إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

أتوم أرولو: "الأشخاص الأقل غنى هم الأكثر عطاءً"

قصص

أتوم أرولو: "الأشخاص الأقل غنى هم الأكثر عطاءً"

بعد ذهابه في مهمة عمل إلى الأردن، سلط الصحفي والداعم الرفيع المستوى للمفوضية الضوء على أزمة اللاجئين السوريين وعلى أوجه التشابه بين السخاء في الأردن والفلبين.
10 أغسطس 2018
5bcee6a54.jpg

بعد حوالي ثمانية أعوام من الحرب واحتدام الصراع في سورياً، تحطمت آمال الملايين من اللاجئين الذين يحلمون بالعودة إلى ديارهم عندما تصبح الظروف آمنة. 

في زيارة قام بها إلى الأردن، التقى داعم المفوضية الرفيع المستوى والصحفي الإذاعي أتوم أرولو مع الأشخاص والأسر الذين وجدوا الأمان في هذا البلد الذي رحب بسخاء بأكثر من 667,000 لاجئ سوري منذ اندلاع الصراع في مارس 2011.  

في مخيم الأزرق، التقى أتوم بعيد الزلفان، والذي فر من مدينة حمص في عام 2016 مع عائلته. أجبرهم العنف المتصاعد على ترك كل شيء: تعليم الأطفال والجيران الذين أحبوهم وحتى المواشي التي كانوا يعتنون بها. لم يكن بجعبتهم إلا القليل من الطعام والماء، وخاطروا برحلة صعبة إلى الأردن لمدة 20 يوماً على أمل بناء حياة جديدة، بعيداً عن صوت القنابل التي تتساقط على قريتهم. 

وقال عيد: "اشتقت لسوريا، واشتقت لمنزلي. المنزل عزيز علينا، مهما كان المكان الذي نأتي منه. لكن سوريا مختلفة الآن، وأخاف أن أعود وأخشى ألاَّ أجد هناك الأشخاص الذين أحبهم. والآن، بعد أن تغير كل شيء وتدهورت الأوضاع، لا أفكر في الذهاب من الأردن. إن مستقبل سوريا غامض، لكننا نأمل دائماً في الأفضل". 

وأضافت زوجته أمّ جيهان: "إن أكثر ما أفتقده في سوريا هو الأمور البسيطة كالاحتفال بعطلة العيد وعيد الأم". 

منذ انتقاله مع عائلته إلى الأزرق في عام 2016، يدعم عيد الأنشطة المجتمعية في قريته. وعلى الرغم من الأرض القاحلة والجو الحار في المخيم، بدأ أيضاً بزراعة قطعة أرض صغيرة بالفواكه والخضروات على شريط رقيق من التربة بجانب مأواه.

عندما قيل له بأن هنالك فلبينيين يدعمون عمل المفوضية للاجئين السوريين من خلال تبرعات شهرية، قال عيد: "شكراً جزيلاً لكم على رعايتكم. نحن لا ننسى أصدقاءنا أبداً". 

الحياة في مخيم الأزرق

يعيش في الوقت الحالي حوالي 36,000 لاجئ سوري في مخيم الأزرق الذي تم تأسيسه في عام 2014 بعد بلوغ مخيم الزعتري الأكبر حجماً قدرته القصوى. يضم أربع قرى، لكل منها مدارسها ومستشفاها وسوقها. الأزرق هو أيضاً أول مخيم للاجئين تُنشأ فيه محطة للطاقة الشمسية. وتقدم مراكز دعم المجتمعات المحلية في الأزرق مجموعة من الأنشطة التي تسمح للاجئين بإعادة بناء حياتهم. هنا، اجتمع أتوم مع فنانين وأطفال يلعبون رياضتهم المفضلة وهي كرة القدم، ونساء وأمهات يتعلمن مهارات جديدة كالخياطة وحتى تصفيف الشعر.

بعد التجول في المخيم لمدة يوم كامل، لاحظ أتوم أن الأزرق هو دليل على أن الحياة يمكن أن تنبعث وتستمر حتى في صحراء قاحلة. هنا، يمكن لعشرات الآلاف من الناس الذين فروا من أهوال لا توصف ومن العنف أن يتعافوا ويعيشوا بكرامة.

وقال أتوم: "جزء هام من إعادة تأهيلهم هو القدرة على الوصول إلى هذه الخدمات التي تجعلهم يشعرون بأنهم مجتمع واحد وأنهم قادرون على استخدام مواهبهم لمساعدة أنفسهم ومساعدة الآخرين أيضاً". 

في حين أن الدمار داخل سوريا هو ما يتبادر إلى الذهن عند ذكر الحرب، إلا أنه من المهم ملاحظة أن معظم اللاجئين السوريين يعيشون في بلدان مجاورة مثل الأردن ولبنان وتركيا. تواصل المفوضية الدعوة إلى دعم البلدان المستضيفة في أوساط المجتمع الدولي. وفي ظل غياب حل سياسي للنزاع، يجب على المجتمع الدولي أن يزيد من مساعداته في البلدان المستضيفة.

وقال أتوم بأنه في ظل الضغط الهائل على موارد الأردن، فقد حافظ شعب هذا البلد على سخائه وتعاطفه مع العائلات التي أجبرت على الفرار.

"من المدهش حقاً أن الأشخاص ممن لديهم القليل هم الأكثر عطاءً"

وأشار أتوم إلى التقاليد في بلده المتمثلة في تقديم العون الإنساني للأسر التي لجأت خلال تسع موجات في الفلبين خلال القرن الماضي: "من المدهش حقاً أن الأشخاص ممن لديهم القليل هم الأكثر عطاءً. لا يترددون في تقديم المساعدة وقبول اللاجئين، بل وحتى تقديم الدعم المعنوي وهو من الأمور التي شاهدتها من الأردنيين وذكرتني بالفلبين". 

وقال: "الفلبين دولة نامية، وعلى الرغم من ذلك، فقد أثبت الفلبينيون أنهم طيبو القلب وكرماء ومستعدون لتقديم يد المساعدة خاصة عندما يلجأ أحد إليهم. وبطريقة ما، يمكننا أن نرى أن هذا النوع من التقاليد والانفتاح هو أمر مشترك بين مختلف الثقافات. يمكننا أن نرى ذلك في الأردنيين. هذا هو السبب الذي يجب أن يدفعنا لتقديم الدعم تضامناً مع اللاجئين السوريين وأيضا مع الشعب الأردني الذي يواصل دعم اللاجئين القادمين إلى بلاده". 

نقف معاً #مع_اللاجئين 

بعد ما شاهده، قال أتوم بأن مهمته إلى الأردن منحته الأمل، فيما لا يزال النزوح القسري في جميع أنحاء العالم يصل إلى أرقام قياسية: "هناك انعدام كبير في الأمن، وأحيانًا نشعر بأن العالم ينهار. ولكن عندما تذهب إلى أماكن كهذه يعمل الناس من بلدان أُخرى معاً لمساعدة بعضهم البعض، ولمساعدة الأشخاص المحتاجين والمحرومين، تدرك بأن هذه هي الطريقة التي ينبغي أن تجري فيها الأمور". 

واختتم أتوم بالقول: " اخترت أن أصدق أن هذه هي الطبيعة الحقيقية للناس وليس العكس. فقليل من التعاطف يساعد في إحراز تقدم كبير".

أنهى أتوم زيارته بدعوة واضحة للتضامن مع اللاجئين السوريين، في ضوء الاحتياجات الإنسانية المتزايدة وقال: "نود أن نشكر جميع داعمينا ومانحينا، والأشخاص الذين قدموا الكثير من أجل اللاجئين في سوريا، وكذلك اللاجئين المحتاجين في جميع أنحاء العالم.نحن هنا في الأردن ويمكننا أن نرى بالفعل أين يذهب كل هذا الدعم. لكنَّ احتياجات [اللاجئين السوريين] لا تزال تنمو وهم بحاجة إلى دعمنا المستمر، لذلك نحن نعتمد على سخائكم".