إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

مستويات قياسية للجفاف في إثيوبيا يطال تأثيرها السكان والمواشي

قصص

مستويات قياسية للجفاف في إثيوبيا يطال تأثيرها السكان والمواشي

تدعم المفوضية السلطات المحلية في المنطقة الصومالية في إثيوبيا لتأمين المعونات الملحة للآلاف من الذين أجبروا على المغادرة بحثاً عن المياه ووسط أسوأ موجة جفاف منذ 40 عاماً.
28 يونيو 2022 متوفر أيضاً باللغات:
62bae6e53.jpg
فتى يجمع المياه لماشية عائلته في موقع مارا غاجو للنازحين في المنطقة الصومالية في إثيوبيا.

تخرج أردو من مأواها لدى سماعها صوت شاحنة قادمة لإيصال المياه، بعد عدة أيام من انقطاعها عنها هي وماشيتها. تعيش حوالي خمسمائة أسرة نازحة داخلياً في موقع مارا غاجو المؤقت في بلدة كبري بايا، الواقعة في المنطقة الصومالية في إثيوبيا، وذلك بعد فرارها من منازلها بحثاً عن المياه خلال أسوأ موجة جفاف منذ عقود.

وقالت أردو: "لم نر مثل هذا الجفاف من قبل، وقد طال تأثيره الجميع. أطلقنا عليه اسم "الخفي".

مشت أردو حوالي 260 كم من قريتها كابتيناغ، الواقعة في منطقة كوريهي، وهي في عمق إقليم شرق الصومال في إثيوبيا، لتصل إلى كبري بايا، وهي بلدة صغيرة تبعد 53 كم عن عاصمة المنطقة، جيجيغا. وتقول الأم لأربعة أولاد أنها سارت مع مجموعة من الأشخاص من قريتها: "لا يمكنني أن أحصي عدد الأشخاص الذين نزحوا معنا. لقد غادر كافة سكان القرية تقريباً.

شرعت أردو، مثل معظم السكان المقيمين الآن في موقع مارا غاجو للنازحين، في رحلة محفوفة بالمخاطر ومرهقة بحثاً عن الماء والمراعي لماشيتها.

تقول: "لقد كانت رحلة طويلة [...] عانت ماشيتنا بشكل مروع. لم يكن أحد على استعداد لشراء ماشيتنا لأنها كانت ضعيفة للغاية.

62bae84f3.jpg
أردو، وهي أم لأربعة أطفال، تجلس داخل مأواها المؤقت في موقع مارا غاجو للنازحين في المنطقة الصومالية الإثيوبية.

عبد الله جيدي، وهو راعٍ يبلغ من العمر 55 عاماً، نزح أيضاً إلى مارا غاجو، وجمع ماشيته وماعزه وأغنامه وغادر قريته كابتيناغ، الواقعة في منطقة شرق الصومال. لكن الظروف القاحلة على طول الطريق كانت صعبة بالنسبة لقطعانه، حيث وصل أقل من نصفها فقط إلى موقع باباكادا البهاي للنازحين في جيجيغا حيث يعيش حالياً.

وقال: "باستثناء هؤلاء الثلاث، فقد نفقت جميع أبقاري الأخرى"، مشيراً إلى الماشية الهزيلة بجانبه. وأضاف: "كان لدي أيضاً 445 رأساً من الماعز والخراف، أما الآن فلا أملك سوى 190 منهم فقط بعدما نفق الباقون".

تشهد إثيوبيا واحدة من أشد حالات الجفاف الناجمة عن ظاهرة "لا نينيا" في الأربعين عاماً الماضية، بعد أربعة مواسم متتالية من عدم تساقط الأمطار منذ أواخر عام 2020. ويفاقم الجفاف من تعقيد الوضع في المنطقة الصومالية في إثيوبيا والتي كانت تستضيف أصلاً ملايين النازحين داخلياً، بمن فيهم أولئك الذين أجبروا على الفرار بسبب الصراع، فضلاً عن حوالي 246,000  لاجئ من الصومال المجاورة في ثماني مخيمات، والتي استقبلت حتى الآن نحو 16,000 شخص  من الوافدين الجدد. وتشمل المناطق الأخرى المتضررة من الجفاف في البلاد عفر وأوروميا والأمم الجنوبية ومنطقة ناشيوناليتيز وبيبلز.

ومنذ سبتمبر 2021، عملت المفوضية مع المجتمعات المحلية ومكاتب إدارة الكوارث الإقليمية وشركاء آخرين لتوفير المياه والمأوى والملابس الدافئة والمستلزمات المنزلية لأكثر من 7,200 أسرة متضررة من الجفاف في مواقع النزوح الداخلي المتعددة والمجتمعات المضيفة.

ولكن مع تفاقم موجة الجفاف، تستمر احتياجات السكان في الارتفاع. ويقول عبد الله شيخ باري، المساعد الميداني في مكتب المفوضية في جيجيغا: "القضية الأكثر إلحاحاً هنا هي نقص المياه، فضلاً عن الحاجة للإدارة الفعالة للمياه. المساعدة التي تمكنا من تقديمها أقل بكثير مما هو مطلوب لتلبية الاحتياجات الحيوية للمتضررين. سنواصل العمل سوياً مع السلطات والشركاء من أجل الحرص على حصول النازحين على المياه والمأوى ومواد الإغاثة الأساسية وتوفير وسائل النقل لأولئك الذين يختارون العودة إلى ديارهم مع ماشيتهم".

في مواجهة رحلة طويلة ويشوبها الغموض مع وجود القليل من الطعام أو الماء، اضطر عبد الله جيدي لترك زوجته وأطفاله السبعة في قريتهم. ولم تصله أية أخبار عنهم منذ 100 يوم، وتحديداً منذ وصوله إلى موقع النزوح الداخلي في مارا غاجو.

وقال: لا أعرف ما حدث لهم وللآخرين من قريتي الذين بقوا هناك.. أطفال ونساء وكبار السن وغيرهم من الأشخاص الأكثر ضعفاً".

62bae8134.jpg
عبد الله جيدي، وهو من النازحين داخلياً، يقف بجانب بقايا ماشيته النافقة في موقع باباكادا البهاي للنازحين في جيجيغا.

على الرغم من الرحلة المحفوفة بالمخاطر، فقد أخبر عبد الله - مثل العديد من النازحين داخلياً الآخرين الذين تم استضافتهم في عدة مواقع في المنطقة الصومالية - المفوضية أنه حظي بترحيب حار من المجتمع المحلي، على الرغم من أنهم أنفسهم كانوا يكافحون للتعامل مع آثار الجفاف. وقد تقاسم المزارعون - الذين استضافوا الرعاة النازحين - مراعيهم المحدودة مع النازحين داخلياً.

في إثيوبيا، تكثف المفوضية وشركاؤها من مستوى المساعدات لتلبية الاحتياجات المتزايدة، وذلك دعماً للحكومة الإثيوبية. وقد بذلت جهود مشتركة في إطار الأمم المتحدة لدعم إثيوبيا في بناء القدرة على مواجهة الأخطار الطبيعية، ولا سيما حالات الجفاف والفيضانات المتكررة.

في المنطقة الصومالية، يقدم الشركاء في المجال الإنساني المساعدات الغذائية لأكثر من 2,4 مليون نازح ويعملون على توفير المياه النظيفة لأكثر من 859,000  شخص من الفئات الضعيفة. بيد أن الاحتياجات الحالية لا تزال تتجاوز الموارد المتاحة.

تسعى المفوضية للحصول على 22 مليون دولار أمريكي لتقديم مساعدات حيوية لأكثر من 1 مليون لاجئ ونازح داخلياً ومجتمعاتهم المضيفة المتضررة من الجفاف في إثيوبيا، وذلك كجزء من نداء أوسع للتصدي للجفاف، بقيمة 42.6 مليون دولار، بما في ذلك الصومال وكينيا.