إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

بعد تجربة مروعة في ليبيا، لاجئون في النيجر يروون معاناتهم

قصص

بعد تجربة مروعة في ليبيا، لاجئون في النيجر يروون معاناتهم

في أغاديز، يناشد المفوض السامي غراندي المجتمع الدولي لدعم النيجر.
21 يونيو 2018 متوفر أيضاً باللغات:
5b2bf5534.jpg
وجد اللاجئون الذين فروا من الحرب في منطقة دارفور في السودان والذين تعرضوا للاعتداء في ليبيا الأمان في مركز استقبال في أغاديز، النيجر.

أغاديز، النيجر – تم اختزال حياتهم إلى حالة من الانتظار في ظل طقس حار. ينام الكثيرون منهم على الأرض. لكنهم أصبحوا الآن على الأقل في أمان.

إنهم لاجئون وطالبو لجوء وأشخاص تُعنى بهم المفوضية. وهم الآن ينتظرون في أغاديز في النيجر. معظمهم من السودانيين، ولدى الكثير منهم قصص مروعة ليرووها.

بالنسبة للبعض، كأبي بكر، بدأت الرحلة في مخيم دارفور للاجئين المترامي الأطراف في السودان. فر بحثاً عن حياة أفضل، واتجه شمالاً نحو ليبيا. ولكنْ في ليبيا، احتجزه مهربون طلبوا المال. لكنه لم يكن يملك شيئاً. 

وقال أبو بكر: "لقد ضربوني. اعتقدتُ أنهم سيقتلونني إذ رأيتُ رجالاً يُقتلون".

ثم جاء ليبي إلى مخيم المهربين وسدد المال لإخلاء سبيله. كان على أبي بكر أن يسد الدين مقابل العمل لنصف عام في ظروف أشبه بالعبودية في مزرعته. لكنه فرَّ، وشق طريقه جنوباً نحو النيجر وصولاً إلى أغاديز قبل ثلاثة أشهر: "هذا مكان آمن لي. لكنني ما زلتُ أرغب بالعمل ومساعدة أمي وإخوتي في دارفور".

"ما زلت أرغب بالعمل ومساعدة أمي وإخوتي في دارفور"

لطالما كانت أغاديز الصحراوية مفترق طرق للأشخاص الذين يتجهون شمالاً وجنوباً. في الأعوام الأخيرة، كان جزء كبير من الحركة متجهاً شمالاً إلى ليبيا بتنظيم من المهربين. كان الأمر مربحاً، لكنّ حكومة النيجر تدخلت، فتقلص التدفق والمال.

والآن، أصبح التدفق في الاتجاهين الشمالي والجنوبي، مع فرار سودانيين من ليبيا، وترحيل عدة آلاف من الجزائر. في نهاية شهر مايو، وصل 2,076 شخصاً من ليبيا سعياً للحصول على الحماية الدولية.

يشعر السكان المحليون الذين حصلوا على وعد بزيادة المساعدات الحكومية التي لم تصل بعد بالاضطراب.

إن مركز السكن مكتظ إذ يعيش فيه أكثر من 1,000 رجل وامرأة وطفل. وُلد بعض الأطفال في ليبيا، والبعض الآخر في أغاديز. أحدهم وُلِد قبل يومين فقط. وحوالي 12% من الأطفال غير مصحوبين.

5b2bf71d4.jpg
طفل سوداني يبلغ من العمر يومين ينام في مركز استقبال في أغاديز يوفر المأوى والخدمات الطبية للاجئين وغيرهم من الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من منازلهم.

وقال المفوض السامي فيليبو غراندي الذي كان يزور أغاديز كجزء من رحلة للاحتفال بيوم اللاجئ العالمي عبر ليبيا والنيجر ومالي: "الوضع معقد للغاية، وأناشد لتقديم المساعدة الإنمائية للمجتمع المحلي. إن نهاية الاتجار، سواء أحببنا ذلك أم لا، تعني خسارة سبل كسب العيش لآلاف الأسر. إذا لم يدعم المجتمع الدولي النيجر، فقد ينقلبون ضد هؤلاء الأجانب الذين تقطعت بهم السبل هنا".

وفي حين أن السودانيين هم الأغلبية بين الوافدين الجدد، إلاَّ أن هنالك أشخاص من جنسيات أخرى، ماليون وتشاديون وأشخاص من الكاميرون والكونغو. وقد فر كثيرون من العنف والاضطرابات.

5b2bf9d64.jpg
أطفال لاجئون يغنون للمفوض السامي فيليبو غراندي أثناء زيارته لمركز استقبال في أغاديز، النيجر.

تبلغ بيلا من العمر 28 عاماً. كانت تبكي وترتجف وهي تروي كابوس الرعب الذي عاشته عائلتها في الكاميرون. اقتحم مسلحون منزلها، وألقوا القبض على والدها، وربطوه بشجرة وأطلقوا عليه النار. شاهدت كيف قطعوا ذراع أختها.

فرت، وأثناء فرارها، فقدت الاتصال بشقيقها. بعد أسبوع على ذلك، أوقفها أربعة رجال واغتصبوها. وقالت والدموع تنهمر على وجهها: "أنا مصدومة".

إنها الآن برفقة آخرين في مراكز السكن آمنون، ولكنهم في حالة من عدم اليقين.

"نحن بحاجة لتحسين المآوي والرعاية الصحية وخدمات الصرف الصحي"

وقال المفوض السامي غراندي بأن الجهود جارية لمعالجة الوضع.

وأضاف غراندي: "إنه أمر معقد ويتطلب فحصاً دقيقاً، وعلى الأرجح لكل حالة على حدة، وهو ما ستقوم به الحكومة والمفوضية، ابتداءً من الشهر المقبل. في هذه الأثناء، ولأسباب إنسانية، نحن بحاجة لتحسين المآوي والرعاية الصحية وخدمات الصرف الصحي. هناك حوامل بحاجة لاهتمام عاجل. لقد حددنا أيضاً موقعاً يمكن نقلهن إليه ويمكننا تقديم المساعدة بطريقة منظمة، من دون التسبب بمشاكل للمجتمع المحلي".

مهما كان مستقبل بيلا، لا يزال ماضيها مرعباً، خاصةً عندما تتذكره في الليل. تقول: "أحلم. أرى والدي مقيداً بالشجرة. أرى الرجال يبحثون عني".

اقرأ أيضاً: إجلاء لاجئين من الفئات الأشد ضعفاً من ليبيا خلال زيارة المفوض السامي