إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

لاجئات يزرعن الأرز ويتصدرن الإنتاج في إحدى مقاطعات أنغولا

قصص

لاجئات يزرعن الأرز ويتصدرن الإنتاج في إحدى مقاطعات أنغولا

تستضيف أنغولا حوالي 56,000 لاجئ، معظمهم من جمهورية الكونغو الديمقراطية، مع حوالي 6,700 لاجئ كونغولي مثل أنطوانيت ممن يعيشون في مخيم لوفوا.
1 سبتمبر 2021 متوفر أيضاً باللغات:
6128a3213.jpg
المزارعة الكونغولية اللاجئة أنطوانيت تجمع الأرز من مزرعتها في مخيم لوفوا، أنغولا.

يستغرق الأمر أكثر من ساعة سيراً على الأقدام لاجتياز الأراضي الموحلة والمؤدية إلى مزرعة الأرز الشاسعة لأنطوانيت في شاماسويا، وهي قرية محلية تبعد حوالي خمسة كيلومترات عن مخيم لوفوا الواقع في مقاطعة لوندا نورتي في أنغولا.


تقع مزرعة الأرز بين القرية ونهر محلي عند أسفل إحدى التلال، وتمتد على مساحة تزيد عن 10 هكتارات من الأرض، وهي تستحق المشاهدة.

تقول أنطوانيت، البالغة من العمر 55 عاماً والتي فرت من جمهورية الكونغو الديمقراطية قبل أربع سنوات: "الأرز هو طعامي الأساسي، وهو ما اعتدنا أن نأكله في الوطن. لهذا السبب أردت أن أزرعه هنا في لوفوا".

تستضيف أنغولا حوالي 56,000 لاجئ، معظمهم من جمهورية الكونغو الديمقراطية، مع حوالي 6,700 لاجئ كونغولي مثل أنطوانيت ممن يعيشون في مخيم لوفوا. لديها هنا قطعة أرض كبيرة بنت فيها أربعة منازل لعائلتها المتفرعة والمكونة من 16 شخصاً، من ضمنهم ثمانية أطفال.

"الأرز هو طعامي الأساسي، وهو ما اعتدنا أن نأكله في الوطن"

تدير أنطوانيت، المعروفة أيضاً باسم "ماما أنتو"، جمعية زراعية تضم حوالي 30 لاجئة يعملن في مزارع داخل وخارج المخيم. وقد أتى العديد منهن وفي جعبتهن خبرات زراعية إلى منطقة غير معروفة بالزراعة. تنتج النساء ما بين 500 إلى 600 كيلوغرام من الأرز في كل موسم حصاد، مما يجعلهن أكبر منتجي الأرز في المقاطعة.

إضافة إلى ذلك، فإنهن يزرعن خضروات مثل البطاطس والطماطم والباذنجان والجزر والبصل والخس والبامية والكسافا، ويعتنين بمزارعهن الخاصة بهن، بجوار منازلهن في المخيم، عندما لا يعملن معاً في المزارع الكبيرة.

ونظراً لأن أراضي المخيم لم تكن مناسبة لإنشاء حقول الأرز، فقد توصلت أنطوانيت إلى خطة وتواصلت مع العديد من زعماء القبائل والذين يشرفون على المناطق القريبة من المخيم.

تقول: "نحن هنا منذ عام 2017 وخلال هذا الوقت، أسسنا علاقات جيدة مع المجتمع المضيف. لقد تفاوضنا من أجل الوصول إلى بعض الأراضي الزراعية بالقرب من النهر التي حولناها إلى حقول للأرز. يتصل بي السكان في جميع أنحاء المقاطعة لأنهم يريدون شراء أرزنا!".

ساهمت مزرعة الأرز بشكل كبير في التعايش السلمي بين اللاجئين والأنغوليين من السكان المحليين والذين يعيشون في القرى المجاورة. إنهم يعملون مع المزارعين اللاجئين لحرث المزارع وصيانتها، ونتيجة لذلك، فقد تعلموا كيفية زراعة الأرز في منطقة معروفة أساساً بزراعة الكسافا.

"نحن نستفيد أيضاً ويمكن لسكاننا التعلم منهم"

وقد عبر سوبا فوستينو، زعيم قرية شماسويا، عن سروره بزراعة الأرز في قريته. ويوضح قائلاً: "نود أن تقدم الوكالات الإنسانية المزيد من المساعدة، لكن من الجيد أيضاً أن يزرع اللاجئون هنا لأننا نستفيد نحن أيضاً ويمكن لسكاننا التعلم منهم".

ويضيف أن العديد من السكان المحليين شهدوا زيادة في دخل أسرهم مع حصولهم على عمل في مزارع الأرز. كما يقلل مصدر الدخل البديل من حاجتهم إلى قطع الأشجار من أجل الحصول على الحطب والفحم، مما يساعد في التخفيف من التسبب بأضرار بيئية.

تعتقد ماما أنتو أيضاً أنه من المهم عدم الاعتماد فقط على المساعدات الغذائية التي تقدمها وكالات المعونة.

وتضيف وهي تستعرض بفخر مساحة الأرض التي تزرع فيها الأرز، وهي واحدة من اثنتين في شاماسويا: "نحتاج إلى تكملة الغذاء الذي نتلقاه لأنه لا يكفي. نحن بحاجة أيضاً إلى بيع المنتجات حتى نتمكن من إدارة أعمالنا ودعم عائلاتنا".

تدعم المفوضية بانتظام المزارعين اللاجئين بالبذور المتنوعة والأدوات الزراعية وأحذية العمل والأسمدة وحتى حيوانات المزرعة مثل الدجاج والخنازير. ويتلقى حوالي 60 مزارعاً من ثلاثة مجتمعات محلية بالقرب من المخيم، وهي مواموكومبو وناجينغا وساكاتانغي، حصصاً تدريبية زراعية منتظمة من خلال مشروع زراعي بقيادة شريك المفوضية في مجال سبل العيش ADPP.

يعتقد روبرت أهيبوا، وهو مسؤول شؤون سبل كسب الرزق في المفوضية، أن المعرفة والخبرة الزراعية للاجئين يمكن أن تساعد المجتمع المحلي على تحسين منتجاتهم، ويقول: "نشجع دائماً تبادل المهارات لأنها تعزز التعايش السلمي. يتبنى المزارعون بسهولة ممارسات زراعية أفضل عندما يتعلمون من زملائهم المزارعين".

ويضيف أن بعض اللاجئين يعرفون من قبل كيف يزرعون بطريقة ذكية، باستخدام الأساليب الحديثة لزيادة جودة وكمية محاصيلهم. إذا كان بإمكان المجتمع المحلي اتباع نهج مماثل، فإنهم سوف يحسنون أمنهم الغذائي.

في مايو الماضي، أقامت بلدية لوفوا معرضاً زراعياً للاحتفال بالذكرى السنوية السادسة لتأسيسها كبلدية، حيث أعربت السلطات عن التزامها بمواصلة الشراكة مع المفوضية لتوسيع نطاق إنتاج الأرز في المقاطعة.