إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

طاهٍ سويدي يكرس وقته لتقديم وجبات ساخنة للاجئين العابرين في أوروبا

بيانات صحفية

طاهٍ سويدي يكرس وقته لتقديم وجبات ساخنة للاجئين العابرين في أوروبا

حين سمع عن أزمة اللاجئين في أوروبا، وضّب فيكتور أولمان طقم سكاكينه وتوجّه إلى كرواتيا وبدأ يطهو.
28 أكتوبر 2015
563073e06.jpg
فيكتور أولمان، وهو طاهٍ سويدي يبلغ من العمر 27 عاماً يطهو للاجئين في بابسكا، كرواتيا. ويقول:

بعد أن سكبَت أكثر من 6,000 وجبة ساخنة جدّاً للاجئين، تبدو ملعقة الطاهي السويدي الكبيرة غير صالحة للخدمة. يقول فيكتور أولمان البالغ من العمر 27 عاماً: "لم تكن مكسورة عندما بدأت،" ليظهر فيها ثقب كبير على شكل وتد وهو يسحبها من وعاء الحساء المغلي.

ولكن الأيام والليالي الطويلة التي أمضتها الملعقة في سكب الحساء لآلاف السوريين والأفغان والعراقيين وكثيرون غيرهم، كان لها تأثيرها. ويقول فيكتور: "طالما أنا مستيقظ، ستجدوني أطهو. ليس لدي أي تصور عن الوقت هنا. لا أحمل ساعة يد، أو هاتفاً".

يندفع ذهاباً وإياباً بسترة الطهاة البيضاء، وشعره مشدود إلى الوراء، إلى خيمة مخصصة للطهو تحمل اسم "جامايكا"، ويعطي التعليمات لأقرانه المسافرين.

يقول: "استخدموا الأوعية الورقية! فالطعام ساخن جداً ولا يمكن سكبه في الأواني البلاستيكية. هل تحتاجون إلى المزيد من معقم الجراثيم؟ حسناً. يمكن أن تكون الأفواه متسخة ولكن على الأيدي أن تكون نظيفة!".

5630729e6.jpg
أمهات يعتنين بأطفالهن بالقرب من المعبر الحدودي في بابسكا، كرواتيا.

نحن في بابسكا، كرواتيا، على بعد بضع مئات من الأمتار من الحدود مع صربيا، حيث عبر عشرات الآلاف من اللاجئين الحدود منذ الأسبوع الماضي، بحثاً عن الأمان في أوروبا.

وصلوا سيراً، وفي عربات الأطفال، وعلى الكراسي المتحركة، ساعةً بعد ساعة، ويوماً بعد يوم، مبللين، وجائعين، ومنهكين، في رحلة نحو المجهول.

وعلى طول الطريق، يقابلهم جيش من المتطوعين من مختلف أنحاء أوروبا، دفعتهم رغبة عارمة للمساعدة.

فهنالك فلوريان، المزارع الصغير من النمسا؛ وغيث، السوري الذي وصل إلى أوروبا العام الماضي؛ وليفيجا، صانعة البيتزا المتدربة من برلين؛ وستيفان، الرياضي الذي يسير لمسافات طويلة (3200 كيلومتر في 82 يوماً)؛ ودانييلا، اللاجئة السابقة من البوسنة.

هناك نشطاء وعمال في شركة "بي إم دبليو" وطلاب وعلماء اجتماع ومعالجون طبيعيون يرتدون سترات رياضية صفراء مشعة تظهر عليها أسماؤهم واللغات التي يتكلمونها، يطمئنون الحشود، ويوحدهم شعور إنساني مشترك.

أتى فيكتور أولمان مع طاقم من سبعة طهاة، اسمه "كلنا طهاة". ويقول، "لقد عملت 15 عاماً في المطاعم، لكنني تقاعدت الآن. أريد أن أكون رجل إطفاء. إنّه شيء مادي، يساعد الناس".

563073176.jpg
لاجئون ومهاجرون ينتظرون بالقرب من المعبر الحدودي في بابسكا، كرواتيا.

ينحني فوق الوعاء، ويتذوق الحساء. ويقول: "لدينا اللحوم والطعام النباتي. لقد حصلنا على دفعة من الطعام الحلال. نحصل على التبرعات من كل مكان".

"بعضهم تناول غذاء الأطفال، كانوا جائعين جداً... إنهم سعداء لحصولهم على بعض الطعام الساخن".

على الجانب الآخر من الحدود، تلقى اللاجئون التفاح والحليب والبسكويت لكنهم لم يحصلوا على وجبات ساخنة. ويقول: "بعضهم تناول غذاء الأطفال، كانوا جائعين جداً. وحين وصلوا إلى هنا، قالوا "الله! الله!". فرحوا لحصولهم على بعض الطعام الساخن".

والطعام ليس للاجئين فقط. ففيكتور يقدمه لعمال الإغاثة والشرطة الكرواتية، ويقول عنهم أنهم أخيار، يبذلون قصارى جهدهم. ويضيف: "يسمونني السويدي المجنون".

شعر فيكتور بالسعادة للحذاء الذي قدمه له أحد رجال الشرطة، بعد أن منح حذاءه لأحد اللاجئين. يقول: "أحب زوج الأحذية هذا، إنه بمثابة ذكرى أحملها معي من هنا- إحدى الذكريات. انشروا الحب!".

بقلم: مارك ترنر