفلسطينيين، للأداء في حفل هدفه نشر رسالة السلام والوحدة.

" أردت أن أخرج من داخلي ألم النزوح والصعوبات التي مررت فيها بطريقة جميلة"

اتصلت منظمة غير حكومية محلية بالمفوضية في أوائل شهر نوفمبر وكانت تبحث عن مغنين موهوبين من اللاجئين. وقالت وفاء خوري، وهي منظمة الحفل: "كانت فكرتنا أن يكون الحفل شاملاً للجميع. نريد أن نرقى إلى مستوى إنسانيتنا وأن نظهر أن الجغرافيا واللغة والإعاقة لا تقف بيننا كبشر لأن الله خلقنا متساوين".

ومن بين المؤدين، سيدرا البالغة من العمر 18 عاماً وهي من إدلب في سوريا. وصلت إلى لبنان مع عائلتها منذ عامين وبدأت تغني في محاولة للتخلص من حزنها، وقالت: "أردت أن أخرج من داخلي ألم النزوح والصعوبات التي مررت فيها بطريقة جميلة تساعدني على التخلص من هذا الألم".

تبلغ اللاجئة العراقية تيريزا من العمر 16 عاماً وهي من قرة قوش بالقرب من الموصل. قالت بأن أعياد الميلاد خلال الأعوام الثلاثة السابقة التي أمضتها خارج بلدها، تذكرها بوطنها وبالأوقات السعيدة، إلى أن انضمت إلى الجوقة هذا العام. "جعلتي الجوقة أنسى ألم العيش خارج الوطن. هنا، نغني معاً، يداً بيد ونشعر بالفرح والسلام".

ساهمت في كتابة الخبر دلال معوض في طرابلس