إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

مخيّم سروج التركي يأوي قرابة 25,000 لاجئ كردي قادمين من سوريا

قصص

مخيّم سروج التركي يأوي قرابة 25,000 لاجئ كردي قادمين من سوريا

في الخيام المصطفة على شكل خطوط مستقيمة، نادراً ما تكون درجات الحرارة داخل الخيام أقل من الخارج.
3 يوليو 2015 متوفر أيضاً باللغات:
55965c366.jpg
لدى اللاجئ عبد القادر ابن يبلغ ستّة أعوام من العمر يُدعى مصطفى. وللفرار اضطرا للاختباء لمدّة ثلاثة أيام.

مخيم سروج للاجئين، تركيا، 3 يوليو/ تموز (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - تبعث الشمس حرارة مرتفعة وتلقي بضوئها الساطع على التراب لتجعل لونه يميل إلى الأبيض.

هذا هو سهل سروج الذي يضم أكبر مخيم للاجئين في تركيا. يعيش 25,000 شخصٍ تقريباً في الخيام التي تقدّمها المفوضية وهيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية هنا، وهم جميعهم تقريباً أكراد وقد فرّ غالبيتهم من كوباني/عين العرب في سوريا عندما اندلع القتال في هذه المنطقة في شهر سبتمبر/أيلول 2014.

في بداية الأمر، تم إيواء اللاجئين في مراكز بالقرب من أورفة. وفي 25 يناير/كانون الثاني 2014، وبعد أربعة أشهر فقط من تدفّق الأفراد الفارين من كوباني، افتتحت الحكومة التركية مركز إيواء اللاجئين في سروج الذي يستوعب 35,000 لاجئ. وهو شكّل علامة فارقة من حيث التنظيم.

وفي الخيام المُصطفة على شكل خطوط مستقيمة، نادراً ما تكون درجات الحرارة داخل الخيام أقل من الخارج. ويفتح أحد الفتيان باب ثلاجة صغيرة قدّمتها المفوضية داخل الخيمة ويضع رأسه في داخلها لينتعش من برودتها ولو كان ذلك لمدّة دقيقة واحدة فحسب. وفي الخيام الأخرى، يجلس الأفراد كتماثيل وهم ينتظرون مغيب الشمس وانتهاء يوم الصيام الطويل في شهر رمضان.

مصطفى هو أحد هؤلاء الأشخاص. فهو يجلس وينظر إلى الخارج من فتحة خيمته. وكان قد فرّ مع عائلته المؤلفة من 20 فرداً من كوباني في الخريف الماضي. واليوم، كيف تبدو الحياة بالنسبة إليه؟

يقول: "صعبة. فالجو حارّ جداً في الصيف. وليس لدينا عمل. وقد عثرت على عمل في عدّة أماكن. ولكنّهم لم يدفعوا لي المال. ولم يكن بوسعي فعل أي شيء".

يحاول العديد من سكان المخيم العثور على عمل لاستكمال تلبية احتياجاتهم التي لا يستطيعون تلبيتها بواسطة القسائم الشهرية التي تُقدّمها الحكومة التركية لكلّ عائلة من أجل الحصول على المواد الغذائية ومستلزمات النظافة الصحية.

وينتظر مصطفى حالياً الحصول على مشورة أحد مخاتير المخيم، البالغ عددهم 11 مختاراً والذين انتخبهم سكان المخيم، وذلك في ما يتعلّق بحقوقه وإمكانية العثور على ما يسمّيه العمل القانوني.

وقد عثرت روزان على طريقة لكسب بعض المال الإضافي. فبينما يجلس زوجها مع أطفالهما على أرضية الخيمة، تستعرض هي بضائعها التي تشمل السجائر والبن والأحذية المخصصة للأطفال والحلويات وسكاكين المطبخ وشاي الأعشاب.

وفي سوريا عملت روزان كخياطة وتمكّنت من الفرار مع بعض المال في حوزتها. وهي حالياً تذهب مرتين في الأسبوع إلى المدينة لشراء البضائع التي تعرضها على باب خيمتها والجاهزة لإعادة البيع. وتقول العمل ليس سيئاً. وهو أيضاً ضرورةٌ. فزوجها يعاني من مشاكل صحية ولا يستطيع العمل. وتساعدها البضائع التي تبيعها في تلبية المستلزمات الضرورية لعائلتها.

وبالنسبة إلى المنزل؟ لا تزال والدتها تعيش في سوريا ولكنّها لا تعلم كيف. أمّا منزل العائلة فقد تعرض للدمار خلال القتال.

عبد القادر هو رجل مسن يبلغ 73 عاماً من العمر وقد لفّ رأسه بكوفية بيضاء. ينحني على عصاه ويبدو تائهاً. فقد أتى إلى المخيم منذ شهر واحد فحسب. وفرّ من منزله في الرقّة عندما اندلع القتال فيها. ولدى عبد القادر ابن يبلغ ستّة أعوام من العمر يُدعى مصطفى. وللفرار اضطرا إلى الاختباء لمدّة ثلاثة أيام. يقول: "أحاول أن أكتشف كيفية سير الأمور هنا".

ولدى عبد القادر أيضاً إبنان أكبر سنّاً في العشرينيات من العمر وقد فرّا إلى تركيا في وقت سابق.

وماذا يأمل لنفسه ولابنه مصطفى؟ الذهاب إلى الوطن طبعاً. فحياة اللاجئ صعبة جداً. ولكنّه يعترف أنّه حين يتّصل ببعض أفراد أسرته في الرقّة لا يجيب أحد على اتّصالاته.

وقد مرّ رجل مسنّ آخر وصرخ قائلاً: "كوباني فقط"! ولعلّها العبارة الوحيدة التي يعرفها باللغة الإنكليزية. وهذا كلام يعبّر عن الأمل والتحدّي، ولكنّه حالياً ليس سوى تعبيراً عن حلم.

* هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية

بقلم دون موراي، مخيم سروج، تركيا