شاب يطوف العالم على دراجته تضامناً مع اللاجئين
شاب يطوف العالم على دراجته تضامناً مع اللاجئين
عبر الدراج ثيو فوستر صحاري آسيا الوسطى خلال الصيف، وتحدى حركة المرور في أكبر مدينة في الهند، وعارك حرائق الغابات في أستراليا في جولة حول العالم لركوب الدراجات تهدف لرفع مستوى الوعي حول للاجئين.
وبعدما قطع مسافة 14,500 ميل عبر 20 دولة، أجبرته حالة الإقفال المترتبة على انتشار وباء فيروس كورونا على التوقف مؤقتاً في مارس بعد أن وصل إلى ولاية أريزونا الأمريكية، لكنه لا يزال يتحلى بالعزيمة لمتابعة الرحلة.
وقال المغامر البالغ من العمر 22 عاماً: "سوف أكمل الجولة 100% بمجرد أن أتمكن من متابعة السير".
بدأت رحلته خارج مكتب الأمم المتحدة في جنيف في 8 أبريل من العام الماضي، حيث تعهد بتكريس جولته العالمية للمفوضية وحملة "2 مليار كلم نحو الأمان".
وطلبت الحملة من كل من يمشي أو يهرول أو يركض، ومن راكبي الدراجات تسجيل أميالهم للمساهمة في إجمالي الأميال العالمية بهدف تسليط الضوء على الأميال التي تقطعها الأسر الفارة من ديارها بسبب العنف والاضطهاد كل عام.
وعلى متن دراجة مزينة بملصقات المفوضية، عبر ثيو ألمانيا وبولندا وأوكرانيا ومولدوفا ورومانيا وبلغاريا ثم عبر تركيا إلى آسيا، حيث كان ينام في خيمة ويعتمد على لطف الغرباء.
وتابع ثيو رحلته عبر جورجيا وأذربيجان وكازاخستان وأوزبكستان والهند وميانمار وتايلاند وماليزيا وسنغافورة وأستراليا ونيوزيلندا والولايات المتحدة، على الرغم من المعوقات والتحديات.
تعرض لتسمم غذائي في أوكرانيا واضطر لتجنب حرارة الصحراء الأوزبكية الحارقة عن طريق اللجوء إلى أنفاق محفورة تحت الطريق. قاد درجته في خضم حركة المرور في نيودلهي، وعبر أستراليا في ذروة أزمة حرائق الغابات.
"أن تجد أناساً يفتحون أذرعهم لك لهو أمر لا يقدر بثمن"
التقى بلاجئين في تركيا بعدما رأى بعض الشباب السوريين ملصقات المفوضية على دراجته.
وقال ثيو الذي عمل في دار للمزادات الأثرية في كامبريج، إنكلترا، لتمويل رحلته: "كان ذلك خلال العيد. لقد دعوني لتناول وجبة عشاء كبيرة وعرضوا علي مكاناً للتخييم ... أن تجد أناساً يفتحون أذرعهم لك لهو أمر لا يقدر بثمن".
في تايلاند، اتصل بموظفي المفوضية وداعميها والتقى بأحد المندوبين الشباب لدينا، آراش بوردبار، وهو لاجئ من إيران يدرس الآن في أستراليا، وذلك أثناء مروره عبر سيدني.
يستذكر ثيو قائلاً: "تناولنا الكاري على الغداء ومشينا بجوار دار الأوبيرا ... آراش شخص شغوف وانسجمنا مع بعضنا البعض".
ولكن في منتصف مارس، بعد مروره عبر نيوزيلندا وعبوره جزءًا من الولايات المتحدة، اضطر لوقف رحلته في أريزونا مع بدء عمليات الإقفال حول العالم. وبعد 11 شهراً قضاها على سرج الدراجة، لم يتبق أمامه سوى مسافة 3,500 ميل.
"أخطط لإنهاء الرحلة"
بعد عودته إلى وطنه ولقائه عائلته، قال بأن الرحلة أظهرت له "مدى ارتباط العالم بعضه ببعض".
وأضاف: "لقد جعلتني أدرك بأنني لست بحاجة إلى الكثير، ولكني بحاجة للأساسيات مثل الطعام والمياه والمأوى والحصول على سبل الصرف الصحي ... وأظهرت لي مدى أهمية دعم أولئك الذين سلبوا من تلك الأساسيات".
بمجرد رفع الحظر عن الحجر الصحي، يهدف ثيو للعودة إلى فينيكس وعبور الولايات المتحدة والبرتغال وفرنسا والعودة إلى جنيف – والتفكير دائماً باللاجئين.
وقال: "في أقرب وقت ممكن، سوف أعود إلى هناك ... قلت بأنني سأفعل ذلك من أجل الحملة ومن أجل اللاجئين، وأخطط لإنهاء الرحلة".
