إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

طالبو لجوء يزرعون بذور استقرارهم في البوسنة والهرسك

قصص

طالبو لجوء يزرعون بذور استقرارهم في البوسنة والهرسك

هناك حوالي 75,000 لاجئ وطالب لجوء ومهاجر ممن مروا عبر البوسنة والهرسك منذ أوائل عام 2018.
30 يوليو 2021 متوفر أيضاً باللغات:
610007224.jpg
عادل، طالب لجوء من إيران، في حقل للمحاصيل زرعه في مزرعته الواقعة في شمال غرب البوسنة والهرسك.

يربط معظم الأشخاص الريف بجمال الطبيعة، لكن عندما لمح عادل، وهو طالب لجوء إيراني، الريف بالقرب من قريته الجديدة في البوسنة والهرسك، رأى فرصة لتحويل الأرض الخصبة إلى تجارة مزدهرة.


كان ذلك في عام 2018 عندما وصل لتوه إلى القرية بالقرب من بلدة بيهاتش الشمالية الغربية مع ابنه سجاد، البالغ من العمر 12 عاماً، وذلك بعد اضطرارهما للفرار من إيران.

وقال: "يتمتع الريف الذي يحيط بقرية بيهاتش بأرض جيدة، ورأيت على الفور فرصة لي ولابني لبناء حياة جديدة ... وقد وفر لي أهل القرية الطيبون الفرصة لبدء حياتي من جديد واغتنمت هذه الفرصة".

اعتمد عادل في مشروعه على معرفته بصفته مهندساً زراعياً في إيران، ليشرع في زراعة الذرة والبصل والخيار وتربية الدواجن والنحل في قطعة الأرض المجانية التي قدمها له القرويون. هدفه الآن هو إنشاء شركة ناجحة توفر فرص عمل للسكان المحليين.

ومع ذلك، لا يمكنه تحقيق هذا الحلم حتى يتلقى قراراً رسمياً بشأن طلب اللجوء الذي تقدم به.

بحسب معلومات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، هناك حوالي 75,000 لاجئ وطالب لجوء ومهاجر ممن مروا عبر البوسنة والهرسك منذ أوائل عام 2018. ولم يبق سوى نسبة ضئيلة في البلاد لطلب اللجوء، بينما يحاول معظمهم الوصول إلى أوروبا الغربية.

عادل هو جزء من أقلية صغيرة ممن يرون مستقبلهم في البوسنة ويريدون البقاء فيها. وبشكل عام، فقد انخفض عدد طالبي اللجوء والمهاجرين الذين وصلوا إلى البلاد خلال جائحة فيروس كورونا، لكن السلطات لا تزال تواجه تحديات من حيث توفير المساعدة الإنسانية والوصول إلى الحقوق للفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك طالبي اللجوء.

"لدي خطط وموارد لتحسين حياة عائلتي"

وقد تعرضت قدرات السلطات إلى ضغوط شديدة في الجزء الشمالي الغربي من كانتون أونا سانا، حيث تقع قرية عادل، وكذلك في العاصمة سراييفو.

تتسبب فترات الانتظار الطويلة الأمر بضغوطات نفسية شديدة على الأشخاص الذين يطلبون اللجوء في البلاد بسبب حالة عدم اليقين التي ينطوي عليها الأمر. على سبيل المثال، فإن طلب اللجوء الذي تقدم به عادل كان في عام 2019 وبمساعدة المفوضية.

بعد تسعة أشهر، حصل على تصريح للعمل. بالإضافة إلى رعايته لأرضه، فقد استخدم لغته ومهاراته الأخرى كوسيط ثقافي مع "خدمة الكنيسة العالمية" في مراكز الاستقبال في كانتون أونا سانا أثناء انتظار قرار بشأن وضعه كلاجئ.

يقول: "شغلي الشاغل الآن هو انتظار قرار السلطات. لدي خطط وموارد لتحسين حياة عائلتي في بيهاتش، وزيادة محصولي ولأن أكون قادراً على بيع المنتجات. للقيام بذلك، أحتاج إلى تنظيم وضعي القانوني".

التقت مساعدة المفوض السامي لشؤون الحماية، جيليان تريغز، بعادل عندما زارت البوسنة والهرسك في شهر يوليو، وهنأته على مساهمته في مجال الأعمال لفائدة اقتصاد البلاد ومجتمعه المحلي، في الوقت الذي لا يزال فيه كطالب لجوء.

وقالت مشددة على أنها تتفهم الضغط الذي يواجهه عادل والآخرين وهم ينتظرون عدة مرات وعلى مدى سنوات، من أجل الحصول على القرار: "من المهم تحديد أولئك الذين يلتمسون حق اللجوء في البوسنة والهرسك في أقرب وقت ممكن وتسجيل طلباتهم ومعالجتها".

وأضافت: "قد تؤثر فترات الانتظار الطويلة، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من نقاط ضعف، على إمكانية اندماجهم. وستدعم المفوضية السلطات من أجل تحسين إجراءات اللجوء لديها".

تعمل المفوضية مع وزارة حقوق الإنسان واللاجئين وكذلك المجتمع المدني واللاجئين من أجل إعداد قانون داخلي لتحسين مستوى الاندماج. وسوف يساعد القانون طالبي اللجوء على التعامل مع النظام الإداري المعقد للبلاد، وتحسين سبل الوصول إلى التعليم والتدريب المهني واللغوي والخدمات الاجتماعية.

"تحلوا بالصبر وتعلموا اللغة"

في غضون ذلك، قد يكون الطريق إلى إيجاد مكان في المجتمع طويلاً. فقد وصل سيف الدين خالد، على سبيل المثال، إلى البلاد من مدينة حلب السورية بتأشيرة طالب في عام 2015 وبعد ذلك بقليل، تقدم بطلب للجوء.

استغرق الأمر عامين آخرين قبل أن يتمكن من الالتحاق بجامعة ترافنيك، لكنه أُجبر على ترك الدراسة لأنه لم يكن لديه الحق في العمل وكسب الدخل. في نهاية المطاف، حصل على وضع الحماية الفرعية - وهو شكل من أشكال الحماية الدولية التي تأتي عادةً بحقوق أقل من صفة اللجوء - وانتقل إلى سراييفو حيث وجد عملاً كمرشد سياحي في وكالة سفر محلية.

في أبريل 2020، فقد سيف الدين وظيفته بسبب جائحة فيروس كورونا. وبفضل مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي يهدف إلى التخفيف من تأثير الوباء على اللاجئين من الفئات الضعيفة في البوسنة والهرسك، تلقى حزم مساعدات من المفوضية إلى أن تم تخفيف القيود المفروضة بسبب فيروس كورونا وتمكن من استعادة عمله.

ومنذ شهر مايو، يعمل مع شريك المفوضية في مجال المساعدة القانونية المجانية في البلاد، فاشا برافا، كمرشد لأقرانه من اللاجئين في مشروع آخر يموله الاتحاد الأوروبي ويوفر معلومات لطالبي اللجوء المحتملين. إنها بداية جديدة وفرصة لممارسة مهاراته في اللغة البوسنية، لكنها كانت رحلة طويلة نحو الاستقرار.

وقال: "أقول للأشخاص الذين يرغبون في طلب اللجوء في البوسنة ... أن يتحلوا بالصبر ويتعلموا اللغة لأنها تظهر الاحترام للمجتمع الذي يرحب بهم. يستغرق الأمر وقتاً ولكن بدء حياة جديدة في أمان أمر يمكن تحقيقه".