المدير الإقليمي للمفوضية لشرق القرن الأفريقي يختتم زيارته الرسمية إلى الكويت، مشدداً على أهمية تعزيز الشراكات الإنسانية مع تزايد الاحتياجات الإقليمية
المدير الإقليمي للمفوضية لشرق القرن الأفريقي يختتم زيارته الرسمية إلى الكويت، مشدداً على أهمية تعزيز الشراكات الإنسانية مع تزايد الاحتياجات الإقليمية
English
اختتم المدير الإقليمي للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين لمنطقة شرق القرن الأفريقي والبحيرات العظمى مامادو ديان بالدي زيارة رسمية استمرت يومين إلى دولة الكويت، وذلك ضمن جولته في دول مجلس التعاون الخليجي، والتي تهدف إلى تعزيز الشراكات الاستراتيجية وحشد الدعم للاستجابة الإنسانية في السودان ودول الجوار.
تخللت الزيارة لقاءات رفيعة المستوى مع عدد من المسؤولين والشركاء، من بينهم سعادة السيد حمد المشعان، مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والتعاون الدولي، وسعادة السيد عبدالعزيز الجارالله، مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية، ومسؤلين من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية. سلط خلالها الضوء على الدور الهام الذي تضطلع به الكويت كمركز إنساني دولي من قبل الأمم المتحدة. كما ناقش السيد بالدي كمنسق الإقليمي للاجئين للوضع في السودان سبل تعزيز التعاون في الدعم وللاستجابة للأزمة الإنسانية في السودان، التي تدخل عامها الثالث.
كما التقى السيد بالدي بممثلي عدد من المؤسسات الخيرية الكويتية، مثل بيت الزكاة، وجمعية العون المباشر. ركز فيها على أهمية تعزيز الجهود المشتركة لتلبية الاحتياجات المتزايدة في السودان وشرق القرن الافريقي، مع التأكيد على أهمية العمل الخيري الإسلامي في سد فجوة التمويل، والدور المحوري الذي يلعبه الشعب الكويتي في دعم المجتمعات المحتاجة حول العالم.
بعد مرور أكثر من عامين على اندلاع النزاع في السودان، أُجبر ما يقارب 13 مليون شخص على الفرار، بما في ذلك نحو 4 ملايين شخص عبروا إلى دول الجوار مثل مصر، جنوب السودان، تشاد، ليبيا، إثيوبيا، جمهورية أفريقيا الوسطى، وصولاً إلى أوغندا. أصبح واحد من كل ثلاثة سودانيين الآن في عداد النازحين قسرًا، مما يجعل أزمة السودان واحدة من أكبر وأشد أزمات النزوح المأساوية في العالم اليوم. وحتى الآن، لم يتم تلقي سوى 11% من الميزانية المطلوبة للمفوضية وشركائها لتلبية الاحتياجات الإنسانية الواسعة للاستجابة الإقليمية لأزمة السودان.
وقال السيد بالدي: "في وقت يستمر فيه عدد النازحين قسراً من منازلهم بالارتفاع، وتتراجع فيه الموارد اللازمة بشكل كبير، تثمّن المفوضية شراكتها الطويلة مع دولة الكويت أكثر من أي وقت مضى. إن دعم الشعب الكويتي للملايين الذين ما زالوا يعانون من النزاع في السودان وغيرها من حالات النزوح القسري لا يقتصر على تقديم المساعدة، بل يُعد تعبيراً عن تضامنٍ في غاية الأهمية."
واختتم السيد بالدي زيارته بعقد لقاء مع عدد من الجهات الإعلامية في فندق الموفنبيك في مدينة الكويت، حضره الشركاء والمانحين وممثلو الدول المستضيفة للاجئين السودانيين. وأعرب عن امتنانه للمانحين والدول المضيفة، مشيداً بدعم الكويت المستمر، والانفتاح الذي أبدته الحكومة والقطاع الخاص. كما استعرض نتائج الزيارة، وشدد على الحاجة الملحة إلى استمرار الدعم الإنساني في ظل تصاعد الأزمات الإقليمية والأوضاع المالية الصعبة.
تتزايد في جميع أنحاء السودان والمنطقة، الاحتياجات الإنسانية بشكل غير مسبوق. وحدها أزمة السودان تسببت في نزوح أكثر من 9 ملايين شخص، ويواجه الكثير منهم خطر فقدان الوصول إلى الغذاء والمياه النظيفة والمأوى وخدمات الحماية.