إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

الأمين العام خلال "قمة اللاجئين" في باكستان: على العالم أن يتحرك لصالح اللاجئين الأفغان

قصص

الأمين العام خلال "قمة اللاجئين" في باكستان: على العالم أن يتحرك لصالح اللاجئين الأفغان

في "قمة اللاجئين" المنعقدة في إسلام آباد، احتفى القادة بالسخاء المتواصل لباكستان وإيران في استضافتهما للاجئين الأفغان - وحثوا الدول الأخرى على بذل المزيد من الجهد لدعمهما.
17 فبراير 2020 متوفر أيضاً باللغات:
5e4b64f64.jpg
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس يتحدث خلال "قمة اللاجئين" في إسلام أباد، باكستان.

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس اليوم بأنه يجب على العالم أن يكثف جهوده وأن يفعل المزيد من أجل اللاجئين الأفغان، داعياً للمزيد من التضامن والدعم وسط واحدة من أكبر وأطول أزمات اللاجئين أمداً في العالم.

وقال غوتيريس: "لا يمكن التخلي عن أفغانستان وشعبها. لقد حان الوقت لأن يتحرك المجتمع الدولي لصالحهم".

وتحدث غوتيريس هذا الصباح في مستهل مؤتمر يستمر لمدة يومين حول مصير ملايين الأفغان الذين يعيشون كلاجئين، في وقت يتم الحديث فيه عن اتفاق محتمل للسلام يوفر بصيصاً جديداً من الأمل.

تسببت أربعة عقود من إراقة الدماء بتهجير ملايين الأفغان، حيث أظهرت باكستان وإيران المجاورتان كرماً وحسن ضيافة هائلتين على مر السنين. وقد تحول انتباه العالم - وخاصة تمويله - إلى مناطق أخرى من العالم حيث فرت أعداد كبيرة من الأشخاص من أماكن مثل سوريا وجنوب السودان وميانمار وفنزويلا.

وقد فرض استقبال عدد كبير من اللاجئين الأفغان ضغوطاً لا يمكن تجاهلها على المجتمعات المضيفة في إيران وباكستان، والتي تستضيف حالياً 90% من مجمل اللاجئين الأفغان المسجلين في جميع أنحاء العالم والبالغ عدهم 2.7 مليون شخص.

وقال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان بأن استضافة الأفغان كان لها فوائدها، حيث أقام اللاجئون والمضيفون علاقات أوثق في مختلف مجالات الحياة: "إنها علاقة مميزة استمرت عبر السنين".

وأضاف خان ممازحاً بأن "أحد الآثار الجانبية اللطيفة" هي الطريقة التي تعلم فيها اللاجئون الأفغان لعب الكريكيت من مضيفيهم الباكستانيين.. "لكن الأمر المحرج هو أن فريق الكريكيت الأفغاني تحت سن 19 عاماً فاز على فريق الكريكيت الباكستاني تحت 19 عاماً!"

اتخذت كل من إيران وباكستان خطوات لضمان وصول اللاجئين إلى المدارس الحكومية وأنظمة الرعاية الصحية الحكومية. وقد ساعدت هذه المبادرات، والتي يعود تاريخها إلى عدة سنوات، في إضاءة الطريق للميثاق العالمي بشأن اللاجئين، والذي يهدف من بين أمور أخرى إلى تخفيف الضغوط على البلدان المضيفة وتعزيز اعتماد اللاجئين على أنفسهم.

وقال فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: "هذا ما نحن عليه اليوم لنحتفي به: التعاطف، وحسن الضيافة، وتضامن شعوب البلدان المضيفة؛ وشجاعة وعزيمة الشعب الأفغاني".

"هدفنا هو حشد المزيد من الموارد والاستثمارات [و] توسيع دائرة الشركاء"

وناشد غراندي وغيره من المتحدثين من أجل المزيد من التضامن مع اللاجئين الأفغان ومضيفيهم.

من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس: "هدفنا هو حشد المزيد من الموارد والاستثمارات وتوسيع دائرة الشركاء وإقامة روابط أقوى بين الاستثمارات الإنسانية والتنوية والسلمية".

بعد عقود من الصراع، لا تزال أفغانستان من الأماكن غير المستقرة. فقد نزح أكثر من 400,000 شخص داخل البلاد في العام الماضي بسبب النزاع والجفاف وغيره من الأخطار الطبيعية. في الوقت نفسه، تمكن 8,000 لاجئ فقط من العودة إلى ديارهم من خلال برنامج العودة الطوعية.

ومع ذلك، فإن الدعم العالمي للاجئين الأفغان - والبلدان والمجتمعات المضيفة لهم - آخذ في الانخفاض. فعلى مدى ثلاثة أعوام متتالية، حصلت المفوضية على أقل من نصف ميزانيتها المطلوبة للوضع الأفغاني. وتشكل حالات النقص السنوية هذه ضغطاً هائلاً على اللاجئين والمجتمعات المضيفة، حيث يتم تقليص البرامج، وعلى حكومات البلدان المضيفة التي يتعين عليها التعامل مع التداعيات.

أولئك الذين يدفعون الثمن الأكبر هم في الغالب من اللاجئين الشباب. ومن شأن الجهود المبذولة لتعليم وتمكين الشباب الأفغاني في بلدان اللجوء أن تعدهم للعب دور قيادي في إعادة بناء بلدهم عند عودتهم. لكنهم يحتاجون إلى مزيد من الاستثمار في البنية التحتية للمدارس والمعلمين والمنح الدراسية الجامعية.

كما أن من شأن المزيد من الدعم الدولي أن يجعل من الممكن توسيع نطاق برامج التدريب حيث يتعلم الأفغان ومضيفوهم جنباً إلى جنب، ليطوروا المهارات التي تمكنهم من كسب الرزق.

"نحتاج أن نفكر فيهم كأشخاص ويجب تقديم حلول تتناسب مع القرن الحادي والعشرين"

وقالت سانيا نيشتار، وهي طبيبة باكستانية تعمل كمساعدة خاصة لرئيس الوزراء في مجال الحماية الاجتماعية والتخفيف من حدة الفقر: "لقد سمعت عن الأفغان لعقود من الزمان كجزء من مسرح سياسي كبير، وهذا أمر يجب أن يتغير". وأضافت: "نحن بحاجة للتفكير بهم كأشخاص ويجب تقديم حلول تتناسب مع القرن الحادي والعشرين".

وكان من بين المتحدثين الآخرين في "قمة اللاجئين" ساروار دانيش، النائب الثاني للرئيس الأفغاني، وشاه محمود قريشي، وزير الخارجية الباكستاني؛ وزلماي خليل زاده، الممثل الخاص الأمريكي لشؤون المصالحة في أفغانستان.

وقبيل القمة، التقى الأمين العام والمفوض السامي يوم الأحد بمجموعة مؤلفة من 20 لاجئاً في إسلام أباد، بمن فيهم شيوخ المجتمع المحلي وطلاب الجامعات الواعدين.

وقالت زينب مها شاه، البالغة من العمر 22 عاماً، والتي تدرس الآن المعلوماتية الحيوية في جامعة "القائد الأعظم" في باكستان: "أنا طفلة حرب وقد ولدت كلاجئة". زينب هي واحدة من حوالي 350 لاجئاً في باكستان من الحاصلين على منحة "DAFI" الدراسية التي تمولها الحكومة الألمانية وتديرها المفوضية.

معظم أقرانها ليسوا محظوظين كما هي. وقد ناشدت زينب وآخرون في الاجتماع من أجل تقديم المزيد من المنح الدراسية، إلى جانب المزيد من التدريب على المهارات والمزيد من الفرص لكسب الرزق.

بعد أربعة عقود، يحتاج المجتمع العالمي إلى رفع مستوى الاستثمار في اللاجئين الأفغان - لمساعدتهم على اكتساب التعليم والمهارات اللازمة لإعادة بناء بلدهم عندما يحل السلام والاستقرار في نهاية المطاف.

وقال غراندي: "في الوقت نفسه، لا يمكننا أن نتخلى عن اللاجئين الأفغان - والأفغان داخل البلاد - إلى سنة أخرى، ناهيك عن عقد آخر، وأن يعيشوا حياة محفوفة بالمخاطر بينما ينتظرون السلام".