مفوضية اللاجئين واتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية الكويتية يعقدان مائدة مستديرة حول الاستجابة الإنسانية لأوضاع اللجوء والنزوح في السودان وبنغلاديش

عقدت اليوم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بالتعاون مع اتحاد الجمعيات الخيرية في الكويت، مائدة مستديرة في مقر جمعية الاصلاح الاجتماعي (نماء الخيرية)، تناولت الاحتياجات الإنسانية العاجلة للاجئين الروهينغا في بنغلاديش واللاجئين والنازحين داخليًا في السودان نتيجة للأزمة المستمرة هناك.

ويُعد اتحاد الجمعيات الخيرية الجهة التنسيقية المركزية للقطاع الخيري في الكويت، إذ يضم تحت مظلته أكثر من 70 جمعية خيرية وصندوقًا وقفيًا مسجّلاً، ويعمل بشكل وثيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية لضمان توافق المبادرات الإنسانية والتنموية مع الرؤية الوطنية، والالتزام بمعايير الشفافية والحوكمة.

وجاءت المائدة المستديرة تحت عنوان: "شراكات من أجل الإنسانية: الاستجابة لأزمات النزوح في السودان وبنغلاديش"، بهدف تعزيز التنسيق بين الجمعيات الخيرية الكويتية، ورفع مستوى الوعي حول التحديات التي تواجه العاملين الإنسانيين في الميدان، ومناقشة سبل تعزيز الجهود المشتركة بما ينسجم مع التزام الكويت الراسخ بالتضامن الدولي والعمل الإغاثي.

وشارك في النقاش ممثلون عن مختلف القطاعات، منهم مسؤولون من اتحاد الجمعيات الخيرية، ووزارة الخارجية، ووزارة الشؤون الاجتماعية، إضافة إلى مداخلات عبر الاتصال المرئي من فرق عمل المفوضية من الميدان في كل من السودان وبنغلاديش، والتي قدمت تحديثات مباشرة حول أوضاع النزوح، والاحتياجات الإنسانية الحرجة، وجهود المفوضية المستمرة لتقديم الاستجابة الإنسانية.

واختُتمت المائدة المستديرة بالدعوة إلى اتخاذ خطوات عملية، وحثّ الجمعيات الخيرية الكويتية على دعم جهود المفوضية في تنفيذ مشاريع إنسانية مشتركة، مع التركيز على المجالات ذات الأولوية مثل المأوى، والتعليم، والرعاية الصحية، والمساعدات الشتوية.

وأعربت ممثلة المفوضية لدى دولة الكويت، نسرين ربيعان، عن تقديرها للدور الريادي الذي تؤديه الجمعيات الخيرية الكويتية، قائلة: "لطالما كانت الكويت رمزًا للتعاطف والريادة في الجهود الإنسانية. ومع وجود أكثر من 117 مليون شخص من النازحين قسرًا حول العالم، فإن الشراكات—بما في ذلك تعاوننا مع اتحاد الجمعيات الخيرية—ضرورية لتقديم المساعدات المنقذة للحياة لمن هم بأمسّ الحاجة إليها. وتؤكد الأزمة المتواصلة في السودان وحالة الطوارئ الخاصة باللاجئين الروهينغا في بنغلاديش أهمية الحفاظ على التضامن الإنساني، خاصة مع تصاعد التحديات العالمية وتراجع الموارد."

ومن جانبه، شدّد الدكتور سعد العتيبي، رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية، على أهمية توحيد الجهود الوطنية لمواجهة الأزمات الإنسانية الدولية، وقال: "يعكس تعاوننا مع المفوضية القيم الإنسانية المشتركة التي حافظت عليها الكويت على مدى عقود. ومن خلال مؤسساتنا الخيرية، تواصل الكويت تجسيد مبادئ الشراكة والمساءلة والتعاطف. ونحن عازمون على العمل معًا لدعم الأسر المتضررة من النزوح في السودان وبنغلاديش وغيرها، بما يمنحهم الكرامة والاستقرار والأمل."

ومن الجدير بالذكر أن بنغلاديش تستضيف أكبر تجمع للاجئين في العالم، حيث يعيش معظم اللاجئين الروهينغا في 33 مخيمًا في كوكس بازار. وبالرغم من هذه التحديات والموارد المحلية المحدودة، لا تزال الاستجابة لحالة الطوارئ الخاصة بالروهينغا ممولة بنسبة 35% فقط حتى سبتمبر 2025.